نهى احمد من سان خوسيه: تشتري البلدان الصناعية بكميات ضخمة الوقود المنتج من الذرة وقصب السكر المسمى ايتانول من البرازيل، على الرغم من ان الذرة وقصب السكر من اهم عناصر الغذاء للمواطنين هناك. والمشكلة ان الرئيس لولا دا سيلفا الذي وضع مشروع لرفع المستوى المعيشي في بلاده خاصة للفلاحين والمزارعين الفقراء لا يعطي اي اعتبار للنواحي الانسانية، ومن اهم المستوردين لهذا النوع من الوقود الولايات المتحدة الاميركية. واتصلت ايلاف هاتفيا بالخبير الزراعي والمدافع عن حقوق الفقراء في اميريكا الجنوبية بادر تياغو ويعمل في البرازيل في اوساط الفقراء، وكان في زيارة خاصة الى مناطق جبلية الفقيرة في كوستاريكا،حيث شرح وضع عمال مزارع قصب السكر والكميات التي تصدرها الحكومة البرازيلية الى بلدان صناعية. فحسب قوله يعمل اكثر من اربعة ملايين انسان في حقول قصب السكر والذرة المخصصة لانتاج الوقود البديل الايتانول، من بينهم 400 الف عملهم تقطيع قصب السكر، ومع ازدهار الوقود البديل يزداد عدد العمال في هذا القطاع، لكن الكثير منهم يعيشون كالعبيد بسبب الوضع المعيشي السيء وشروط العمل والانخفاض الاجور.


ونوه تياغو الى ان الحكومة البرازيلية تركز اهتمامها حاليا على اشباع السوق في البلدان الصناعية بالوقود البديل على حساب لقمة عيش الفقراء. عدا عن ذلك فهي لا تملك السلطة الكافية على حقول قصب السكر والذرة وغيرها. فالمزارع الكبيرة هي منذ زمن بعيد ملك عائلات غنية، وبعض المزارع والحقول تملكها منذ قرون عائلات معروفة ، لذا لا يوجد قانون يمنعها من تصدير الكميات التي تريدها الى الخارج، ويطلق على اصحاب هذه المزارع اسم بارونات قصب السكر، ولديهم ميليشيات من اجل حماية ممتلكاتهم. ويطالب تياغو بتحسين فرص عمل الفلاحين، في نفس الوقت يرفض فكرة استخدام اصحاب المزارع للاليات الكبيرة في المزارع مثل الحاصدة ، فالالة الواحدة يمكنها ان تعمل مكان خمسين عامل لتقطيع قصب السكر،واذا ما اشترى صاحب المزرعة هذا الاليات سوف تواجه البرازيل اكبر مشكلة بطالة عمالية، فهي تشكو حاليا من نسبة 38 في المائة، خاصة في صفوف الشباب، ما سيزيد نسبة الجرائم وتجارة المخدرات. والامر لا يتعلق فقط بتصدير البرازيل لقصب السكر، اذ تعتبر الولايات المتحدة الاميركية من اكبر مستورد لحبوب الصويا ايضا، ما زاد من ازمة المواد الغذائية في البرازيل.


فمحاصيل الصويا تراجعت في الولايات المتحدة بشكل لم يعرفه هذا البلد منذ اكثر من ثلاثين عاما، وحسب تقدير وزارة الزراعة الاميركية سوف لن يتجاوز حجم المخزون لعام 2009 ال110 مليون شيفل( كل شيفل 35،23 ليتر). والصويا من المواد الغذائية المهمة للبرازيليين ويستعمل علفا للمواشي، ويصنع منه ايضا الوقود البديلة. ولقد سبب تصدير حبوب الصويا البرازيلية الى الولايات المتحدة نقصا في الكميات مخزنة في البرازل بنسبة حوالي 20 في المئة.