نزيهة سعيد من المنامة وأشرف أبوجلالة من القاهرة: أصدرت وزيرة الثقافة والإعلام البحرينية الشيخة مي آل خليفة في أبريل \نيسان الماضي قرارًا بإغلاق كافة الصالات الفنية والملاهي الليلية في الفنادق ذات النجمة والنجمتين دون إنذار سابق لهذه الفنادق وبين ليلة وضحاها، وفي موعد يسبق موسم الفورمولا واحد الذي تستضيفه مملكة البحرين بعدة أيام. وقصد القرار إلى إنهاء حقبة زمنية طويلة حيث تمت ممارسة العديد من التجاوزات في هذه الملاهي وتقديم المتع الرخيصة مما جرف على البحرين سمعة في محيطها من البلدان الخليجية بأنها مرتع للفساد والخمر وفتيات الهوى. وكانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير هي تصنيف البحرين في المرتبة الثامنة بين مدن الخطايا في العالم، عبر الموقع الالكتروني (آسك مين) فقاد نواب البرلمان ndash; الذين ينتمي أكثرهم إلى التيار الديني الشيعي أو السني ndash; حملة في الشارع البحريني لمحاربة هذه الصالات، التي في الواقع لا تقع ضمن الفنادق ذات النجمة والنجمتين فقط، وإنما هي في أغلب الفنادق، وممارسة الرذيلة لا تنحصر في هذه الصالات بقدر ما تتواجد في الشقق المفروشة وبيوت موفري المتعة.
صحيفة quot;وول ستريت جورنالquot; الأميركية تحدثت في تقرير مطول حول السياحة البحرينية عن quot;شبح أزمةquot; بدأ يلوح في الأفق أمام قطاع السياحة في البحرين، وعللت الصحيفة في صدر تقريرها سبب هذا الشبح بمجموعة الإصلاحات التشريعية التي يرغب النواب البحرينيين في تنفيذها بشأن القوانين الخاصة بتداول المشروبات الكحولية. وأشار التقرير إلى أن قطاع السياحة في المملكة الصغيرة يعتمد بشكل أساسي على المواطنين السعوديين الذين يزورون المملكة عبر الجسر الذي يربط بين المملكتين (ويبلغ عددهم أربعة ملايين فرد كل عام)، حيث يجدون هناك متعهم التي لا تتوافر في السعودية ومن بينها دور السينما، والحانات، وللبعض هناك أيضاً، الجنس التجاري.
وتؤكد الصحيفة في الوقت ذاته أن البحرين لا تعتمد على النفط في اقتصادها، وأنها تسعى لتنويع الاقتصاد والذي تشكل السياحة فيه نسبة قدرها 10 في المئة، فيما تشير الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من الأهمية التي يحظى بها هذا القطاع بالنسبة إلى البلاد التي تصفها بـ quot;الواحة الطليقةquot;، إلا أنه سيتلقى ضربة موجعة خلال الفترة المقبلة، حيث يخطط النواب البحرينيون خلال هذه الأثناء لإلغاء القوانين الخاصة بتناول المشروبات الكحولية - التي تُعد الأكثر تحررًا في منطقة الخليج العربي ndash; والقيام كذا بفرض حالة شبه تامة من الحظر. ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن البرلماني البحريني عادل معاودة ndash; أحد المروجين للتشريع الجديد - قوله: quot;يؤسفني أن أقول ذلك، لكن البحرين أضحت ماخورا ً للخليج، وشعبنا محبط من ذلك تماماً. أما اعتراضنا هنا فلا يقتصر على تناول الكحول، بل لما يترتب عليه من دعارة وفساد ومخدرات وكذلك الاتجار في البشرquot;.
يذكر أن مجلس النواب المنتخب قد وافق خلال الشهر الماضي بالإجماع على حظر تناول الكحول في الفنادق، والمطاعم، ومحلات السوق الحرة، وعلى متن جميع الرحلات التابعة لطيران الخليج، شركة الطيران الوطنية في المملكة، ولكن القرار لم تمرره الحكومة بعد.
فيما رأت الصحيفة أنه قد بات من الضروري الآن القيام بتمرير اقتراح الحظر على الحكومة البحرينية من أجل إجازته والموافقة عليه.
كما نقلت الصحيفة عن الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية في البحرين: quot;لا أحد يتحدث عن حظر الكحول تماما ،. ومع هذا، فجميعنا يريد وضع قيود على الفساد، وهذا سيكون لخير وصالح البحرينquot;. وتشهد الفنادق في نهاية الأسبوع تدفقًا من البلدان المجاورة للبحرين عبر جسر الملك ففهد، وخصوصًا القادمين من المملكة العربية السعودية والكويت، هاتين الدولتين الخليجيتين اللتين تفرضان حظرًا على الخمور.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي، لم تكشف عن هويته، قوله: quot;خطوة بعد الأخرى، نجد أن المسؤولين في البحرين يتشددون أكثر وأكثر. وفي المدى المتوسط، قد ينتهي الأمر بفرض حالة تامة من الحظرquot;. بينما أكدت الصحيفة من جانبها، على أن هذا يتعارض مع أنظمة الحكم في بلدان خليجية أخرى، مثل قطر، وأبو ظبي، حيث تم التخفيف من القوانين الصارمة الخاصة بشرب الكحوليات خلال الآونة الأخيرة. أما إبراهيم شريف السيد، الأمين العام لجمعية quot;وعدquot; البحرينية، فيقول شاكيا ً: quot;في الوقت الذي يبدأ فيه الجميع بالانفتاح، فإننا نسير في الاتجاه الخاطئ. وتسمح الأسرة المالكة في البحرين للإسلاميين بأسلمة المجتمع تدريجيًاquot;.
بينما قال محمد بن عيسى: quot;نريد أن ننتقل من سياحة العزاب إلى السياحة العائلية، حيث يتحقق أعلى إنفاق للفرد الواحدquot;. أما أحمد سند، رئيس الجمعية البحرينية لأصحاب الفنادق والمطاعم فقد تساءل متعجبا: quot;هل تعتقدون أن السياح يأتون إلى البحرين كي يروا وجهي؟ - وهناك مواقع سياحية بالمملكة العربية السعودية تفوق من حيث جمالها المواقع الموجودة في البحرين بمئات المرات. إنهم يأتون هنا فقط من أجل الشُرب، وقضاء وقتاً سعيدا ً بصحبة فتاة صينية أو تايوانيةquot;.وفي النهاية، نقلت الصحيفة عن أحد الزوار السعوديين ويدعى quot; سلمان حميريquot; قوله إنه يأتي إلى البحرين في نهاية كل أسبوع تقريباً قادما ً من مدينته الدمام، مشيرا ً إلى أنه سيحجم عن القدوم إذا فُرضت حالة من الحظر على تناول الكحوليات.
التعليقات