كامل الشيرازي من الجزائر
بيد أنّ إنتاج مواد غذائية أساسا من الصويا بالجزائر، يبقى محتشما، بالرغم من توصل مركز quot;صويquot; إلى تصنيع مواد طبيعية مائة بالمئة خالية من أي مواد كيميائية، لكنّ ذلك اصطدم بعدم رواج الأغذية المصنوعة بالصويا محليا، حيث لا تزال مشتقات الصويا غائبة عن ثقافة الطهي الجزائري، رغم محاولات تسويق 164 نوعا، وتسبّب هذا الواقع في إغلاق مركز بضاحية الرويبة (شرق الجزائر)، إثر عجزه عن تسويق منتجاته، وهذا الوضع دفعه إلى رفع الراية البيضاء ولم ينجح حتى في بيع عتاد الإنتاج، وهو ما أرجعه متابعون لتفضيل المستهلك الجزائري المواد المستوردة، مع الإشارة أنّ أسعار الصويا المقترحة بالجزائر معقولة بحسب المنتجين، حيث تُباع جبنة التوفو بأربعمائة دينار (بحدود 5 دولارات) للكيلوغرام الواحد، فيما تُعرض علبة قشدة التحلية بـ20 دينارا (أزيد من دولارين بقليل)، والكيلوغرام الواحد من النقانق بـ350 دينار (4 دولارات)، ووعاء المايونيز بـ35 دينار (أقل من نصف دولار) والخبز بـ25 دينارا والكعك بـ5 دنانير.
وقامت الجزائر بزرع الصويا في تجربة أولى لم تكن ذات بال، وهو ما يعزوه الخبير quot;أنيس نواريquot; إلى ما تتطلبه زراعة الصويا من كميات كبيرة غير متاحة من الماء، إضافة إلى افتقاد الجزائر الآلات المختصة في زراعة عديد المواد لاستعمالها في تغذية الأنعام ، وكذا اليد العاملة غير الكافية مثل ما هو الحال في زراعة القطانيات، علما أنّه يتم استيراد حبوب الصويا الموجهة لتصنيع الأغذية من إيطاليا.
ورغم ما تقدّم، تستمر الجزائر بدعم المشاريع التي يتقدم بها الشباب في إنتاج المواد المصنوعة من الصويا، حيث تمنح الوكالة المركزية لدعم تشغيل الشباب قروضا، سمحت بافتتاح حوالي خمسة عشر مركزا عبر المحافظات، وتشهد الجزائر تسويق عدة منتجات مصنوعة بالصويا تنتج بالجزائر على غرار الحليب والتوفو (جبن طري طبيعي) وجبنة للمزبدات والمايونيز وقشدة التحلية والمايونيز بدون بيض والحلويات والخبز.
التعليقات