باريس: بدت البورصات الأوروبية مترددة بعد ظهر اليوم الجمعة، بعدما فتحت وول ستريت على ارتفاع، على الرغم من الإعلان عن فقدان 650 ألف وظيفة في الولايات المتحدة الشهر الماضي، بينما تراجعت أسواق المال الآسيوية، وسط مخاوف من إمكانية إعلان إفلاس المجموعة العملاقة لصناعة السيارات quot;جنرال موتورزquot;.

وطبقاً لتوقعات المحللين، فقد خسرت الولايات المتحدة 651 ألف وظيفة في فبراير (شباط) مما جعل معدل البطالة يصل إلى 8.1%، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 1983.

والخبر السيء الآخر، يكمن في أن الوزارة رفعت تقديراتها لعدد الوظائف التي أُلغيت خلال الشهرين السابقين، 655 ألف وظيفة في يناير (بدلاً من 598 ألفاً معلنة) و681 ألف وظيفة في ديسمبر (بدلاً من 577 ألفاً) ما يجعل من ديسمبر أسوأ شهر في قطاع العمل في الولايات المتحدة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1949.

وقال الخبير الاقتصادي في quot;إم إف غلوبالquot; مايك فيتزباتريك، إن quot;الانكماش الحالي الذي بدأ بضرب القطاعين المالي والعقاري، امتد إلى قطاعات واسعة من الاقتصادquot;.

وبعدما فتحت على ارتفاع اليوم الجمعة، عادت بورصة نيويورك التي تكبّدت خسائر فادحة أمس، إلى الانخفاض. وقد كسب داو جونز 0.81%، وناسداك 0.83% في بداية الجلسة، لكنهما تراجعا 0.38% و1.36% على التوالي.

وتقدمت بورصة لندن 0.50%، بينما خسرت بورصة باريس 0.51%، وارتفعت بورصة فرانكفورت 0.19%.

وهذه المكاسب الصغيرة لا تعوّض الخسائر الفادحة التي تكبّدتها البورصات الأوروبية الخميس.
وكانت بورصة لندن تراجعت أمس 3.18%، وباريس 3.96%، وفرانكفورت 5.02%، ولم تتأثر بقرار البنك المركزي الأوروبي خفض معدل فائدته نصف نقطة مئوية، ليصبح 1.50%، وهو الادنى في تاريخه.

وفي أوروبا أيضاً، أعلنت إيسلندا، التي هزت الأزمة المالية الدولية قطاعها المالي، أنها دخلت في انكماش في الفصل الأخير من 2008. وسجل الاقتصاد نمواً لمجمل 2008 بلغ 0.3%، لكنه رقم بعيد جداً من الـ5.5% التي سجلت في 2007.

وفي آسيا شهدت البورصات الجمعة يوماً سيئاًَ. فأنهى مؤشر نيكاي، بورصة طوكيو، الجلسة على تراجع نسبته 3.50%، مسجلاً بذلك أدنى مستوى له منذ 4 أشهر. ولم يكن الوضع أفضل بكثير في البورصات الآسيوية الأخرى. فبورصة هونغ كونغ تراجعت 2.37%، وبورصة شانغهاي 1.26%.

وعلى غرار بورصة وول ستريت، حيث انهار مؤشر داو جونز الخميس بنسبة 4.09% منهياً الجلسة على أدنى مستوى له منذ إبريل 1997، سيطر على المستثمرين الآسيويين الخوف من احتمال إعلان إفلاس شركة quot;جنرال موترزquot;.

وأتت المجموعة العملاقة في صناعة السيارات على ذكر هذا الاحتمال في تقريرها السنوي، في حال رفضت الحكومة الأميركية أن تدفع مليارات الدولارات تطالب بها، وفي حال استمرار رفض منحها القروض.

وعلّق المحلل لدى quot;دايوا سكيورتيز اس بي سيquot; في طوكيو كازوهيرو تاكاهاشي قائلاً quot;يضاف إلى ذلك أن السوق كانت تنتظر سماع خطة إنعاش جديدة في الصين، خلال افتتاح الدورة السنوية للبرلمان، لكن لم يرشح أي شيء واضحquot; عنها.

وكان المستثمرون يتوقّعون أيضاً أرقاماً سيئة حول العمل في الولايات المتحدة.