الياس توما من براغ : حقق منتجو السيارات في تشيكيا العام الماضي وفق أحدث معطيات اتحاد صناعة السيارات التشيكي دخلا قدره 707 مليار كورون أي نحو37,2 مليار دولار الأمر الذي يمثل تراجعا مقارنة بعام 2007 بمقدار 3,8 بالمئة .وأشار الاتحاد إلى أن دخل الشركات لتي تتمتع بعضويته قد انخفض العام الماضي إلى 604 مليار كورون مما يعني تراجعا بنسبة 5,7 بالمئة مؤكدا أن تراجع الدخل الذي حدث في قطاع السيارات هو الأول في تاريخ تشيكيا التي ظهرت على الخارطة الجغرافية السياسية لأوروبا الشرقية في عالم 1993 بعد الانقسام المخملي لتشيكوسلوفاكيا .ويؤكد رئيس اتحاد منتجي السيارات مارتين ياهن أن قطاع السيارات في بلاده كان الأول الذي وقعت عليه تداعيات الانكماش الاقتصادي مشيرا إلى أن إنتاج وبيع السيارات في النصف الأول من العام الماضي كان بارزا ثم أعقب ذلك تراجعا في النصف الثاني بسبب حالة الانكماش الاقتصادي التي سجلت .

وقد أنتجت شركات السيارات في تشكيا العام الماضي 948128 سيارة الأمر الذي يقل بمقدار 8340 سيارة عن العدد الذي أنتج في عام 2007 أما في الربع الأول من العام الحالي فقد أنتجت تشيكيا 205281 ألف سيارة مما يعني تراجعا بمقدار 23 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي .وعلى الرغم من هذا التراجع إلا أن ياهن لا يزال متفائلا بان قطاع إنتاج السيارات في تشيكيا سيتمكن هذا العام من تحقيق رقم قياسي في الإنتاج يزيد عن مليون سيارة .ويعترف ياهن بان قانون تقديم المساعدات المالية الحكومية لأصحاب السيارات القديمة مقبل قيامهم بإتلاف سياراتهم وشراء سيارات جديدة المعمول به في الدول المجاورة لبلاده مثل سلوفاكيا وألمانيا والنمسا يساعد بشكل جيد شركات إنتاج السيارات في بلاده على تجاوز مرحلة التراجع الكبير في الاقتصاد إلى حين بدء تحقيق الانتعاش الاقتصادي المنتظر .

وينتقد المدير العام لشركة برانو غروب بافيل يورجيتشيك التردد القائم لدى الحكومة التشيكية للعمل بمثل هذا القانون لمساعدة صناعة السيارات التشيكية مؤكدا أن الصناعة التشيكية تستغل وتستفيد عمليا من مساعدات الدول الأخرى .
ويحذر من أن هذا الأمر يمكن أن تكون له تداعيات سلبية مستقبلا من خلال لجوء بعض شركات السيارات الأجنبية التي تمتلك معامل لها في تشيكيا مثل هيونداي الكورية الجنوبية أو فولكسفاغن الألمانية .. إلى نقل إنتاجها إلى دول أخرى .
وتشير معطيات اتحاد منتجي السيارات إلى أن قيمة صادرات السيارات المنتجة في تشيكيا انخفض العام الماضي إلى 532,6 مليار كورون أي أن الانخفاض كان بنسبة 6,2 بالمئة فيما كانت نسبة مساهمة الشركات المصدرة للسيارات 21,6 بالمئة من حجم الصادرات التشيكية بشكل عام .

ويتوقع الاتحاد أن ينخفض عدد العاملين في قطاع إنتاج السيارات منذ منتصف العام الماضي حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي بمقدار 19300 موظف وعامل من اصل 128528 ألف عامل يعملون في هذا القطاع غير انه يشدد في نفس الوقت على أن الانخفاض يمكن أن يكون اقل من هذا العدد بالنظر لإقبال مواطني الدول المجاورة على شراء السيارات الصغيرة المنتجة في تشيكيا .وفي نتيجة جديدة يمكن لها أن تساعد قطاع إنتاج السيارات في البلاد على الإقلاع من جديد باتجاه الربح وزيادة الدخل ذكر اتحاد مستوردي السيارات التشيكي أن عدد السيارات الجديدة التي بيعت في البلاد حلال شهر أيار مايو الماضي بلغ 14277 ألف سيارة مما يعني زيادة بمقدار 20,5 بالمئة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي أما عدد السيارات التي بيعت في البلاد منذ بداية العام حتى نهاية أيار مايو فكان 62944 ألف سيارة أي بزيادة قدرها 5,5 بالمئة من نفس الفترة من العام الماضي .

ويؤكد الاتحاد أن بيع السيارات في مختلف التصنيفات الأخرى أي المستخدمة أو المستوردة قد انخفض أما سبب ارتفاع مبيعات السيارات الجديدة في الشهرين الماضيين فقد أرجعه إلى بدء العمل بالقانون الذي يسمح بخصم قيمة الضريبة الإضافية أثناء شراء السيارات الخاصة الجديدة ولذلك فان مساهمة الشركات في عمليات البيع التي حدثت كانت 49 بالمئة .
وقد تصدرت سيارات شكودا قائمة أكثر السيارات الجديدة المباعة في تشيكيا حيث بيع منها 17162 ألف سيارة الأمر الذي يقل بنسبة 7 بالمئة عن العدد الذي بيع منذ بداية العام حتى نهاية أيار من العام الماضي أما سيارات فورد فقد احتلت المرتبة الثانية حيث بيع منها 5964 الأمر الذي يمثل زيادة بمقدار 49 بالمئة تلتها سيارات رينو حيث بيع منها 4646 ألف سيارة .