إيلاف من سان فرانسيسكو: أعلنت شركة ميتا عن استحواذها على شركة Scale AI مقابل نحو 14 مليار دولار، وتعيين مؤسسها الشاب ألكسندر وانغ (28 عامًا) على رأس جهود الذكاء الاصطناعي داخل هيكل تنظيمي جديد خاص بالشركة.

يمثل هذا التحوّل فصلًا جديدًا في مسار ميتا، التي تستعد لتوسيع نطاق استخدامها للذكاء الاصطناعي، ليس بهدف تحسين منتجات قائمة، بل لبناء أنظمة ذكية قادرة على التفاعل والتعلم والتكامل مع حياة المستخدمين اليومية.

وانغ، الذي ترك دراسته في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أسّس شركته خلال سنوات قليلة، ونجح في تحويلها إلى شريك أساسي لكبرى شركات التقنية، عبر توفير بيانات دقيقة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. النجاح اللافت الذي حققته شركته، والتي باتت تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات، جعله من أبرز القادة الشباب في قطاع التكنولوجيا.

قرار ميتا بتسليم ملف الذكاء الاصطناعي إلى قيادة شابة يضع مسؤولية كبيرة على عاتق وانغ، إذ لا تقتصر المهمة على تطوير أدوات تقنية، بل تتعلق بإعادة تعريف علاقة الإنسان بالآلة، وتعزيز قدرات الفهم اللغوي والسلوكي للأنظمة الذكية ضمن بيئات استخدام واقعية.

في ظل هذا التوجه، تتجه الأنظار إلى ميتا وقدرتها على إعادة تشكيل المشهد الرقمي العالمي، لا سيما في وقت تتسارع فيه وتيرة التقدّم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتعلم العميق. قرارات بهذا الحجم لا تمرّ بصمت في السوق، بل تُحدث أثرًا يتجاوز حدود الشركة، ليطال طريقة العمل والتواصل وحتى الثقة في البيئة الرقمية.

قصة ألكسندر وانغ تتجاوز كونها سردًا لمسار شخصي ناجح، لتُصبح إشارة واضحة إلى أن مستقبل الذكاء الاصطناعي يتم تشكيله في العلن، عبر أدوات وتقنيات نتفاعل معها يوميًا. من خلال هذه الشراكة الجديدة، تسعى ميتا لتقديم أنظمة أكثر ذكاء، تقترب أكثر من طبيعة المستخدم وتتكيف مع احتياجاته المتغيّرة.

وبينما يترقب العالم مآلات هذا التغيير، تضع ميتا رهاناتها في يد قائد يؤمن بأن ما نراه اليوم في الذكاء الاصطناعي لا يزال مجرد بداية.