لندن: قالت منظمة أوبك في نشرتها الإحصائية السنوية اليوم الأربعاء إن دخل المنظمة من صادرات النفط والغاز قفز 35 %لأكثر من تريليون دولار العام الماضي، مع ارتفاع أسعار النفط لمستويات قياسية بلغت نحو 150 دولاراً للبرميل.

وأوضحت أوبك اأن القيمة الإجمالية لصادراتها بلغت قرابة 1007 مليارات دولار في 2008 ارتفاعاً من 746 مليار في 2007 والذي كان رقماً قياسياً في حد ذاته. وكانت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بدأت عام 2008 تحت 100 دولار للبرميل وارتفعت لأكثر من 147 دولاراً في يوليو، قبل أن تتراجع لنحو 40 دولاراً بنهاية العام، ليبلغ متوسط السعر في 2008 نحو 99 دولاراً، ارتفاعاً من 72 دولاراً في 2007.

وتضخ أوبك التي تضم في عضويتها 12 دولة بعد انسحاب أندونيسيا في نهاية 2008 نحو ثلث النفط العالمي، وتقبع فوق قرابة أربعة أخماس الاحتياطيات العالمية المؤكدة من الخام. ومكنت زيادة الأسعار في العام الماضي دول المنظمة من تحقيق فوائض في حساباتها الجارية، وبلغ الفائض في الحساب الجاري للمنظمة 467 مليار دولار العام الماضي، بزيادة نسبتها 28 %.

وقال التقرير إن السعودية، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، حققت 283 مليار دولار من صادرات البترول العام الماضي من 206 مليارات في 2007. وساعدت الزيادة في رفع الناتج القومي السعودي بأكثر من الربع مع ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 482 مليار دولار في 2008 من 381 مليار في 2007. وزاد الناتج المحلي الإجمالي لأوبك إلى 2.88 تريليون دولار العام الماضي من 2.27 تريليون في 2007.

وأفاد التقرير أن احتياطيات المنظمة المؤكدة من النفط شهدت نمواً بنسبة 7.9 % العام الماضي لتصل إلى 1.027 تريليون برميل من 952 مليار برميل في 2007، و940 مليار برميل في 2006. وترجع معظم الزيادة إلى إعادة تقييم احتياطيات النفط المؤكدة في فنزويلا، التي شهدت نمواً في احتياطياتها إلى 172 مليار برميل في 2008 من 99 ملياراً في 2007.

كما ارتفعت احتياطيات أوبك من الغاز الطبيعي 2 % لأكثر من 93 تريليون متر مكعب. وتملك إيران أكبر احتياطيات للغاز بين دول أوبك، وقد بلغت 29.6 تريليون متر مكعب العام الماضي، مرتفعة من 28.1 تريليون في 2007. وتملك قطر ثاني أكبر احتياطيات، وبلغت نحو 25.5 تريليون متر مكعب العام الماضي.

ويشكك محللون في حجم احتياطيات دول الشرق الأوسط الأعضاء في أوبك، لكن منتجين عديدين، بما في ذلك السعودية، ينفون أن يكون حجم الاحتياطيات مبالغاً فيه. وتملك السعودية وحدها أكثر من ربع احتياطيات نفط أوبك عند 264 مليار برميل.

وفي سياق متصل، رأى الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري اليوم أن أسعار النفط الحالية - فوق 60 دولارا للبرميل - quot;مريحةquot; لكنها لاتزال دون المستوى الذي تطمح إليه المنظمة. وأبلغ البدري مؤتمراً صحافياً أن quot;الأسعار مريحة في الوقت الحالي لكنها ليست عند المستوى الذي نصبو إليهquot;.

ولطالما قالت منظمة البلدان المصدرة للبترول quot;أوبكquot; إن هناك حاجة لأسعار في نطاق 75 اإلى 80 دولاراً للبرميل من أجل الاستثمار في زيادة إمدادات النفط على الأجل الطويل. وفي وقت سابق هذا العام، قالت المنظمة إنها مستعدة للقبول بأسعار أقل لمساعدة الاقتصاد على التعافي، لكنها قالت في اجتماع مايو إن أسعار النفط يمكن أن تصل إلى 75 دولاراً للبرميل هذا العام وأن العالم مستعد للتأقلم مع هذا.

وبلغت سوق النفط ذروتها هذا العام عندما سجلت الأسعار أكثر من 70 دولاراً للبرميل في يونيو مدعومة بتفاؤل المستثمرين بأن الاقتصاد يتحسن. لكن المعنويات تغيرت هذا الشهر. ورفض البدري الخوض فيما قد تتخذه أوبك من إجراءات عندما تعقد اجتماعها المقبل في سبتمبر، لكنه قال quot;أهم شيء هو السوق الماليةquot;.

وكان يتحدث عقب صدور تقرير أوبك السنوي عن صناعة النفط العالمية الذي يتوقع أن تعافي الطلب العالمي على النفط من أثر الأزمة المالية قد يستغرق سنوات.