طلال سلامة من روما: تتخذ أسعار إيجارات المكاتب في أوروبا مساراً انحدارياً، قد ينجم منه لاحقاً، انتعاشاً متواضعاً في الأعمال العقارية. وتطال ظاهرة تراجع أسعار الإيجارات 24 دولة في أوروبا، حيث تسجل تراجعاً بنسبة 4.6% منذ مطلع النصف الثاني من العام الجاري، أي منذ شهر يونيو(حزيران) الماضي. ما يعني أن هذه الأسعار تراجعت 15.4% في عام واحد.

وهذا واقع سلبي تنظر إليه وكالة الأبحاث (Jones Lang LaSalle)، المتخصصة في القطاع العقاري، بحذر. إذ إن تراجع أسعار الإيجارات مقارنة بالربع الثاني من العام، يجعل الجميع يتوقع مرحلة من الانتعاش تقترب شيئاً فشيئاً. ففي عام واحد، على سبيل المثال، تراجعت هذه الأسعار في لندن 32 %. ما يعني أنها بلغت أدنى مستوى لها في مرحلة تباطؤ هذه الإيجارات. علاوة على ذلك، تحتل موسكو المكانة الأولى عالمياً، لناحية تراجع الأسعار في النصف الأول من هذه السنة،حيث سجل تراجعاً بنسبة 30 %. بعد ذلك، نرى دبلين ومدريد في المرتبتين الثانية والثالثة،حيث تراجعت الأسعار هناك 18 و10% على التوالي.

على الصعيد الإيطالي،لا تزال أسعار إيجارات المكاتب صامدة في العاصمة روما. كما شهدت تراجعاً طفيفاً بنسبة 5% في مدينة ميلانو، أي عاصمتها الصناعية. في الحقيقة، تماسكت إيطاليا، أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، بصورة أفضل أمام الأزمة المالية، التي دفعت العديد من الأسواق المشبعة على انكماش لافت في أسعار إيجارات مكاتب الشركات، على أساس سنوي.

ويشير quot;بيار مارينquot;، المدير العام بالتكليف في وكالة الأبحاث العقارية المذكورة في أعلى المقال، إلى quot;إيلافquot;، إلى أن أحد العوامل التي ساهمت في الحد من تراجع الأسعارهي قلة الطلب على العقارات الفخمة. ما ساعد على الحفاظ على مستوى متدن للعقارات الشاغرة، لا سيما في قلب المدن الأوروبية. على سبيل المثال، كان نسبة العقارات الشاغرة في روما 5.7 %، وفي ميلانو 8 %. في أي حال، فإن المشاريع العقارية الجديدة ستساهم في زيادة عدد العقارات الشاغرة، إلى حد أبعد، لغاية منتصف العام المقبل، على الأقل.