واشنطن: على الرغم من استمرار الضغوط على إيران، وما يلوح به من فرض عقوبات جديدة عليها، ومن بينها عقوبات اقتصادية، فإن إيران ستتمكن من النفاد بفضل شبكة الأسواق السوداء.

وأفادت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية أن شبكات السوق السوداء نشطت حول العالم من أجل تفادي آثار العقوبات. ولفتت الصحيفة إلى اعتراف إحدى الشركات الهولندية بتزويد طائرات أميركية وأجزائها الإلكترونية إلى إيران منذ العام 2005 حتى العام 2007. وأشارت إلى أن الزبائن الإيرانيين نسقوا سراً مع الشركة لشراء الأجزاء وشحنها إلى هولندا والإمارات العربية المتحدة واليونان، وبعدها كانت المواد توضب مجدداً وتشحن إلى مشتريها الأساسيين في إيران.

وأشارت إلى أنه تم ضبط الشركة الهولندية، غير أن السهولة التي كانت تعمل فيها تشير إلى عقبة أساسية تواجه الولايات المتحدة وهي أنه حتى وإن كانت واشنطن قادرة على التغلب على التحديات الدبلوماسية وإقناع الدول ذات العلاقات الاقتصادية المهمة مع إيران، مثل الصين، بالتصديق على العقوبات، فإنه في الواقع من المستحيل القيام بحظر اقتصادي محكم على طهران.

ونقلت عن خبير مواجهة الإرهاب والاستخبارات في quot;معهد واشنطن للشرق الأدنىquot; مايكل جاكوبسون أن quot;لدى الإيرانيين كثير من الخبرة في هذه النقطة لتفادي العقوباتquot;، مضيفاً quot;إنهم متكيفون، يتعلمون من الأخطاء، ويرون أين تتخذ الولايات المتحدة إجراءاتها ويتحركون في مكان آخر. وفي مجال الأعمال هنالك الكثير من التعامي المتعمّدquot;.

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الإدارة الأميركية تتحدث منذ أشهر مع دول أخرى حول لائحة من العقوبات القاسية على إيران، واعتبرت أنه كان للعقوبات الحالية تأثيرات عملية على طهران، حيث تنقطع الطاقة بشكل دوري بسبب المولدات الكهربائية الموجودة على لائحة السلع الممنوعة.

وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الولايات المتحدة التي تتبعها بالنسبة إلى العقوبات الأحادية الجانب التي تفرضها على إيران منذ العام 1979 تظهر أن القيود المفروضة تعمل على رفع أسعار السلع الخارجية في إيران، وليس إيقاف تدفقها إليها، فالعالم مليء بالمهربين، الذين يحترفون تخبئة السلع الممنوعة، في ظل الدفق الهائل من التجارة العالمية، كما إن دولاً أخرى قد لا تكون تريد فرض العقوبات على إيران.

ولفتت الصحيفة إلى أنه وبعدما تمكنت الولايات المتحدة من إقناع بعض البنوك الأوروبية على مقاطعة التعامل مع طهران، فإن الأخيرة تحوّلت إلى المؤسسات المالية الصغيرة التي تتمركز في آسيا، ولا علاقة لها بواشنطن.

واعتبر جاكوبسون أن هذه الطريقة تظهر أنه حتى العقوبات الحازمة التي تلقى دعماً دولياً لن تستطيع أن تحاصر دولة كبيرة ومعقدة كإيران، معتبراً أن للقيود منافع بسيطة، وليست أبداً حقيقية، وهي أنها تزيد الكلفة والصعوبة على الإيرانيين في القيام بالأعمال، محفزة القادة الإيرانيين على التفاوض.

وقال quot;على الرغم من أنه من غير الواقعي أن نتوقع من أنه بالإمكان عزل إيران عن الاقتصاد الدولي، غير أن الهدف الأضيق والأكثر واقعية، هو أن زيادة كلفة الأعمال قد تغير حسابات زعمائهاquot;.