برلين: يبدو من المستبعد أن ينعم أصحاب المتاجر الألمان بموسم طيب خلال فترة أعياد الميلاد هذا العام. فعلى الرغم من أن أكبر اقتصاد في أوروبا ربما يكون قد نجح في الخروج من دائرة الركود في وقت مبكر عما كان متوقعاً، توقع اتحاد شركات التجزئة الألماني quot;إتش دي إيquot; أن يلقي التباطؤ الاقتصادي العالمي مجدداً بظلاله على موسم التسوق خلال فترة أعياد الميلاد في البلاد هذا العام.

وتنبأ الاتحاد بأن تتراجع مبيعات التجزئة خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وكانون الأول/ ديسمبر المقبل بنسبة 1.5 %، لتصل قيمتها إلى 73 مليار يورو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إذ تتزايد الضغوط السعرية في قطاع يشهد منافسة شرسة.

وقال رئيس الاتحاد جوزيف سانكوهانسير إنه يمكن أن يكون هناك موسم تسوق معقول خلال فترة أعياد الميلاد. يأتي هذا على الرغم من صدور بيانات أظهرت تسجيل معدل البطالة في ألمانيا سلسلة من التراجعات الشهرية المفاجئة واستمرار انخفاض معدل التضخم.

وفي الوقت الذي تراجع فيه عدد العاطلين عن العمل بمقدار 26 ألف شخص، ليصل إلى 3.43 مليون عاطل في تشرين الأول/ أكتوبر، مع أخذ العوامل الموسمية في الاعتبار، استقر معدل التضخم السنوي عند الصفر في الشهر الماضي. وقال سانكوهانسير إن quot;المعنويات أفضل اليوم عما كانت عليه قبل عامquot;.

لكن يبدو أن الغموض بشأن الاستهلاك يتزايد في غمرة تراجع معدل نمو الأجور والتوقعات بأن تحقيق معدل نمو اقتصادي معتدل العام المقبل، سوف ينشأ عنه زيادة مضطردة في عدد العاطلين عن العمل.

ومن المتوقع أن يعقب هذا أيضاً خطوات من جانب الحكومة الألمانية في البدء في إيقاف العمل ببرامج التحفيز البالغ قيمته 85 مليار يورو (128 مليار دولار)، وكان يهدف إلى مواجهة الآثار العكسية الناتجة من أكبر تباطؤ يشهده أكبر اقتصاد في أوروبا منذ عقود.

ومما يضاف إلى حالة الغموض الاقتصادية الحالية، لم تحدد حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بشكل من التفصيل وعدها بخفض الضرائب بنحو 25 مليار يورو في عام 2011. وتأتي الحالة المزاجية الهشة السائدة بين أوساط المستهلكين وتجار التجزئة على النقيض مع القطاع الصناعي الذي يواصل تسجيل ارتفاع قوي في الطلبات والإنتاج والصادرات.

وعلى أية حال، تتعرض ألمانيا حالياً لضغوط من المفوضية الأوروبية للبدء في خفض عجز ميزانيتها، الذي من المتوقع أن يبلغ 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، الأمر الذي يرفع العجز بشكل كبير عن الحد الصارم المسموح له من قبل البنك المركزي الأوروبي ويبلغ 3%.

ومن شأن التوقعات الضعيفة لمبيعات التجزئة أن يستمر اعتماد ألمانيا مرة أخرى على الصادرات لتحفيز النمو الاقتصادي خلال العام المقبل، ومساعدتها في تغلب البلاد على الركود والتعافي منه. وكانت دراسة صدرت الشهر الماضي قد كشفت أن ثقة المستهلكين الألمان قد تراجعت للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بينما هبطت مبيعات التجزئة للشهر الثاني على التوالي في أيلول/ سبتمبر.

من ناحية أخرى، قالت شركة quot;متروquot;، صاحبة أكبر سلسلة متاجر في ألمانيا، هذا الشهر، إن أرباحها للربع الثالث تراجعت بنسبة 61% لتصل إلى 72 مليون يورو، بعدما انخفضت العائدات بنسبة 4.6 %، لتصل إلى 15.6 مليار يورو.

وتوقع اتحاد شركات التجزئة الألماني أن تتراجع مبيعات التجزئة بالقيمة الاسمية بنسبة 2% لتصل إلى 390 مليار يورو للعام الجاري بكامله، مضيفا أن الشركات الأعضاء تعزز نفسها لمواجهة ظروف تجارية صعبة في العام المقبل.

في سياق متصل، تستعد الآن مدينة شتوتجارت الألمانية الواقعة في جنوب غرب البلاد لتدشين موسم الاحتفالات بافتتاح سوق الكريسماس في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في القلعة القديمة في ميدان شيللر في منطقة الأسواق، وسوف يستمر حتى 23 كانون الأول/ديسمبر المقبل.

وعلاوة على السلع المعتادة التي تباع في أعياد الميلاد، والمتمثلة في النبيذ المعتق وكعكة الزنجبيل، سوف يكون هناك الكثير من الأكلات المحلية. ومن المقرر أن يفتح السوق أبوابه من الساعة العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساء يومياً.