روما: على الرغم من إعلان الصين لزعماء العالم عن رغبتها في إنشاء نظام عملات احتياط عالمي أفضل وأكثر استقراراً يقول محللون إن بكين لا تتعجل زعزعة سيادة الدولار، في ضوء امتلاكها لأصول هائلة مُقَوَمة بالعملة الأميركية.

وخلت البيانات الرسمية من أي ذكر للمسألة التي أعلنت عنها الصين خلال قمة مجموعة الثماني وكبرى الاقتصادات الصاعدة في مدينة لاكويلا الإيطالية، وبحسب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون وعدد من المسؤولين، فإن الزعماء لم يجروا مناقشات فعلية بشأن القضية.

ورغم ذلك، انتهز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفرصة للإعلان من موقف مماثل لموقف الصين بأن النظام الاقتصادي العالمي قد تغير، مما يستوجب تعديل النظام النقدي، بعد عقود ظل الدولار خلالها المرجع الوحيد على المستوى العالمي.

لكن لم تكن هناك رغبة كبيرة في لاكويلا لمناقشة المسألة التي يراها كثيرون تتعلق بما هو أقرب الى التطور التدريجي عنه إلى الثورة. وقال مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان لرويترز quot;إنها فكرة قديمة، وستظل دائماً محل نقاش مثير للاهتمامquot;.

وكان الدولار فقد سنتاً واحداً مقابل اليورو، عندما أفادت رويترز بأن الصين ترغب في طرح المسألة للمناقشة في لاكويلا، إلا أنه لم يتأثر عندما أعلن مسؤول صيني عن موقف بلاده.

وقال مستشار الدولة الصيني داي بنجو خلال القمة quot;ينبغي أن نؤسس نظاماً أفضل لإصدار وتنظيم عملات الاحتياطي، كي نحافظ على استقرار نسبي لأسعار صرف عملات الاحتياط الرئيسة، وكي ننهض بنظام عملات احتياط عالمي رشيد ومتنوعquot;.

وأكد براون أن الامر لم يخضع لمنافشة جدية خلال الاجتماعات، التي ركزت بصورة أكبر على مكافحة الكساد.

وقال quot;بالفعل يمكن مناقشة الأمر على المدى الطويل، لكن الاقتراح بأن أمراً ما سيحدث خلال الأسابيع أو الأشهر القليلة المقبلة ليس واقعياًquot;.

وقال ساركوزي، الذي أعلن من قبل استيائه بشأن قوة اليورو، الأمر الذي يفرض صعوبات إضافية على المصدرين الفرنسيين quot;يحدوني أمل بمناقشة قضية العملات والنظام المالي العالمي في الأشهر القليلة المقبلة، ويجب أن نسأل أنفسنا ألا يجب أن يتوافق النظام السياسي العالمي المتعدد الأقطاب مع نظام اقتصادي نقدي متعدد؟quot;.

ولا يرى محللو العملات في ذلك ما يشير إلى أن الصين تتعجل إحداث تغيير. فعملة الصين غير قابلة للتحويل بحرية، كما إن البلاد تعمل ببطء على التوصل لاتفاقات من أجل تسهيل استخدام اليوان في التسويات التجارية.

من جهته، رأى محلل العملات لدى بنك أوف نيويورك ميلون، سايمون ديريك، أن حرص الصين على التحول بعيداً من هيمنة الدولار ربما يكون على مدى عشر سنوات، لكن ليس الآن.

وقال ديريك quot;المشكلة الحالية بالنسبة إليهم هي انخفاض الدولار، الذي يؤثر تأثيراً بالغاً على احتياطياتهمquot;. وأضاف أنه يعتقد أن ملاحظات داي تشير إلى الحاجة إلى إحداث استقرار في أسعار صرف عملات الاحتياطي الرئيسة.

ويعتقد مصرفيون أن الدولار يشكل نحو 70 % من احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 1.95 تريليون دولار، معظمها في هيئة سندات خزانة أميركية.

وقال آدم كول محلل أسواق الصرف الأجنبي لدى رويال بنك أوف كندا في مذكرة بحثية إن تنويع عملات الاحتياطي ظاهرة تمتد لعقود، وقد تستغرق عقوداً أخرى، قبل ظهور أي بديل موثوق به.