طلال سلامة من روما: انه كنز لا يقدر بثمن، موجود منذ أكثر من 50 عاماً بفضل التعاون بين مصر وإيطاليا. نحن نتحدث عن مستودع نفطي موجود في خليج السويس ومعروف باسم quot;بيلايمquot;. بفضل التوقيع على اتفاقية جديدة، ستشرف شركة quot;اينيquot; النفطية الايطالية على استخراج هذه الثروة النفطية لغاية عام 2030، على الأقل، علاوة على ذلك، ستقود quot;اينيquot; في السنوات القادمة أنشطة مكثفة تستهدف استغلال الثروات الطاقوية بمصر الى جانب إنعاش الحركة الاستثمارية هناك. في سياق متصل، وقع quot;باولو سكارونيquot;، المدير العام بالتكليف في شركة quot;اينيquot;، سوية مع وزير النفط المصري على اتفاقية هامة لتوسيع وتطوير الأنشطة البحثية المتعلقة باستكشاف واستخراج النفط من الأراضي المصرية. وستحصل quot;اينيquot; على رخصة، من دون منافس، للإشراف 100 في المئة على هذا المستودع النفطي الموجود في خليج السويس.

في الحقيقة، فان شركة quot;اينيquot; قررت استثمار 1.5 بليون دولار بمصر، طوال السنوات الخمس القادمة، بهدف زيادة الأحجام الإنتاجية النفطية هناك عدا عن توطيد الأنشطة المتعلقة بأعمال الهيدروكربون. اعتماداً على معلومات تسربت الى صحيفة quot;ايلافquot; من الخبير quot;ايريكو ماتيquot;، الذي يعمل مع الجمعية النفطية الايطالية، فان مصر باتت تحتل مكانة هامة بإيطاليا على صعيد التجهيزات النفطية. قبل كل شيء، فان الصادرات النفطية، من مصر الى ايطاليا، تأخذ منحى تصاعدياً لافتاً يحض حكومة روما على إقامة روابط تجارية متينة معها. يكفي النظر الى زيارات برلسكوني المتكررة الى مصر للقاء الرئيس المصري مبارك والبحث معه حول سبل توطيد هذه العلاقات، على شتى الأصعدة. في أي حال، فان الصادرات النفطية المصرية الى ايطاليا زادت في الشهور الأولى من العام بنسبة 35 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

ربما من الواجب القول أيضاً ان حكومة روما، في خمسينات القرن الماضي، نجحت في quot;شمquot; إمكانات التحالف الواعدة مع بلد كان يقوده جمال عبد الناصر، آنذاك. هاهي هذه الإمكانات تتجلى الآن عبر آمال طاقوية تراهن بشدة عليها ايطاليا، إحدى الدول الصناعية الثمانية الكبرى. مما لا شك فيه أن الكنوز الطاقوية الموجودة في القارة الأفريقية لا حدود لها!