رغم الأزمة المالية
المغتربون العرب في ألمانيا يحرصون على زيارة الوطن
اعتدال سلامه من برلين: ظل الألمان ولسنوات طويلة يتصدرون لائحة الشعوب الاكثر سفرًا في الإجازات خاصة الى بلدان سياحية مثل مصر والمغرب وتونس واسبانيا وغيرها، حتى ان هناك فئة من الالمان تسافر في اجازة مرتين او ثلاث مرات في السنة.
إلا أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها ألمانيا والعالم والخوف من فقدان مكان العمل او الحرص على عدم صرف المال وتفصيل التوفير سبب تراجعًا ملموسًا في نسبة الالمان الذين يقضون اجازاتهم في الخارج.
ومع اقتراب الاجازة الصيفية وعطل المدارس سجلت رابطة مكاتب السفر والسياحة تراجعًا في الحجوزات وصل الى 12 في المئة، وهذا لم يحدث منذ سنوات طويلة، ويتوقع ان يستمر التراجع على هذه الوتيرة حتى نهاية العام 2009 طالما ان الازمة المالية مستمرة.
وحسب قول كلاوس دينكيل من معهد بحوث وضع المؤسسات الاقتصادية في نورنبيرغ لايلاف انخفضت منذ شهر كانون الثاني( يناير) الماضي نسبة الحجوزات في مكاتب السفر الى 5 في المئة، ويتوقع استنادًا الى جمعه لبيانات 1200 مكتب سفر وسياحة في المانيا تراجعًا في حركة السفر الى الخارج، لذا تقدم الشركات والفنادق عروضًا لرحلات مميزة واسعارًا مغرية.
فمنذ سنوات طويلة تعتمد شركات سفر وسياحة كثيرة على الرحلات العائلية حيث يتم الحجز لثلاثة اشخاص على الاقل في كل مرة، لكن هذه الحجوزات سجلت تراجعًا تعدى الـ 14 في المئة، بينما تراجعت نسبة الذين يسافرون لوحدهم او مع شخص واحد حوالى عشرة في المئة.
ومازالت الرحلات التي تصل تكاليفها الى ما دون الـ750 يورو مرغوبة، ويقوم بها اناس كانوا يسافرون اكثر من مرة الى الخارج لقضاء اجازة حتى الاسبوعين ويريدون الاحتفاظ بعاداتهم السابقة.
وكما ذكر دينكيل ايضًا انخفضت الحجوزات الى كل بلدان جنوب اوروبا ( عدا ايطاليا) بنسبة 9 في المئة، بينما لم تتأثر الحركة السياحية الالمانية الى تركيا بل زادت قرابة 13 في المئة وذلك بسبب العروض الجذابة وصرف النقد الاوروبي مقابل الليرة التركية.
ولان الالمان معتادون على الخروج في مدنهم ومنازلهم في الصيف، تحول الكثير منهم الان الى السياحة الداخلية، خاصة الى جنوب المانيا وبحر الشمال او بالقرب من البحيرات والانهر للاقامة في تجماعات لسيارات المبيت او في الخيم. وسجلت الحجوزات في الفنادق والنزل للشباب واماكن المبيت الاخرىزيادة تعدت الـ 4 في المئة لتصل منذ مطلع العام وحتى الان الى 219 مليون حجز.
والوضع مع الجاليات الاجنبية ليس افضل، فحشود الاتراك والايطاليين والاسبان وغيرهم الذين كانت الطائرات تغص بهم لقضاء عطلة الصيف في الوطن قد تراجع . فمن اجل التوفير ازداد عدد الاتراك الذين يسافرون الى وطنهم في السيارة وقطع مئات الكلمترات، فمتوسط عدد افراد العائلة التركية في المانية خمسة اشخاص.
إيلاف: لكن ماذا عن حركة السفر الى البلدان العربية ان على صعيد المواطنيين العرب لقضاء اجازة الصيف في الوطن او على صعيد السياح الالمان؟
من اجل الاجابة على هذا السؤال زارت ايلاف مكتب القدس للسفريات في برلين واجرت حوارًا مع مديره الدكتور خالد البنات الى يعمل في هذا القطاع منذ حوالي 15 سنة.
إيلاف: هل تراجعت الحجوزات الى العالم العربي ، خاصة وان اجازات المدارس بعد ايام قليلة؟

بالنسبة إلينا في السوق الشرائية لم نلحظ الازمة الاقتصادية بقوة، وقد تكون هناك تاثيرات نفسية بسيطة او وجود زبائن اصيبوا بنوع من الحذر لذا فضلوا عدم السفر، الا ان السفر الى البلدان العربية ما زال نشطًا كما كان في السابق، خاصة ما يتعلق بقضاء اجازة في الوطن.

إيلاف: هل يمكن القول أنه تم حجز كل الرحلات؟
يمكن القول ان 90 في المئة من المقاعد محجوزة حتى نهاية شهر آب (أغسطس) والتذاكر مباعة. واغلب الركاب الى لبنان والاردن وازمير في تركيا وبغداد والنجف، فهذه هي الخطوط التي نعمل عليها حاليا. لكن ليس كل المسافرين عربًا بل هناك ايضًا ألمان يحرصون على زيارة الشرق الاوسط، فهي منطقة محببة إليهم.
إيلاف: قبل فترة تحولت من وكيل سفر الى مشارك في عدد من الطائرات، اليست مجازفة ان ترصد بضعة ملايين من اجل المشاركة في ملكية خطوط جوية في وقت يعاني فيه الاقتصاد العالمي من ازمات انعكست ايضا على حركة السياحة؟
املك حاليا 25 في المئة من شركة Bremen fly إضافة إلى عمل المكتب العادي حيث نسوق تذاكر إلى جميع أنحاء العالم منذ 15 سنة، ننظم كذلك الرحلات السياحة إلى الخليج العربي والشرق الأوسط.
ففي التجارة ليس هناك ما يسمى بالمخاطرة بل مغامرة يجب ان تكون مدروسة جيدًا، اي تخطيط جيد ودقيق ومراقبة وتنفيذ. واذا فكر كل من يملك مالاً انه من الافضل ايداعه في المصرف فلن تكون هناك حركة تجارية، والمخاطرة ان اضع المال في البنك ولا اشتغل به. بالعكس انا اغامر على اساس ان نربح، والتجارة دائمًا تتطلب المغامرة لكن المدروسة. وحتى نهاية العام سوف يمتلك مكتب القدس للسفريات والسياحة وبريمن فلايت اربع طائرات بوينغ تتسع الواحدة لـ 124 راكبًا، بغض النظر عن الازمة الاقتصادية.
إيلاف: هل تضمن الربح لأنك تعتمد على زبائن محددين ووجهات سفر محددة؟

هذا صحيح اذا ان الخط الذي حددته لعملي اكثر ضمانة من غيره، فهناك نسبة كبيرة من العرب المقيمين في المانيا ونسير منذ فترة رحلات مباشرة من برلين ودوسلدورف الى عمان وبيروت وهذا يهم الراكب.
عدا عن ذلك فإن المهاجر العربي في المانيا، حتى ولو تردت اوضاعه الاقتصادية لا يفكر بعدم السفر الى الوطن، الا اذا تردت الاوضاع السياسية والامنية في بلاده كما حدث قبل الانتخابات في لبنان، حيث تراجعت الحجوزات بعض الشيء، لكنها عادت واصبحت كثيرة والدليل على ذلك ان الحجوزات في كل مكاتب السفر ومكتبنا ايضًا كاملة، وهذا ينطبق على الالمان.
وما يشجع الكثيرين على السفر وجود برامج مغرية نقدمها كبطاقة السفر الى بيروت وعمان بـ49 يورو مع الضرائب، وهذا نوع من التشجيع للعرب وغير العرب.