الياس توما من براغ: أغلقت شركة هيتاشي اليابانية مصنعها لإنتاج شاشات البلازما في منطقة جاتسي التشيكية بسبب تراجع الأسعار من جهة وتدني الطلب على منتجاتها من جهة أخرى في الستة اشهر الماضية في أوروبا في ظل تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأكد المدير التنفيذي للشركة جون كونلون بأنه تم بإمعان دراسة مختلف الخيارات الأخرى لكن كل التحليلات التي أجريت أشارت إلى أن النتائج ستكون سلبية ولذلك اختارت خيار إغلاق المعمل الأمر الذي سيؤدي نهاية هذا الشهر إلى تسريح جميع العمال فيه وعددهم 800 عامل.
وأشار إلى أن الشركة التي بدأت الإنتاج في المنطقة الصناعية في جاتسي ستقوم بإعادة الحوافز والتسهيلات الاستثمارية التي قدمتها الحكومة التشيكية لها لقاء فتح مصنع لها في تشيكيا وقدرها نحو ربع مليار كورون مشيرا إلى أن الشركة لن تقوم بنقل المصنع إلى أي دولة أخرى.
واعترف أن الشركة لم تكن تتوقع قبل ثلاثة أعوام حين قررت الاستثمار في تشيكيا حدوث مثل هذه الأزمة وتداعياتها وان الشركة خططت في البداية لاستثمار مبلغ يصل إلى 2,5 مليار كورون في تشيكيا وخلق 2000 فرصة عمل ولذلك قدمت الدولة التشيكية لها حوافز قيمتها 248 مليون كورون.
وقد علق وزير الصناعة والتجارة التشيكي مارتين رجيمان على إغلاق الشركة اليابانية معملها بالقول انه نتيجة واضحة من نتائج السياسات الاقتصادية للحكومات السابقة التي كانت تعتمد على دعم معامل إعادة التركيب الرخيصة ولذلك فان وضع الصناعة التشيكية يعتبر غضا عندما يتم تراجع الطلب في الخارج على المنتجات التشيكية وأن من نتائج هذه السياسة حسب قوله أنه عندما تعطس أوروبا فإن التشيك يصابون بالأنفلونزا.
وترى وكالة الاستثمار التشيكية أن من الأسباب الرئيسة لإغلاق الشركة اليابانية معملها هو التنافس القوي القائم في هذا المجال والذي أدى إلى تراجع الأسعار مشيرة إلى أن الشاشة من نوع 50 بوصة كان سعرها في شباط (فبراير) من العام الماضي 2200 دولار أما في كانون الأول ديسمبر من نفس العام فقد تراجع سعرها بمقدار 1000 دولار .
ويعتبر خروج شركة هيتاشي من تشيكيا ثالث خروج أو انسحاب لاستثمار أجنبي أما من حيث عدد العمال المسرحين فقد سرحت شركة كريستاليكس في مدينة نوفي بور ومعمل البورسلان في مدينة كارلوفيفار عددا اكبر من العمال منذ منتصف العام الماضي غير أن إفلاس الشركتين لم يتم بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية وإنما بسبب عدم وفاء أصحابها بالالتزامات المالية لهم لان صاحبيهما اقترضا أثناء خصخصتهما في منتصف التسعينيات 6,5 مليار كورون من المصارف المختلفة.
وكانت عدة شركات تشيكية بارزة قد أعلنت عن تخفيض كبير في عدد العاملين فيها من جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية عليها من أهمها شركة بيتروف لإنتاج البيانو حيث سرحت 120 عاملا لديها من اصل 380 فيما أقدمت شركة هيونداي للسيارات الكورية الجنوبية على تخفيض أيام العمل فيها إلى الأربعة في الأسبوع وكذلك فعلت شركة زيتور لإنتاج السيارات التي سرحت أيضا 130 عاملا.
وقد أقدمت أيضا شركة ماديتا على إغلاق معملين لها وسرحت عدة مئات من موظفيها من اصل 2100 كانوا يعملون فيها فيما خفضت شركة يابلونيكس غروب أيام الإنتاج في الأسبوع إلى أربعة بينما قام معمل الزجاج ايغيرمان بتوقيف إنتاجه لمدة شهرين وتم بشكل مؤقت تسريح 350 عاملا أما معمل السلاح زبرويوفكا تشي زد فقد خفض إنتاجه وسرحت 110 عاملا.