سناء عليان من غزة: ملايين الزهرات تتحول في لحظة إلى quot;أعلاف للمواشيquot; وتصبح الوجبة الرئيسية للبهائم، ذلك كله يحدث في قطاع غزة، ليس ترفاً بل هي صورة من الصور التي رسمها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

يقول محمود خليّل رئيس جمعية منتجي الزهور في غزة، إن الموسم بالنسبة لمزارعي القطاع يمتد ستة أشهر من كل عام، موضحا أن زراعة الدونم الواحد تكلف عشرة آلاف دولار ، ويضيف خليل، أن زراعة 400 دونم تعتبر تراجعا في زراعة الورود في غزةquot;.

وكانت حركة التصدير في قطاع غزة توقفت بعد إعلان المجلس الوزاري المصغر للحكومة الإسرائيلية عن قطاع غزة كيانا معاديا منتصف أغسطس الماضي كما تفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ أن سيطرت حركة (حماس) عليه وهي لا تسمح بحركة الأفراد أو البضائع نتيجة إغلاق معابر القطاع الأمر الذي كبَد المزارعين وأصحاب المحاصيل خسائر فادحة.

مزارعو الزراعة التصديرية لم يسلموا هم الآخرون من الحصار ولحقت زراعتهم بركب القطاع الزراعي المحلي المنهار، وتسبب منع تصدير منتجاتهم في انهيار هذا القطاع بالكامل.

ماجد حداد الذي يملك أكبر مزارع للزهور في رفح جنوب قطاع غزة قال لـ quot;إيلافquot; كنا نصدر أكثر من 60 مليون زهرة في كل عام quot;، مشيرا إلى أنه زرع نحو 70 دونما من الأرض هذا العام ( الدونم يساوي ألف متر مربع)، وكل دونم ينتج نحو 150 ألف زهرة.

ويضيف حداد، أنه نظرا لأنه لم يستطع تصدير محصوله من الزهور في الموسم الماضي فُقد مني بخسارة كبيرة.

أما حامد عاطف الذي زرع نحو 50 دونما من الزهور قال أنه تكبد خسائر كبيرة في المواسم الماضية وبفعل الحصار وإغلاق المعابر ومنع تصدير الورود فيذبل ويُلقى إما في حاويات القمامة أم كوجبة للدواب والحيوانات .

رجب الخضري هو صاحب مزرعة ورود قال أنه لم كان يزرع مساحات كبيرة من الزهور ولكن الحصار المفروض على القطاع أجبرني كباقي أصحاب المزارع والمحاصيل على إتلافها وإطعامها للأغنام والحيوانات , الأمر الذي دفعني لشراء كميات قليلة ومقبولة في حال لم تنفذ جميعها فلن أخسر الكثير.

وأضاف عاطف أن الكميات المسموح بها للتصدير غير كافية وأنه يبقى كثير من الورود مقطوفة وجاهزة ولكن لا يُسمح بتصديرها الأمر الذي يوقع أصحاب المحاصيل والمزارعين بخسارة كبيرة .

ومن جهته قال غسان قاسم رئيس جمعية بيت حانون الزراعية إن غزة تزرع الزهور منذ عام 1991؛ وكانت تصدر كل عام إلى أوروبا 60 مليون زهرة إلا أن المزارعين هذا العام لم يتمكنوا من تصدير سوى خمسة ملايين زهرة فقط، بسبب الإغلاقات والمعوقات الإسرائيلية المتكررة للمعابر ويأتي تصدير هذه الكمية الضئيلة من الزهور بعد تدخل الرئيس عباس والحكومة الهولندية لدى الحكومة الإسرائيلية.

ويبلغ عدد العمال الذين يعملون في مجال زراعة الزهور 4500 عامل وان كل دونم من الزهور يكلف ما يقارب ب 8000$ وان العائد السنوي لهذا المحصول حوالي 13 مليون دولار.

وارجع قاسم سبب تدني جودة محصول الزهور هذا العام لعدة أسباب منها منع إسرائيل إدخال مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات، وكذلك عدم ملائمة المعبر للتصدير لبقاء الزهور أكثر من 4 ساعات معرضة لأشعة الشمس بسبب الإجراءات الأمنية.

وأكد قاسم على إنهاء موسم تصدير الزهور بسبب انتهاء فترة الأعياد في أوروبا مثل أعياد رأس السنة وعيد الحب وعدم توفر الثلاجات الكافية لاستيعاب المحصول وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر لفترات طويلة وأيضا عدم توفير كمية السولار اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء.

وتبقى مشكلة المعابر و الإغلاقات أهم العوامل المعيقة في تطوير التجارة الفلسطينية، إلا أنه وبالرغم من كل التحديات القائمة سعى المزارع الغزي ومازال يسعى لزيادة عدد مستورديه لتحقيق دخل كبير للخزينة الفلسطينية.