الكويت ـ إيلاف:
وسيأتي النمو في الطلب العالمي على النفط في جانب كبير منه من الصين، الشرق الأوسط ودول آسيا الأخرى. كما سيعزى الانخفاض في الطلب العالمي على النفط إلى الانخفاض المتوقع في الطلب على النفط في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمقدار 1.13 مليون برميل يوميا خلال العام 2009.
وبدوره يرجع الانخفاض الكبير في الطلب على النفط في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من جانب كبير إلى الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد على مستوى العالم وأكبر مستهلك للنفط. وقد دخلت الولايات المتحدة رسميا إلى الكساد في شهر ديسمبر من العام 2007. فقد فقدت 2.5 مليون وظيفة تقريبا في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2008 منها 0.53 مليون وظيفة خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام 2008.
ويتوقع المزيد من انخفاض الوظائف في العام 2009 وهو ما يشير إلى أن الكساد سيستمر لفترة طويلة مما سيخفف من حدة الطلب على النفط في العام 2009. وقد بلغ معدل البطالة الأمريكي 7.6 في المائة في الوقت الذي تواجه فيه الاقتصاديات الآسيوية الكبيرة انخفاضا كبيرا في إيرادات التصدير .
ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأوبك يتوقع للطلب العالمي على النفط في العام 2008 أن يصل إلى متوسط يتراوح في حدود 85.70 مليون برميل يوميا بانخفاض قدره 0.2 مليون برميل يوميا على أساس سنوي. ومن الجدير بالذكر، أن هذه ستكون المرة الأولى منذ العام 1983 التي ينخفض فيها معدل نمو الطلب على النفط.
فقد ارتفع معدل نمو الطلب على النفط بمتوسط 1.9 في المائة تقريبا منذ العام 1983. وأدى ارتفاع أسعار النفط وإلغاء الدعم في الدول النامية خلال السبعة شهور الأولى إلى هبوط الطلب. كذلك ألقت أزمة الائتمان بظلالها على الجزء الأخير من العام حيث أصبحت الإفلاسات وخطة الإصلاح المالية هي السمة المعتادة، والتي تصيب الاقتصاد العالمي بالتباطؤ ومن ثم الطلب على النفط وهو ما انعكس في شكل انخفاض حاد في أسعار النفط .
ويتوقع للطلب على النفط في دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن ينخفض بمقدار 1.13 مليون برميل يوميا في العام 2009 على مدار العام حيث يتوقع للطلب في أمريكا الشمالية أن ينخفض بمقدار 0.57 مليون برميل يوميا في الوقت الذي يتوقع فيه للطلب في أوروبا الغربية أن ينخفض بمقدار 0.30 مليون برميل يوميا.
كذلك يتوقع للطلب في الصين أن ينمو بمقدار 0.18 مليون برميل يوميا في العام 2009 بالغا 8.16 مليون برميل يوميا بفضل النمو الاقتصادي القوى والذي يتوقع أن يتراوح في حدود 7.0-8.9 في المائة هذا العام وفقا للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. ويتوقع للطلب في الدول النامية أن ينمو بمقدار 0.35 مليون برميل يوميا ليتراوح في حدود 25.38 مليون برميل يوميا في العام 2009. وسوف يقود الشرق الأوسط نمو الطلب في مجموعة الدول النامية بزيادة متوقعة تبلغ 0.24 مليون برميل يوميا .
العرض العالمي من النفط
ووفقا لمنظمة الأوبك، فإنه يتوقع للعرض من خارج المنظمة أن يتراوح في حدود 50.89 مليون برميل يوميا في العام 2009 ، بزيادة قدرها 0.55 مليون برميل يوميا على مدار العام 2008. كذلك كان هناك انخفاض بمقدار 0.03 مليون برميل يوميا عن تقديرات الشهر السابق .
ويتوقع لعرض النفط من الولايات المتحدة الأمريكية أن يرتفع بحوالي 0.17 مليون برميل يوميا بالغا 7.69 مليون برميل يوميا في العام 2009 بالمقارنة بالمستويات المقدرة للعام 2008. كما يتوقع للإنتاج الأمريكي من دول خليج المكسيك أن يتعافى من آثار الأعاصير التي عطلت عمليات الإنتاج. ويمثل ارتفاع الإنتاج في الحقول الأخرى سبب آخر وراء النمو المتوقع في الإنتاج الأمريكي. ويتوقع لعرض النفط الكندي أن ينمو بمقدار 0.09 مليون برميل يوميا بالغا 3.34 مليون برميل يوميا في العام 2009 في الوقت الذي يتوقع فيه لعرض النفط المكسيكي أن ينخفض بمقدار 0.18 مليون برميل يوميا بالغا 2.99 مليون برميل يوميا في العام 2009.
كذلك يتوقع لعرض النفط المكسيكي أن ينخفض نتيجة لانخفاض الإنتاج من حقل quot;كانتاريلquot;. ويتوقع أن يظهر انخفاض في إنتاج النفط في أوروبا الغربية بمقدار 0.26 مليون برميل يوميا في العام 2009 وهو ما يعزى بصفة أساسية إلى انخفاض الإنتاج في النرويج بمقدار 0.12 مليون برميل وانخفاض الإنتاج في المملكة المتحدة بمقدار 0.14 مليون برميل يوميا .
وتعد الدول النامية هي المساهم الرئيسي في نمو العرض من خارج منظمة الأوبك. حيث يتوقع لعرض النفط من الدول النامية أن ينمو بمقدار 0.41 مليون برميل في العام 2009 بالغا 12.64 مليون برميل عن مستويات العام 2008. كما يتوقع لأمريكا اللاتينية أن تمثل المساهم الرئيسي في نمو الطلب في مجموعة الدول المتقدمة.
ويتوقع لعرض النفط في منطقة الاتحاد السوفيتي سابقا أن يرتفع بمقدار 0.16 مليون برميل يوميا في العام 2009 في الوقت الذي يتوقع فيه لعرض الصين أن يرتفع بمقدار 0.06 مليون برميل يوميا في العام 2009 .
إنتاج منظمة الأوبك
يتراوح إنتاج النفط في منظمة الأوبك في حدود 28.71 مليون برميل يوميا في شهر يناير من العام 2009، بانخفاض قدره 0.96 مليون برميل يوميا عن مستويات شهر ديسمبر 2008 ، وفقا للتقرير الشهري لمنظمة الأوبك عن شهر فبراير 2009. وبلغ إنتاج منظمة الأوبك باستثناء العراق 26.33 مليون برميل يوميا.
ويعزى الانخفاض إلى الاتجاه نحو تنفيذ خفض الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا الذي أقرته الأوبك خلال الاجتماع المنعقد في شهر ديسمبر من العام 2008.
وقد دفع الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام، التي هبطت بأكثر من 50.0 في المائة، منذ أن بلغت أقصى ارتفاع لها عند مستوى 145.16 في 14 يوليو 2008 ، منظمة الأوبك لخفض إنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا خلال الاجتماع الذي عقد في اوران، الجزائر في 17 ديسمبر 2008.
وانخفضت أسعار النفط بنسبة 22.8 في المائة خلال شهر ديسمبر 2008 نظرا لانخفاض الطلب بمعدل أكبر من انخفاض الإنتاج. وبالرغم من ذلك، فنظرا لتراوح الأسعار في حدود 40 دولار أمريكي للبرميل. فقد هدفت التخفيضات الكبيرة إلى استقرار أسعار النفط والتخلص من المخزون الضخم المتراكم له.
مخزون النفط العالمي
استقر إجمالي المخزون التجاري الأمريكي عند 1,042.9 مليون برميل في نهاية شهر يناير من العام 2009 بالمقارنة بمستواه البالغ 1,016.0 مليون برميل في نهاية شهر ديسمبر من العام 2008، في ظل تزايد مخزون النفط الخام بمقدار 22.9 مليون برميل خلال شهر يناير من العام 2009 بالغا 3.474 مليون برميل. ويعد هذا أعلى مستوى للمخزون منذ شهر يوليو 2007.
ويعد ضعف الطلب هو العامل الرئيسي وراء تزايد إجمالي مخزون النفط. علاوة على ذلك، فقد أدى انخفاض معدلات تشغيل المصافي بمقدار 84.0 في المائة وزيادة تراكم المخزون بالاستفادة من انخفاض أسعار النفط، أدى إلى زيادة المخزون بمقدار 26.9 مليون برميل في شهر يناير من العام 2009.
وتعزى الزيادة بصفة أساسية إلى زيادة مخزون النفط الخام بمقدار 22.9 مليون برميل يوميا خلال شهر يناير من العام 2009 بالغا 347.4 مليون برميل بالمقارنة بمستويات شهر ديسمبر من العام 2008 وزيادة مخزون البنزين بمقدار 12.1 مليون برميل بالغا 220.2 مليون برميل خلال شهر يناير من العام 2009 بالمقارنة بمستويات شهر ديسمبر من العام 2008 .
شهد إجمالي مخزون النفط لأوروبا الغربية انخفاضا بمقدار 2.2 مليون برميل خلال شهر يناير من العام 2009 بالغا 1,113.0 مليون برميل بالمقارنة بمستويات شهر ديسمبر 2008، وهو ما يعزى بدرجة كبيرة إلى انخفاض مخزون النفط بمقدار 2.6 مليون برميل بالغا 28.2 مليون برميل وانخفاض مخزون الوقود بمقدار 2.6 مليون برميل نتيجة لانخفاض إنتاج المصافي. وبالرغم من ذلك شهد مخزون النفط الخام ارتفاعا بمقدار 4.2 مليون برميل حيث قيد انخفاض أسعار خام غرب تكساس أي فرص للتحكيم.
التعليقات