شهد يوم أمس الخميس تحليقاً مرتفعاً للبورصات الأوروبية والأميركية التي ربحت 2.13 و2.09 في المئة، على التوالي. أما المواد الأولية فهي تواصل تمزيق مستويات قياسية جديدة، وعلى رأسها الذهب(أعلى من 1340 دولار في الأونصة) والفضة والنحاس.

برن (سويسرا):بالنسبة لسندات الخزينة الأميركية فانها قذفت الأسعار الى النجوم. وبالتالي، فان مردودها تراجع الى أدنى المستويات التاريخية له. على سبيل المثال، فان تلك السندات، التي تستحق بعد عامين وصلت فوائدها، الى حوالي 0.4 في المئة.

في الوقت الحاضر، يرصد الخبراء، السويسريين والأوروبيين، ظاهرة مالية جديدة. فأسعار الأسهم ترتفع، وهذا ما يحصل، عادة، في مرحلة نمو اقتصادي. في موازاة ذلك، فان أسعار سندات الخزينة والذهب تنمو بدورها، وهذا ما يحصل، عادة، عندما يمر الاقتصاد بغيمة سوداء. اذن، فاننا أمام ظاهرة خطيرة ذات مركبات تتناقض في ما بينها. ويعزي الخبراء هذه الظاهرة الى قرارات أغلب المصارف المركزية، حول العالم، التي أبقت نسب الفوائد على مستوى متدن فضلاً عن قيامها بشراء سندات الخزائن واغراق الأسواق بأنهر من الأموال الطازجة. لا بل يتم رمي هذه الأموال على الأنظمة المصرفية من دون أي تكلفة تذكر. وبدلاً من حفز الاقتصاد، فان قرارات حكام المصارف المركزية من شأنها quot;نفخquot; أسعار أي نشاط مالي، ومن ضمنها أسعار السندات والأسهم والمواد الأولية.

في سياق متصل، يشير الخبير برنار لوتيه، في بورصة زوريخ، الى أن السيناريو المالي العالمي لا يبشر بالخير أبداً، للشهور القادمة! اذ ان أسواق العمل، وحتى تلك السويسرية، لا تعرض وظائف جديدة. من جانب آخر، فان حركة الاستهلاك لا تنمو في ضوء عجز الاقتصادات عن الاقلاع ثانية، في الجو. وينوه هذا الخبير بأن المصارف المركزية، المضطرة للتدخل دورياً لحقن دوخة الأسواق المالية بجرعة من المورفين المخدر، تصطدم بأسواق مالية تتحرك بصورة مستقلة. ولا يستبعد الخبير أن يقوم المصرف المركزي السويسري، في حال تعرضت الأسواق الداخلية لمرحلة quot;متوقعةquot; من الانكماش الاقتصادي، باغراق الأنسجة الاقتصادية ببحر من الأموال على غرار ما يفعله المصرف المركزي الأوروبي، اليوم، من مناورات يعتبرها الكثيرون quot;قصيرة النفسquot;.

علاوة على ذلك، يتوقف الخبير لوتيه للاشارة الى أن من استثمر، منذ مطلع العام، في المواد الأولية تمكن اليوم من تحقيق سلة من الأرباح. فالاستثمار في القمح در على المستثمرين، للآن، أرباحاً نسبتها حوالي 60 في المئة. بالنسبة للمستثمرين في مادة الألومنيويم فانهم ربحوا، العام، حوالي 50 في المئة. على صعيد الاستثمار في الذهب، فان الأرباح قد تتخطى 200 في المئة في حال واصلت أسعار الذهب صعودها لغاية الربع الأول من العام القادم!