براون: نقاش العملة البديلة الآن يزعزع استقرار أسواق الصرف
قمة الثماني ترصد 15 مليار دولار للأمن الغذائي ومحاربة الفقر


لاكويلا (إيطاليا) - وكالات: جاء في المسودة النهائية لقمة الثماني أن قادة الدول الغنية قرروا خلال اجتماعهم رصد 15 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات للاستثمار الزراعي في الدول الأشد فقراً، وتعزيز الأمن الغذائي. ولا يذكر النص فكرة إقامة صندوق للمساهمات يديره البنك الدولي، بحسب رويترز، وهو الاقتراح الذي قدمته الولايات المتحدة في مسودات سابقة. وذكر البيان أن قمة مجموعة الثماني تلتزم التزاماً قوياً بتقديم ما يكفي من المساعدات الغذائية الطارئة. ويعقد قادة مجموعة الثماني ودول الاقتصادات الصاعدة الرئيسة وبعض الدول الأفريقية محادثات عن الأمن الغذائي غداً الجمعة.

إلى ذلك، قال مصدر في الحكومة اليابانية إن اليابان مستعدة لتقديم ما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات لخطة للأمن الغذائي ومحاربة الفقر، تقودها الولايات المتحدة، ومن المنتظر أن يبلغ إجمالي قيمة تعهداتها 15 مليار دولار.

وأبلغ المصدر رويترز أن رئيس الوزراء تارو اسو سيكشف عن الخطة غداً الجمعة عندما يلتقى قادة مجموعة الثماني للدول الصناعية الكبرى بالزعماء الأفارقة وقادة كبرى الدول النامية والوكالات الدولية لمناقشة قضية الأمن الغذائي خلال قمتهم المنعقدة في إيطاليا. وستضاهي مساهمة اليابان قيمة الالتزام المتوقع من جانب الولايات المتحدة، والبالغ نحو ثلاثة مليارات دولار. وكان مستشار كبير في البيت الأبيض قال إن تعهدات مجموعة الثماني بشأن المساعدات الغذائية ليست نهائية، لكنها قد تصل في نهاية الأمر إلى 15 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات. وأبلغ دينس مكدونو نائب مستشار الأمن القومي الصحافيين أن مساهمة الولايات المتحدة في هذا المجهود قد تبلغ حوالي ثلاثة مليارات دولار على مدى ثلاث سنوات.

وكان قادة مجموعة الدول الثماني الأكثر تصنيعاً والدول الناشئة تعهدوااليوم الخميس إنجاز مفاوضات جولة الدوحة التجارية حول تحرير التجارة العالمية في 2010، كما جاء في إعلان مشترك إثر اجتماعهم في لاكويلا في إيطاليا. وأفادت تقارير إعلامية إيطالية أن رئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني أعاد إطلاق ما يسمى بـquot;خطة مارشالquot; لدعم الاقتصاد الفلسطيني. واقترح برلسكوني خلال المناقشات السياسية في إطار قمة الدول الثماني المنعقدة في مدية أكويلا الإيطالية حالياً، على المجتمعين إنشاء فريق من المساعدات بالمشاركة مع جهات خاصة وذلك في سبيل ضمان quot;دخل للاقتصاد الفلسطيني متقارب مع نظيره الإسرائيلي، حسب تعبيره.

وأفادت وكالة quot;آكيquot; الإيطالية نقلاً عن مصادر في القمة، أن برلسكوني بحث هذه الخطة مع زملائه قادة دول مجموعة الثماني خلال مأدبة العشاء الليلة الماضية، التي تم في أعقابها اعتماد الإعلان بشأن المسائل السياسية الذي أعاد التأكيد علىquot;الدعم الكامل quot;لصيغة الدولتين لشعبين. وكان برلسكوني قد اقترح في المؤتمر الدولي الخاص بإعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في شرم الشيخ أوائل شهر مارس 2009، أن تستضيف إيطاليا مفاوضات السلام النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أن يتحمل الجانب الإيطالي كل تكاليف هذه المفاوضات.

وأعلن برلسكوني في كلمة ألقاها في المؤتمر عن قرار إيطاليا تقديم مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع. وأكد أنه لا يمكن الوصول إلى سلام وتعايش حقيقيين بين شعبين متفاوتين في مستوى المعيشة، ولذلك فان من الضروري بذل الجهود لرفع مستوى معيشة الشعب الفلسطيني، على حد تعبيره.

ووقع قادة مجموعة الثماني ومجموعة الخمس، البرازيل والصين والهند والمكسيك وجنوب افريقيا، إضافة إلى مصر وأستراليا وأندونيسا وكوريا الجنوبية، على إعلان تعهدوا فيه quot;بالتوصل إلى إنهاء جولة الدوحة في 2010 بصورة طموحة ومتوازنةquot;.وأعادوا فيه تأكيد التزامهم بالحفاظ على الأسواق المفتوحة وتشجيعها ورفض أي تدابير حمائيةquot;. وأعلنت هذه الدول أنها ستجتمع مجدداً على مستوى وزارة التجارة لدفع المفاوضات قبل قمة مجموعة العشرين في بتسبرغ في 24 و25 سبتمبر في بيتسبورغ في الولايات المتحدة. وأكد مصدر دبلوماسي أن هذا الاجتماع سيعقد في الهند.

من جهة أخرى، أعربت مجموعة الثماني ومجموعة الخمس عن استعدادهما لتحاشي تخفيض قيمة عملاتهما، وأكدتا أنهما ترغبان بتشجيع نظام نقدي عالمي مستقر. كما أكدت المجموعتان عن امتناعهما عن القيام بعمليات تخفيض عملاتهم، وأنهم سيشجعون على قيام نظام نقدي دولي مستقر ويعمل جيداًquot;. وأوضح قادة هذه الدول أيضاً أنهم quot;مهتمون بالكلفة الاجتماعية المرتفعة للأزمة لناحية البطالة والفقرquot;. وجاء في بيان quot;نتعهد بمعالجة البعد الاجتماعي للأزمة، والتعامل مع قلق المواطنين كأفضلية اأولىquot;.

كذلك، أفادت مسودة البيان الختامي أن زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى زائد البرازيل والهند والصين والمكسيك وجنوب أفريقيا،إضافة إلى مصر اتفقوا على الامتناع عن التنافس على خفض قيم العملات وتشجيع نظام مالي دولي مستقر. واعتبر البيان أن quot;هذه التجربة تعرض السلام والاستقرار في المنطقة وما وراءها للخطرquot;، داعياً بيونغ يانغ إلى العودة quot;الاحترام التامquot; لالتزاماتها المنصوص عليها في معاهدات حظر انتشار الأسلحة النووية، وتلك الصادرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

هل مجموعة الثماني في سبيلها إلى الزوال؟

مجموعة الثماني توافقت على سعر لبرميل النفط بين 70 و80 دولاراً

خبير أوروبي: دور مجموعة الثماني انتهى

وأبدى المجتمعون في لاكويلا قلقهم quot;العميقquot; من خطر وقوع أسلحة دمار شامل في أيد خاطئة، متعهدين quot;مواصلة العمل معاً لضمان عدم حصول الإرهابيين على هذه الأسلحة والمواد ذات الصلةquot;. كما أشاد البيان quot;بمجالات التعاون الجديدة في المناطق التي تتعرض لخطر الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية بصورة أكبرquot;.

وتعهدت مجموعة الثماني زائد مجموعة الخمس زائد مصر استكمال جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية في عام 2010 ووجهت وزراء التجارة لعقد اجتماع قبيل قمة مجموعة العشرين للدول الصناعية والنامية في بيتسبورج في سبتمبر المقبل.

وصادقت مجموعة الثماني ومجموعة الخمسة زائد مصر على بيان مشترك تعهدوا فيه بالعمل على انتعاش اقتصادي بيئي ومتوازن ودائم. وجاء في البيان أن quot;القادة ملتزمون بالعمل معا لضمان انتعاش اقتصادي عالمي بيئي على أسس صلبة ودائمة ومتوازنة ومبتكرة وشاملة على المدى المتوسطquot; وفق النص. وشدد الموقعون الذين اجتمعوا في في ثاني أيام قمة الثماني المنعقدة في لاكويلا على الالتزام quot;بمواصلة دعم اقتصاداتنا من خلال كل الاجراءات اللازمة للتغلب على الأزمة، والبدء بإعداد استراتيجيات للخروج من التدابير الحكومية استثنائية التي تم اتخاذهاquot; للرد على الأزمة العالمية. وتعهد المجتمعون بأن quot;نمتنع عن التخفيض التنافسي لقيمة العملة وأن ندعم نظاماً نقدياً دولياً مستقراً يعمل بشكل جيدquot; كما quot;نعرب عن القلق إزاء ارتفاع التكاليف الاجتماعية للأزمة على صعيد البطالة والفقرquot; وفق تعبيرهم.

وعلى صعيد المناخ، اعترف الموقعون quot;بالرأي العلمي القائل بأن الارتفاع في متوسط درجات الحرارة فوق مستويات ما قبل الصناعة وينبغي ألا يتجاوز درجتين مئويتينquot; داعين إلى المزيد من المفاوضات لوضع quot;الهدف العام بخفض جوهري في الانبعاثات بحلول عام ألفين وخمسين على أن يتم ذلك قبل مؤتمر كوبنهاغنquot; بشأن تغير المناخ. هذا وكانت جلسات اليوم الثاني من قمة الثماني المنعقدة في لاكويلا التي تناقش مسائل العولمة والتنمية في البلدان الفقيرة، قد توسعت لتشمل كلاً من الهند وجنوب إفريقيا والمكسيك والبرازيل والصين الشعبية، بينما جاءت مشاركة مصر بناء على دعوة من رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني.

من جهته، قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إن الدول الغنية في مجموعة الثماني والدول الناشئة اتفقت اليوم الخميس على العمل على استكمال جولة الدوحة لتحرير التجارة العالمية في 2010. وقررت دول مجموعة الثماني ومجموعة الخمس زائد مصر وكوريا الجنوبية وأستراليا عقد اجتماع وزاري قبيل قمة مجموعة العشرين في الولايات المتحدة في سبتمبر المقبل.

الصين:لتنويع النظام النقدي الدولي
من جانبها، دعت الصين الخميس إلى تنويع النظام النقدي الدولي، وذلك خلال اجتماع لقادة مجموعة الثماني والدول الناشئة الكبرى في إطار قمة لاكويلا، كما أعلن مسؤول صيني. وبحسب تصريحات أدلى بها مسؤول صيني للصحافيين، فإن مستشار الدولة الصيني داي بنغو أعلن خلال الاجتماع أنه ينبغي quot;المحافظة على استقرار نسبي لمعدلات صرف عملات الاحتياط الدولية الرئيسة، وتشجيع نظام نقدي دولي يكون أكثر تنويعاً وأكثر عقلانيةquot;.

وبحسب مستشار الدولة، ينبغي quot;تحسين النظام النقدي الدولي وتعزيز نظام الاحتياطات النقديةquot;. والرئيس الصيني هو جينتاو متغيب عن القمة، ذلك أنه اضطر إلى إلغاء مشاركته فيها، بحيث عاد إلى الصين على عجل إثر الاضطرابات الحاصلة في منطقة شينجيانغ. إلا أن أي عنصر حول مسألة تنويع النظام النقدي هذه، والتي تعارضها الولايات المتحدة بشدة لتمسكها بالدفاع عن سيادة الدولار، لا يظهر في مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة الثماني والدول الناشئة الخميس.

وفي خطوة منها لحل الأزمة، دعت الصين التي تساءلت علناً حول أمن أصولها المالية بالدولار، في الأشهر الأخيرة إلى تبني عملة احتياط دولية جديدة تحل محل الدولار، متحدثة عن نظام يتم وضعه تحت رعاية صندوق النقد الدولي. وفي مارس، اعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس-كان أن المباحثات حول عملة احتياط دولية جديدة quot;مشروعةquot;، ورأى أن هذا النقاش قد يحصل quot;في الأشهر المقبلةquot;.

براون: نقاش العملة يتعلق بالأجل الطويل

ورأى رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن أي نقاش بشأن عملات احتياط عالمية بديلة هو للأجل الطويل، محذراً من أن بحث المسألة الآن يزعزع استقرار أسواق الصرف. وأبلغ براون الصحافيين خلال القمة quot;لا أريد أن أعطي الانطباع بأن تغيراً كبيراً من نوع ما يوشك أن يحدثquot;. وجاءت تصريحاته بعدما استغلت الصين فرصة الاجتماعات للدعوة إلى إصلاح نظام عملة الاحتياطي العالمي، في واحدة من أكثر الهجمات المباشرة لها على هيمنة الدولار الأميركي في الاقتصاد العالمي.

ساركوزي: لنقاش بشأن النظام النقدي العالمي

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من جانبهعبّر اليوم عن رغبته بأن تناقش الدول الصناعية الكُبرى والدول الصاعدة الرئيسة مسألة العملات، وإمكانية إنشاء نظام نقدي مُتعدد العملات، بدلاً من نظام يعتمد على الدولار. وقال على هامش اجتماع مجموعة الثماني في لاكويلا quot;آمل أن نتحدث خلال الشهور المقبلة بشأن العملات والنظام النقدي الدوليquot;. وأضاف quot;علينا أن نسأل أنفسنا أليس العالم المتعدد الأقطاب سياسياً يقابل عالماً متعدداً نقدياً على الصعيد الاقتصاديquot;، ملمحاً إلى الدولار.

أوباما: لمكافحة الاحتباس الحراري

من جهته، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس الدول المتقدمة إلى بذل مجهود لمكافحة الاحتباس الحراري، والاقتصاديات الناشئة إلى الانضمام لهذا المجهود، متوقعاً في الوقت نفسه أن لا يكون التوصل إلى اتفاق بهذا الشان سهل المنال. وقال أوباما أثناء قمة مجموعة العشرين في لاكويلا في إيطاليا والتي طغى عليها موضوع مكافحة الاحتباس الحراري والتحضير لمؤتمر كوبنهاغن حول هذا الموضوع في ديسمبر quot;إننا متفقون على القول إن الدول المتقدمة، مثل بلادي، تتحمل المسؤولية التاريخية لتكون في طليعة هذا المجهودquot;. وأضاف quot;إن الدول النامية لديها مخاوف حقيقية ومفهومة بالنسبة إلى الدور الذي ستلعبه في هذا الجهد، لكن مشاركتها الناشطة شرط مسبق للتوصل إلى حل لأن التوقعات تقول إن الجزء الأكبر من الانبعاثات في المستقبل سيأتي من هذه الدولquot;.

بان: اتفاق الثماني بشأن التغيير المناخي غير كافٍ

وتعقيباً على ما تعهد به أمس مجمموعة الثماني، رأى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون اليوم أن الاتفاق الذي توصل إليه زعماء الأربعاء حول التغيير المناخي في قمته في مدينة لاكويلا الإيطالية ليس كافياً. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية quot;أنساquot; عن بان قوله اليوم الخميس إن quot;الاتفاق الذي تم التوصّل إليه ليس كافياً. وإن مشكلة التغيير المناخي مسؤولية ملزمة وتاريخية لمستقبل الإنسانية ولكوكبناquot;. وأيدت منظمة quot;غرينبيسquot; البيئية هذا الموقف، ووصفت الاتفاق بأنه quot;مخيّب للآمالquot; وquot;عامquot;.

وكان قادة مجموعة الثماني تعهدوا أمس الأربعاء بالعمل لتخفيض الانبعاثات العالمية لثاني أوكسيد الكربون بنسبة 50% بحلول العام 2050 كجزء من الالتزام بمحاربة التغيير المناخي. وواصل ناشطو quot;غرينبيسquot; في هذه الأثناء أنشطتهم الاحتجاجية في خمسة معامل طاقة في إيطاليا، مطالبين دول الثماني إلى وقف الانبعاثات. وارتدى بعض الناشطين زي اللعبة الخشبية quot;بينوكيوquot; التي يطول أنفها كلما كذبت، وحملوا لافتات وصف فيها زعماء مجموعة الثماني بـquot;الكاذبينquot;.

الدول النامية: لحماية البلدان الفقيرة من التغيير المناخي

ذلك، طالب عدد من زعماء دول الاقتصادات الناشئة اليوم الخميس الدول الصناعية الكبرى بحماية البلدان الفقيرة من التغيير المناخي وبذل المزيد من الجهود لتقليص انبعاثات غاز الكربون. ونقلت وكالة quot;أنساquot; الإيطالية عن رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ قوله في خطاب ألقاه في جلسة رئسها الرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه quot;لا يمكن مواجهة التغيير المناخي عبر زيادة الفقر في الدول الناميةquot;.

وكان سينغ قال قبل الجلسة أمام الصحافيين إن الدول النامية هي أكثر من تأثر سلباً بالأزمة المالية العالمية وأن اقتصاداتها تأثرت بارتفاع أسعار الغذاء. من جهته اعتبر الرئيس المصري حسني مبارك أن الاتفاق حول التغيير المناخي في إطار قمة الثماني لا يجب أن يقيد تطلعات البلدان النامية. ودعا مبارك الذي يشارك في أعمال اليوم الثاني من القمة الذي ضم مجموعة الخمس إضافة إلى مصر، إلى أن يكون هناك اتفاق quot;عادلquot; حول المناخ quot;يأخذ في الاعتبار تطلعات البلدان النامية، ولا يفرض قيوداً ذات تأثير على تلك التطلعاتquot;. وأشار الرئيس المصري إلى أن بلاده تنتمي إلىquot;القارة الإفريقية التي تعد الأكثر تعرضاً للآثار السلبية لتغيير المناخquot; دون أن يكون لها إسهام في الانبعاثات الصناعية التي تسببت بهذه الظاهرة.

quot;الثمانيquot; يدينون التجربة النووية الكورية الشمالية

من جهة أخرى، أدان قادة دول مجموعة الثماني اليوم التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية في 25 مايو الماضي، واصفين إياها بأنها quot;انتهاك سافرquot; لقرارات الأمم المتحدة. ونقلت وكالة أكي الإيطالية للأنباء اليوم عن بيان أصدره الزعماء المجتمعون في مدينة لاكويلا quot;ندين بأقوى العبارات التجربة النووية (الكورية الشمالية) التي تشكل انتهاكاً صارخاً للقرارات الصادرة من مجلس الأمن الدولي ذات الصلةquot;.

بعض قادة الـ G8 يقترحون توسيع المجموعة

وأشار إلى أن عدداً من المشاركين في اجتماع قادة quot;G-8quot; وزعماء ما يسمى بخماسي الشركاء (البرازيل والهند والصين والمكسيك وجنوب أفريقيا) وكذلك مصر اقترحوا استبدال إطار الثماني بإطار آخر يضم 14 دولة. وأضاف أن هذا المقترح حظي بدعم عدد من الدول الأوروبية. من جانبه أكد سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، أن quot;G-8quot; لم تستنفذ كل طاقاتها كميدان للقاء قادة الدول ذات الاقتصادات الكبرى في العالم.

وقال بريخودكو في حديث للصحافيين، إن الوقت مازال مبكراً للحديث حول الاستغناء عن quot;G-8quot; لأن من الضروري مواصلة التحليل الجماعي لما يجري في العالم، على حد تعبيره. وأشار بريخودكو إلى وجود تماثل بين جدولي أعمال قمتي quot;G-8quot; وquot;G-20quot;، مؤكداً أن الكثير من المسائل تتطلب صياغة قرارات جماعية نظراً إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعانيها العالم حالياً. وذكر أن موضوع إعادة النظر في النظام المالي العالمي دخل ضمن نشاط مجموعة quot;G-20quot;، ولن يخرج منه. وأضاف أن هناك قضايا تناقش في إطار quot;G-8quot; بالذات.

وتعالت النداءات في الفترة الأخيرة لتوسيع مجموعة الدول الثماني الكبرى لتضم دولاً أخرى، حيث صدرت أخيراً مقترحات بهذا الشأن من الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

كما أكد سيرغي بريخودكو، مساعد الرئيس الروسي، أن quot;G-8quot; لم تستنفذ كل طاقاتها كميدان للقاء قادة الدول ذات الاقتصادات الكبرى في العالم. وقال بريخودكو في حديث للصحافيين على هامش قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى المنعقدة حالياً في مدينة أكويلا الإيطالية، إن الوقت مازال مبكراً للحديث حول الاستغناء عن quot;G-8quot; لأن من الضروري مواصلة التحليل الجماعي لما يجري في العالم، على حد تعبيره.

فقد دعا الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إلى توسيع مجموعة quot;G-8quot; التي تضم حالياً الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا وروسيا، لتشمل عدداً أكبر من دول العالم. ويشارك الرئيس البرازيلي مع بقية زعماء ما يسمى بخماسي الشركاء الذي يضم إضافة الى البرازيل، الصين والهند والمكسيك وجمهورية جنوب أفريقيا، في أعمال اليومين الثاني والثالث من قمة quot;G-8quot; التي افتتحت في مدينة أكويلا الإيطالية يوم أمس.

وقال دا سيلفا في حديث للصحافيين، إنه لا يتعين عليه هو بالذات تحديد كيفية عمل مجموعة الدول الثماني الكبرى، ولكن هذه المجموعة يجب أن تكون أكبر، على حد تعبيره. يذكر أن روسيا تدعو من جانبها وباستمرار إلى تحقيق تعاون وثيق بين quot;G-8quot; والدول ذات الاقتصادات النامية البارزة، وخاصة البرازيل والهند والصين والمكسيك وجنوب أفريقيا.

إيران وأفغانستان وباكستان على رأس أولويات قمة الثماني

هذا، واحتل الشأن الإيراني حيزاً لا بأس به من مساحة إحدى الوثائق الصادرة عن قمة مجموعة الثماني والتي تحمل اسم quot;البيان السياسيquot;. وأكد زعماء مجموعة الثماني في البيان السياسي احترامهم لسيادة إيران، لكنهم نددوا بما شهده هذا البلد بعد الانتخابات الرئاسية من أعمال عنف أودت بحياة العديد من الأشخاص. ودعا زعماء مجموعة الثماني السلطات الإيرانية إلى حل المشكلات عن طريق الحوار الديمقراطي.


القمة ستسفر عن نتائج اقتصادية مؤثرة

ورأى خبراء أن نتائج قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية ستسفر عن مكاسب وخسائر، توزعت على الدول والجهات المحركة للاقتصاد العالمي الذي يعاني أزمة مالية خانقة، أثرتفي حركته وكانت أبرز النقاط التي تناولها المجتمعون الذين يمثلون أكبر وأغنى دول العالم.

فمن جهة، ستنجح الولايات المتحدة، عبر رئيسها باراك أوباما، بتثبيت مكانتها التي اهتزت أخيراً مع تراجع الدولار وانهيار القطاع العقاري وأسواق الائتمان، كما سيخرج صندوق النقد الدولي بمكاسب واضحة، في حين كانت المصارف التجارية الكبيرة، المعروفة باسم quot;القطط السمانquot; بين أبرز الخاسرين.

بالنسبة إلى صندوق النقد، بات بإمكان هذه المؤسسة المالية الدولية الاطمئنان إلى قدرتها على تحقيق هدفها الأساسي المتمثل برفع قيمة الموارد المالية المتاحة أمامها إلى 750 مليار دولار، مقارنة بـ250 مليار فقط في السابق. فقبل أزمة المال الأخيرة، كان الصندوق يعاني الكثير جراء عدم وجود جهات ترغب في الحصول على قروض منه، إلى جانب تراجع مصداقيته مع قضايا الفساد المتتالية التي هزته، لكن الصندوق عاد اليوم ليبرز عبر لعب دور المنقذ لدول حول العالم، حيث أقرض لاتفيا وأيسلندا وهنغاريا وأوكرانيا والمكسيك.

ولكن هذه الزيادة في موارد الصندوق لن تكون دون مقابل، حيث اشترطت الدول المشاركة في قمة مجموعة الثماني تسهيل شروط الإقراض التي كانت صارمة، إلى جانب إجراء إصلاحات أخرى في هذه المؤسسة الدولية. وفي قائمة الرابحين أيضاً، تبرز الولايات المتحدة، إذ تمكنت من إقناع شركائها في الاتحاد الأوروبي بتنفيذ سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي ستسفر في نهاية المطاف عن ضخ ترليون دولار في الاقتصاد العالمي على شكل خطط إنقاذ.

في المقابل، جرى التشديد على ضرورة إجراء مراقبة فاعلة لعمل صناديق التحوط والاستثمار حول العالم، وإن كان الأمر لم يصل إلى مستوى تأسيس هيئة دولية لوضع قوانين ناظمة لعملها، وفق ما كان يرغب عدد من قادة أوروبا. وكان لرئيس الوزراء البريطاني، غوردون براون، أيضاً حصة من quot;مغانمquot; المؤتمر، إذ ظهر بمظهر رجل الدولة القادر على جمع قادة العالم في عاصمة بلاده لإنقاذ الاقتصاد العالمي، الأمر الذي سيرفع من نسبة دعمه ويحسن وضع حزبه المتراجع.

وإلى جانب براون، نالت جهات غير مشاركة في المؤتمر، وبينها كندا واستراليا والدول المؤيدة لتحرير التجارة العالمية، بعض المكاسب، وذلك من خلال تأكيد المجتمعين في لندن رفض السياسات الحمائية وفرض الضرائب والرسوم على الاستيراد، رغم الأزمة الاقتصادية الراهنة. وتحل المصارف التجارية الكبرى المعروفة باسم quot;القطط السمانquot; على رأس قائمة الجهات الخاسرة جراء المؤتمر، وخاصة مدراء تلك المصارف الذين غادروها خلال غرقها بجيوب متخمة جراء التعويضات العالية التي تلقوها. إذ سيطلب قادة مجموعة الثماني إجراء إصلاحات قانونية متشددة حيال تعويضات نهاية الخدمة بشكل يجعلها مرتبطة بأداء المصارف على المدى الطويل، ما سيقلل من إقدام المدراء على المجازفة لتحقيق أرباح سريعة.

وإلى جانب المصارف، سيتعرض المستثمرون الذين يعتمدون على الإقراض الميسر للاستثمار بأموال ليست لهم لضربة كبيرة، إذ من المتوقع أن يطالب المؤتمر بتشديد القيود على الائتمان، ووضع معايير تحدد الأموال التي يمكن للمستثمرين الحصول عليها نسبة لقدرتهم على السداد.


أردوغان سيثير قضية أحداث شينغيانغ في القمة


على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه سيثير قضية الأحداث الدموية في إقليم شينغيانغ الصيني، الذي تقطنه غالبية من قومية الويغور المسلمة تتحدث التركية، خلال قمة الثماني في مدينة لاكويلا الإيطالية. ونقلت وكالة الأناضول التركية عن أردوغان قوله لدى مغادرته تركيا متوجهاً إلى إيطاليا ليحل ضيفاً على قمة الثماني المنعقدة حالياً في لاكويلا، إن ما يحصل في الإقليم الصيني ليس سوى quot;وحشيةquot;، داعياً إلى وقف ذلك فوراً.

وأضاف إنه quot;كان من المقرر أن يحضر الرئيس الصيني قمة الثماني. ولكنه غير رأيه وقرر عدم المشاركة ولكني سأناقش المسألة مع زعماء الدول الثماني، بينها الولايات المتحدة. فلا يمكننا أن نبقى صامتين أمام هذه الوحشيةquot;. ورداً على سؤال عن تقارير أشارت إلى أن زعيمة مجلس الويغور العالمي ربيعة قدير أرادت المجيء إلى تركيا، ولكنها لم تحصل على تأشيرة دخول، قال أردوغان أنا لا علم له بالأمر، مؤكداً أنه سيتم منحها التأشيرة إذا تقدمت بطلب. ومن المقرر أن يلقي أردوغان خطاباً في جلسة بعنوان quot;سلامة الغذاء العالميquot;، ويشارك في لقاءات ثنائية مع عدد من الزعماء المشاركين في القمة. ويرافق أردوغان وزير الدولة ونائب رئيس الوزراء علي باباجان ووزير المالية محمد سيمسك.


من هي مجموعة الثماني؟

مبدئياً، تشكلت كمجموعة غير رسمية من ست من أكبر الدول الصناعية، ولدت من رحم أزمة منتصف سبعينات القرن الماضي، التي فجرتها مشكلة النفط وانهيار نظام quot;بريتون وودزquot; للمعاملات المالية. وجاءت ولادة المجموعة على يد الرئيس الفرنسي السابق، جيسكار ديستان، والمستشار الألماني السابق، هيلموت شميدت، اللذين حشدا جهوداً دولية ودعوة رؤساء وقادة الدول الصناعية الكبرى للاجتماع.

وعقدت أول قمة اقتصادية دولية في قصر رامبوييه قرب باريس في 1975، بمشاركة رؤساء دول وحكومات كل من فرنسا، وجمهورية ألمانيا الاتحادية، وبريطانيا وإيطاليا واليابان، والولايات المتحدة الأميركية. ومنذ عام 1975، اعتاد قادة المجموعة اللقاء سنوياً للتباحث في قضايا الاقتصاد العالمي.

وبانضمام كندا عام 1976 بات تكتل الدول الصناعية الكبرى، يحمل اسم مجموعة السبع. وانضمت روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، إلى quot;نادي الأغنياءquot; كمراقب في 1991، وتدرجت إلى عضو غير رسمي في الجانب الإقتصادي للمجوعة عام 1994، وتمتعت بكامل عضوية المجموعة في 1998، وترأست قمة مجموعة الثماني عام 2006 التي عقدت في سان بطرسبرغ.

ورغم التغييرات الأساسية التي طرأت على المجموعة منذ انعقاد أول قمة منذ 34 عاماً، يظل تنسيق السياسة الدولية ورسم الاستراتيجيات الاقتصادية في صلب أعمالها. وتواجه المجموعة الغربية انتقادات لبنيتها التي لم تعد تضم أكبر الدول الصناعية في العالم في ظل التطورات الاقتصادية الراهنة، كالصين، المارد الاقتصادي الذي لا يتمتع بعضوية المجموعة، ويطالب البعض بتوسعة المجموعة وقبول أعضاء جدد.