بروكسل: تتعزز المخاوف في اوروبا بشان اليونان والعجز في حساباتها المالية على الرغم من اجراءات اعلنتها اثينا، وذلك بحسب ما يشير اليه التحذير الالماني حيال مستقبل اليورو خلافا للخطاب الرسمي المتفائل حتى الان.ويجتمع وزراء مالية الدول الست عشرة الاعضاء في منطقة اليورو مساء الاثنين في بروكسل وسيكون الموضوع الاول على طاولة البحث quot;برنامج الاستقرارquot; في اليونان الذي تسلمته المفوضية الاوروبية الجمعة.وهذه الخطة تطرح بالتفصيل الاجراءات المتوقعة لاعادة النهوض بالمالية العامة في اليونان. وتنص ايضا على خفض العجز العام من 12,7% في 2009 الى 2% في 2013 بفضل سلسلة اجراءات تقشفية. الا ان هذا البرنامج الذي اعتبره يسوس كاستيلو الخبير الاقتصادي في بنك ناتيكسيس quot;طموحا جداquot;، لم يتوصل بالفعل الى تهدئة المخاوف.

وقال الخبير الاقتصادي ان quot;الاسواق تبدو متشائمة جداquot;، مشيرا الى quot;انه لا يستطيع استبعاد زيادة جديدةquot; في الفارق بين المعدلات المرجعية لقروض الدولة في اليونان والمانيا بسبب quot;انعدام صدقية الحكومة في الوقت الحاليquot;.والخميس، قفز مردود السند اليوناني لعشرة اعوام الى ما فوق 6% للمرة الاولى منذ اذار/مارس 2009، اي ضعف مردود السهم المقابل في المانيا. فالمستثمرون يطالبون بعلاوة مخاطر اكبر بكثير لاقراض الاموال لاثينا ما يعني بالتالي معدلات فوائد اعلى.

وبعد رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه، رفض رئيس مجموعة وزراء مالية منطقة اليورو جان كلود يونكر الجمعة فكرة خروج اليونان من الاتحاد النقدي، معتبرا اياها quot;غير معقولةquot;.ودعا في الوقت نفسه اليونان الى ان تتدبر امرها بمفردها للخروج من الازمة. وقال quot;سيكون من الخطأ ان ندع اليونان تعتقد ان الدول الاخرى في منطقة اليورو ستساعدها في حل مشاكلهاquot;.لكن المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تجاوزت المحرمات واعلنت الخميس انها تخشى ان quot;يمر اليورو في السنوات المقبلة بمرحلة صعبة للغايةquot;.

وتراجع سعر صرف اليورو بقوة الجمعة بفعل مخاوف من انتقال عدوى الازمة اليونانية. واضافت ميركل متسائلة quot;كيف سنحترم معاهدة الاستقرار؟ (الالية الاوروبية لوضع حدود للعجز في مالية الدول الاعضاء). قد يجلب المثل اليوناني ضغوطا قوية جدا جداquot;.وتاتي الصعوبات المالية التي تواجهها اليونان في حين يبذل الاوروبيون جهودا لطمأنة الاسواق بشان العجز في موازناتهم والذي تدهور بقوة مع الازمة. ويتوقع مبدئيا تقليصه اعتبارا من 2011 على ابعد تقدير.وهكذا، فان الازمة في اليونان قد تصبح اختبارا لتماسك منطقة اليورو التي تاسست في 1999، مع الاخذ في الاعتبار ان دولا اخرى، مثل البرتغال، تثير القلق ايضا.ورفضت الحكومة البرتغالية اي مقارنة مع اليونان. لكن وكالة التصنيف المالي quot;موديزquot; قامت بهذا التشبيه بين الدولتين، معتبرة انهما تواجهان quot;موتا بطيئاquot; على الصعيد الاقتصادي.

وعلى الفور، سيمارس وزراء مالية دول الاتحاد الاوروبي الذين سيجتمعون بدورهم الثلاثاء، الضغوط على اليونان لتنكب quot;اولاquot; على بحث غياب الثقة في احصاءاتها الاقتصادية، بحسب مسودة بيان.واشار تقرير للمفوضية الاوروبية هذا الاسبوع الى quot;مخالفات خطيرةquot; في احصاءات اليونان، ما يزيد من مخاطر اتخاذ اجراءات ضد اليونان. وكانت اليونان اعادت النظر بقوة في تشرين الاول/اكتوبر في توقعات العجز في موازنتها للعام 2009 الى 12,5% مقابل 3,7% فيما قبل، كاشفة فجأة عن حالة كارثية في ماليتها العامة.