تعيش البورصات الأوروبية، ومن ضمنها بورصتي ميلانو وزوريخ، حالة ترقب وحذر مع اقتراب موعد الاستحقاق المتعثر المتعلق بالصكوك الاسلامية التي تديرها شركة نخيل، التي تعتبر اليوم الحلقة الضعيفة لشركة quot;دبي العالميةquot; وربما للنظام المصرفي والائتماني لامارة دبي. هاهو مصير شركة نخيل، وبالطبع شركة quot;دبي العالميةquot; القابضة التابعة لحكومة دبي، يقع في يد السيد quot;أيدن بيركيتquot; (Aidan Birket)، وهو مدير تنفيذي quot;سينيور ماناجرquot; من مصرف quot;ديلواتquot; (Deloitte).

برن ( سويسرا): في الأيام الأخيرة، تم تعيين أيدن بيركيت بمنصب ضابط اعادة هيكلة اداري (Chief Restructuring Officer). برغم ترفيعه الى منصب مصرفي مرموق الا أن مهمة هذا الضابط محنة بحد ذاتها. صحيح أن الديون المترتبة على دبي العالمية، ومجموعها 59 بليون دولار تقريباً، لا تقلق الأسواق المالية الأوروبية. لا بل نستطيع اعتبار هذه الديون quot;عضةquot; بالنسبة لهذه الأسواق، قد تكون مؤلمة على المدى القصير. لكن ان نظرنا لغاية عام 2012 لوجدنا أن مسار تسديد هذه الديون مذهل. علاوة على تسديد ديون لهذا العام، مجموعها 3.5 بليون دولار، ينبغي على السيد بيركيت ايجاد حل لتسديد ديون أعظم، هي 12.3 بليون دولار في العام القادم و19 بليون دولار في عام 2011 و19 بليون دولار في عام 2012.

في الوقت الحاضر، يتعاون السيد بيركيت مع الخبراء في مصرف quot;روتشيلدquot; وquot;أليكس بارتنرزquot; (AlixPartners) ويوجد أمامه أربعة حلول، لا غير. ولا أحد يتمكن من الجزم بعد، ان كان بيركيت أم غيره، ان كانت هذه الحلول مقبولة أم مرفوضة، عملياً. يقتضي الحل الأول بأن تنجح شركة دبي العالمة في تسديد ديون المستثمرين في صكوك شركة نخيل، هذا الشهر. لكن ومن دون مساعدة حكومة دبي فان الخبراء الدوليين لا يتوقعون بتاتاً أن يجري تبني هذا الحل السريع. أما الحل الثاني فيتمحور حول تسديد 80 في المئة من الديون للمصارف والمكتتبين في الصكوك الاسلامية. في حال انتماء هذين الحلين الى quot;عالم الخيالquot; عندئذ لا يبقى على شركة دبي العالمية الا تجميد تسديد ديونها لغاية 30 مايو(أيار) القادم، على الأقل، وذلك لاعادة برمجة جدول الاستحقاقات.

في الحقيقة، ثمة سيناريو حل سوداوي، لا يستطيع حتى السيد بيركيت تفاديه وهو بيع جزء من أصول شركة دبي العالمية. بالطبع، فان تطبيق هذه النظرية من شأنه تخفيض القيمة السوقية للشركة. لكن الاحتمال وارد جداً اذا ما انسدت الطرق أمام اعادة ثقة المستثمرين في شركة قابضة عملاقة لم تخش قط من تحدي عالم الخيال لانجاز مشاريع مريخية الجذور. لغاية الآن، رفضت دبي العالمية بيع أصولها بأسعار مخفضة بيد ان التضحيات قد تصبح جزء من اعادة هيكلتها.