نسرين حلس من واشنطن: انتهت منذ عدة أيام الجولة الأخيرة من المباحثات الأميركية الصينية التي طال انتظارها. في مباحثات رفيعة المستوى استطاعت المصالح الإقتصادية والسياسية والإستراتيجية المشتركة بين البلدين أن تجمع بين القطبين في بادرة هي الأولى من نوعها في عهد الرئيس أوباما وذلك بعد فترة من التباعد والجفاء في عهد الرئيس السابق جورج بوش. وقد خرجت هذه المباحثات بقرارت مهمة في المساعدة على ايجاد الأجراءات والخطوات اللازمة لحلحلة الركود الإقتصادي. وكان السيد وزير المالية تيموثي غيثير قد صرح في ختام المؤتمر أن المباحاثات أفرزت اتفاقا علي مجموعة من القضايا الرئيسية الهادفة إلى تنشيط الإقتصاد العالمي وإعادة النمو إليه. ثم أضاف أن الصين ستنجز ذلك من خلال الإهتمام بالنمو الداخلى وذلك من خلال الإهتمام ببناء نظام مالي داخلي معتمد على السوق وهو ما يتضمن فتح الأسواق الصينية أمام الإستقمارات الأجنبيه والإهتمام باقامة شبكة ضمان اجتماعي أفضل وتحسين مستوى الرعاية الصحية بالإضافة إلى تحسين مستوى المساعدات للفقراء. أما الولايات المتحدة الأميركية ستقوم باتخاذ خطوات من شأنها دعم المؤشرات التي توضح وجود معدلات فائدة أفضل في المدخرات ومن خلال تحسين الميزان التجاري.
وعن ماهية المصالح المشتركة التي استطاعت جمع أكبر دولة نامية وأكبر اقتصاد متقدم في العالم يقول كيبر الإقتصاديين الدوليين أستاذ الإقتصاد في جامعة جورج تاون الأميركية في ولاية واشنطن دي سي البروفيسور ابراهيم عويس: quot; هناك أكثر من مصلحة مشتركة بين البلدين من شأنها أن تكون دافعا قويا لهذه المباحثات فالأزمة المالية العالمية أزمة شاملة للجميع وضررها عائد على الجميع والتغيرات المناخية والطاقة والدولار. لذلك كان لابد من إحياء محادثات جدية لمصلحة الجميع والتغاضي عن أية خلافات أخرى في سبيل المصلحة العامة. والمصالح مصالح اقتصادية وسياسية واسترايجيةquot; وهو ما صرح به الرئيس باراك أوباما عندما قال بأن العلاقة بين الولايات المتحدة مع الصين سترسم ملامح تاريخ القرن الواحد والعشرين وأن لدى الطرفين مصالح مشتركة وأن عليهما العمل سويا لمكافحة التغير المناخي والأزمة الإقتصادية.
فيؤكد البروفيسور عويس من خلال حديثه أن المصالح الإقتصادية سبب مهم ورئيسي حيث أن الصين أكبر دولة مقرضة للولايات المتحدة. وفي حالة حدوث عجز في ميزانية الولايات المتحدة الأميركية فإنها تقوم بإيصدار صكوك على الخزانة الأميركية تباع في أميركا والعالم كله. ومن يشتري هذه الصكوك يصبح دائنا لها وفيها عائد قليل. والسبب في ذلك الشراء يعود إلى أن هذه الصكوك بضمان الخزانه الأميركية والولايات المتحدة. والخزانه هي جزء من الحكومة الأميركية , وهذا ما يجعل المستثمر يشتري مع أن العائد أو الفائدة قليل.ثم يكمل حديثه قائلا أن الأمر الإقتصادي الآخر هو أن حجم التجارة الخارجية ما بين الولايات المتحدة والصين أكبر من أي معدلات خارجية بين الولايات المتحدة وأي دولة في العالم. فالصين الأن هي البلد التجاري الأول المنتج والمصدر الأكبر في العالم. واليابان رقم 2 وألمانيا رقم 3 ثم الإتحاد الأوروبي رقم 4. وبوجود الكساد العالمي الحاصل الأن هذا يساعد على ابطاء العجلة الصناعية العالمية والتي شملت جميع البلاد بمن فيها الصين لذلك الكساد قلص ما يمكن أن تبيعه الصين لأن الطلب قل وبالرغم من ذلك فإن حجم النمو الإقتصادي في الصين من الممكن أن يصل إلى 8% في العالم في الوقت الذي قل فيه في جميع أنحاءالعالم.
ويربط البروفيسور ابراهيم عويس الإقتصاد بالسياسة باعتبار انهما وجهان لعملة واحدة فيقول:quot; لا يمكن فصل السياسة عن الإقتصاد فمن الناحية السياسية غضت الولايات المتحدة النظر عن انتهاك حقوق الإنسان في الصين ومشكلة التبت , لأن المصالح الإقتصادية أكبر من التمسك بهذا البند الأن في ظل الظروف الراهنة. ثم أن الولايات المتحدة تريد أن الصين الأن هي أحد الأعضاء الخمسة في الأمم المتحدة وصوتها مهم جدا للتصويا ضد البرنامج النووي التي تقوم به كوريا الشمالية وإيران. quot;أما استراتيجيا فإن وجود قنوات اتصال قائمة على أساس من الصداقة له نواحي استراتيجية مهمة في أكبر دولة ذات كثافة سكانية عالية وأكبر دولة نامية على حد تعبيره.ومن وجهة نظر السيد عويس أن أميركا لا يمكن أن تكون طرفا محاورا من موضع قوة وذلك بسبب العجز التجاري الكبير الذي يعيشه الإقتصاد الأميركي والذي تجاوز حاجز التريليون دولار مسجلا 1,086 مليارا متأثرا بتكاليف حزم انقاذ شركات السيارات والمؤسسات المالية المفلسة حسب تقارير وزارة الخزانة الأمريكية الأخيرة. وهذا ما يجعلها بحاجة للتعاون في مجال التجارة الخارجية بعد ابطاء العجلة الصناعية والذي بدوره أثر على النمو الإقتصادي في البلاد.
ومما يجدر الذكر به أن الولايات المتحدة كانت قد تعهدت بخفض عجزها التجاري مع العالم الخارجي إلى مستويات يمكن المحافظة عليها والإستمراربها لحلول عام 2013 والتزامه بفرض قوانين صارمة ومزيد من الإشرااف على النظام المالي في أعقاب الأزمة الإقتصادية التي هزت البلاد والعالم.وعن إذا ما كان لهذه المباحثات علاقة بارتفاع الدولار أو الـتأثير عليه فيقول:quot; الدولار عملة عالمية وفي حالة ارتفاع أو انخفاض الدولار تتأثر جميع الدولار لذلك كان الإتفاق على العمل على الحفاظ على سعر صرف الدولار. فتثبيت سعر يعر الدولار هو فائدة عالمية على اعتبار أنه عملة عالمية للإستثمار.quot;
وكانت الصين التي تملك أكبر احتياطي نقدي من الدولار , دعت الولايات المتحدة مرارا إلى العمل على الحفاظ على سعر صرف الدولار وتعزيزه, في حين دعت الولايات المتحدة الصين لإتباع سياسة أكقر مرونه في سعر صرف اليوان الصيني. وقد لعب النفط والطاقه دورا كبيرا أيضا في جمع القطبين حيث كان عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغ قوة أن الحكومة الصينية تولى أهمية كبرى للحوار بين الصين والولايات المتحدة حول تعزيز التعاون في الطاقة, وتغير المناخ والبيئة.quot; وهذا ما أكده بدوره البروفيسور عندما قال هناك عدة مصالح مشتركة بين الصين والولايات المتحدة والطاقة والنفط هم جزء من المقالح المشتركو العائد على الطرفين. ففي سياق هذا الموضوع بين عويس أن الولايات المتحدة والصين يشتركان في محاولة إيجاد تكنولوجيا جديدة لتقليل استخدام النفط والإعتماد عليه كمصدر رئيسي للطاقة. لذلك كان لابد من الإسراع في إيجاد تقنيات جديدة لتقليل الطلب على النفط بالنسبة لأمريكا والصين على السو
التعليقات