فضلا عن كونه أهم أدوات الزينة لدى السيدة المصرية والعربية لا يزال الذهب يمثل لها الملاذ الآمن للادخار. فمن منطلق المثل المصري القائل quot; القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسودquot; تدخر السيدات المصريات حليهم الذهبية لينتفعن بقيمته عند الحاجة الماسة لذلك ، فيحاكين المثل السابق ليبقىquot; الذهب الأصفر ينفع في اليوم الأغبرquot; كما قالت إحدى السيدات مازحة ً أثناء حديث لـquot;إيلافquot;.

القاهرة: السيدات في مصر يعلمن أن الذهب هو العملة الوحيدة التي تحافظ على قيمتها ومن خلال تجاربهن تأكدن أن هذه العملة دائما ما ترتفع قيمتها ولذا فالكثير منهن يفضلن اقتناءه وادخاره وعدم التفريط فيه بسهولة لأنه كما يقول المثل quot; زينة وخزينةquot; وهذا بالطبع بالنسبة إلى من تستطيع أن تشتريه أو لديها من ذويها من يقدر على أن يهادي بالذهب ، ومن السيدات من يقمن بشراء الذهب وتخزينه مثل السيدة لبيبة ndash; مديرة في الشؤون الاجتماعية- والتي تقوم بشراء المشغولات الذهبية من خواتم وحلقان وسلاسل من صديقاتها أو قريباتها اللاتي يعرضنها للبيع وهي تقوم بذلك منذ ما يقرب من 20 عاما وعندما بدأت هذه العادة كان سعر غرام المعدن الأصفر في مصر لا يتعدى 26 جنيها، أي أنها لو باعت الكمية التي استطاعت تجميعها من شراء الذهب القديم سوف تجني أرباحا ً تتعدى عشرة أضعاف من قيمة ما اشترته به ، ولكن رغم ذلك تؤثر الإبقاء عليه في خزينتها لأنها لا تعلم ما يخفيه لها الدهر.

أم حازم - بكالوريوس تربية - قالت لـquot;إيلافquot; إنها ليست من هواة شراء الذهب وتخزينه ولكنها تتابع أسعاره وأخباره كما أنها على استعداد لبيع ما لديها من ذهب -والذي هو عبارة عن شبكتها التي قدمها لها زوجها وبعض القطع الأخرى التي أهداها إياها ndash; ولكن في حال إذا كان ذلك هو الحل الأخير لتوفير المال في ظروف قاسية لا تتحمل التأخير، وتضيف أم حازم أن زوجها الدكتور محمد اشترى لها سلسلة ذهبية أثناء وجوده في رحلة عمل وعمرة في المملكة العربية السعودية منذ حوالى ثلاثة أشهر وعندما ارتفعت أسعار الذهب قال لها quot; ليتنا اشترينا أكثر من ذلك لنستفيد من فرق السعر .

أما أميرة عبد الهادي، فترى أن الذهب ليس استثماراً آمناً ،لا يمثل لها أهمية فتقدم على شراء كميات كبيرة من الذهب لاكتنازها أو استثمارها كما أنها لا تمانع بأن تبيع ما تملك من ذهب مقابل احتياجات ضرورية مفاجئة . أما مدام مديحة - مدرسة - فتقول إنها من هواة ارتداء الذهب ولكن ارتفاع سعره لا يشجعها على المجازفة ببيعه أو شرائه لأنها لا تضمن ارتفاع أسعاره أو انخفاضها ولكنها تفضل تجديده عن طريق التبديل، وتضيف أن لها صديقات يدخرن الذهب ليستفدن من فرق السعر في حالة ارتفاع أسعاره . و أم محمد - ربة منزل ndash; لا تفضل بيع الذهب إلا في مقابل استثمار نقوده في مشاريع تجارية أو عقارية لكنها ترفض فكرة استثمار الذهب بالذهب والذي تقصد به بيع الذهب وانتظار انخفاض سعره لشراء غيره وتقول إن هذه المسالة غير آمنة بالنسبة إلى الذهب فهو كثير التغير بين الانخفاض والارتفاع .

ومن جانبها، قالت الصحافية المصرية هويدا علي مازحة ً quot; الذهب الأصفر ينفع في اليوم الأغبرquot; محاكية المثل الشعبي القائل quot; القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسودquot; موضحة أن هذا المثل يفسر تعامل السيدة المصرية مع الذهب وتوافق هويدا على فكرة تخزين الذهب وعدم التفريط فيه لما تشهده بورصاته العالمية والمحلية من ارتفاع دائم في الأسعار. وتشير تقارير حديثة إلى أن حجم شراء المصريين للذهب سنويا يبلغ حوالىrlm;60rlm; طنا ، وهذه الكمية تمثل المشغولات الذهبية التي تقوم مصلحة الموازين والدمغة بدمغها كل عام، بالإضافة إلى ما يشتريه المصريون من الذهب خلال موسم الحج والعمرة من السعوديةrlm; بخلاف ما يجلبه العاملون معهم من دول الخليج.


وأوضحت دراسات أن المشغولات الذهبية تعتبر الهدية الوحيدة التي يشتريها الرجل المصري دون أن يشعر بالندم و أن السيدات يفضلن الهدايا الذهبية لما لها من قيمة مادية كبيرة، كما تشير إحصائيات إلى أنrlm;80%rlm; من مشتريات النساء العاملات المصريات عبارة عن غوايش،rlm; وrlm;20%rlm; عبارة عن خواتم وعقود وأساور وحلقانrlm;.وتقول سماح نبيل المدير الإقليمي لمجلس الذهب العالمي في مصرrlm;rlm; إن المجلس يعمل على تحقيق المعادلة التي تجمع بين رغبة المرأة في اقتناء الذهب كزينة ومال مخزون لوقت الحاجة مشيرة إلى أن المصريات من أكثر السيدات العربيات اقتناعا أن الذهب هو الملاذ الآمن للادخارrlm;.