الياس توما من براغ: نجحت الخطوط الجوية التشيكية في رفع عدد المسافرين على متن رحلاتها من وإلى دول العالم المختلفة العام الماضي إلى 5.63 مليون مسافر الأمر الذي يمثل زيادة بمقدار 2.4 بالمئة مقارنة بعام 2008.وتعترف الشركة انه على الرغم من هذه الزيادة التي حققتها إلا أن تداعيات الأزمة المالية العالمية بدأت تنعكس عليها أيضا ولاسيما منذ أيلول سبتمبر الماضي بدليل أن عدد المسافرين في شهري تشرين الثاني نوفمبر وكانون الأول ديسمبر انخفض بشكل ملحوظ الأمر الذي جعل الزيادة الكبيرة التي تحققت خلال فصل الصيف تتبدد عمليا .

وتتوقع إدارة الشركة أن يستمر الانخفاض في عدد المسافرين هذا العام أيضا ولاسيما في الرحلات الجوية المنتظمة التي تشكل أكثر من ثلثي دخل الشركة.

ولاحظت إدارة الشركة تراجع اهتمام مواطني دول أوروبا الغربية بالسفر على الخطوط التشيكية فيما ازداد عدد المسافرين إلى الدول الأوربية الشرقية ولاسيما إلى موسكو التي أصبحت ثاني أكثر المحطات قصدا.ولم تعلن الشركة بعد حجم أرباحها أو خسارتها في العام الماضي بانتظار انتهاء المدة المحددة للتقدم بطلبات خصخصة الخطوط الجوية التشيكية من قبل الجهات المهتمة بشرائها وهو الثالث والعشرين من هذا الشهر. ويبدو أن الشركة تعتزم تأخير الإعلان كي لا يؤثر ذلك على المبالغ التي ستعرضها الجهات المختصة بشراء الشركة لان تعرض الشركة للخسارة سيدفع بالعديد من شركات الطيران التي أعلنت اهتمامها بخصخصة التشيكية للطيران إلى تخفيض السقف المادي لعرضها .

وقد أبدت حتى الآن عدة شركات كبيرة رغبتها بالمساهمة في المسابقة الخاصة بخصخصة الشركة من أهمها الخطوط الجوية الروسية quot;ايروفلوتquot; وشركة الخطوط الجوية الفرنسية ــ الهولندية quot; اير فرانس وKLM quot; إضافة إلى شركة طيران محلية هي شركة ترافيل سيرفيس والمجموعة المالية الأمريكية اودييين التي تمتلك في تشيكيا وكالة تشيدوك التي تعتبر المكتب السياحي الأكبر في البلاد.وتقول بعض المصادر الصحفية الاقتصادية أن اللوفتهانزا أبدت اهتماما أيضا بشراء الشركة التشيكية فيما عرضت الشركة الفرنسية الهولندية نحو 5.6 مليار كورون أي نحو 200 مليون يورو لشراء حصة الدولة التشيكية في الشركة وهي 91.5 بالمئة من أسهمها.وتتوقع الأوساط المالية والاقتصادية أن تباع الشركة بمبلغ يتراوح بين 3.5ــ 5 مليار كورون أما المالك الجديد للشركة فيتوقع أن يعرف اسمه حتى نهاية سبتمبر (أيلول) القادم.

وتعترف الناطقة باسم الشركة دانييلا هوباكوفا بان الأوضاع الآن وفي المستقبل القريب لا تدعو للتفاؤل في موضوع أداء الشركة بالنظر لتداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية عليها وعلى شركات الطيران عموما في العالم مشيرة مثلا إلى أن عدد المسافرين عبر مطار براغ quot; روزينهquot; انخفض خلال كانون الثاني يناير بمقدار 13.9 بالمئة.وتؤكد الناطقة أن الشركة تحاول التخفيف من تداعيات الأزمة المالية عليها من خلال تخفيض النفقات وفرص رسوم جديدة على المسافرين في الرحلات السياحية والضغط على الجهات التي تورد مواد مختلفة للشركة لتخفيض أسعارها.كما بدأت التفاوض مع نقابة العاملين في الشركة لتجميد الرواتب وهناك اقتراح بتخفيض رواتب الطيارين ومدراء الأعمال وتسريح نحو 5 بالمئة من موظفي الشركة وترى بعض الأوساط الاقتصادية ومعها المعارضة في البرلمان التشيكي أن الوضع الآن ليس مواتيا لخصخصة الشركة لان المبالغ التي ستدفع مقابلها لن تكون كبيرة وانه يتوجب الانتظار حتى تتبدد مظاهر الأزمة المالية العالمية ويصبح بالا مكان خصخصتها بشروط أفضل.