دبي - إيلاف: ذكر مدير قسم السبائك في شركة مجوهرات الزمردة رجب حامد أن أسعار الذهب هبطت دون حاجز الـ 1050 دولار لتصل إلى أقل مستوى لها منذ ثلاث شهور عند مستوى 1044 دولار للأونصة، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار وهبوط اليورو إلى أدنى مستوى له منذ مايو/أيار 2009.

وهناك العديد من الأحداث التي أثرت فى وصول الذهب ومعه باقي المعادن الثمنية إلى هذه المستويات من الهبوط، منها اجتماع المركزي الأوروبي يوم الخميس، ونتائج مؤتمر جان كلود تريشيه، ويضاف إليهم إبقاء المركزي الانجليزي لأسعار الفائدة عند 0.50 دون تغير، ولم ينته الأمر عند نهاية يوم الخميس، بل امتد إلى يوم الجمعة، مع نتائج بيانات البطالة الأميركية ومالها من نتائج إيجابية ترنحت معها الأسواق بين الصعود والهبوط.

بداية الأسبوع شهد اتجاه الذهب ومعه منحى أسعار المعادن الثمينة إلى الارتفاع، ووجد الذهب يتجاوز حاجز 1100 دولار يوم الاثنين، ويصل إلى 1124 دولار للأونصة يوم الثلاثاء، ولكن انتابت الأجواء حالة من الحيطة والحذر في انتظار القرارت المهمة التى سوف تتمخض عنها اجتماعات نهاية الأسبوع. وهذا ما تحقق بالفعل، ومن قبل الشروع فى هذه الاجتماعات وجد الذهب يهبط إلى 1064 دولار يوم الأربعاء والخميس، ويكسر حاجز 1050 دولار يوم الجمعة، ليصل إلى 1044 دولار، ولكن يبدو كما إن بريق الذهب لا ينتهى فإن أحداث الذهب لاتنتهى حتى بعد التدوال، وتشابهات أحداث الساعات الأخيرة من التداول بالأحداث الدراماتيكية في الدراما العربية على أقل تقدير في نهاية العمل.

فبعد صدور تقرير البطالة الأميركية ومحتواه الغالب عليه الطابع الإيجابي وجد الذهب يتماسك لفترة قصيرة، ومالبث أن انهار في اتجاه الهبوط ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 3 شهور، وبعدها أيقن الجميع أن حالة التفاؤل السائدة هي حالة وهمية لغياب معطيات قوتها وارتفاع قيمة الدولار أمام اليورو، ليس نتيجة قوة الدولار، وإنما ناتج من انهيار اليورو تأثراً بالأزمات الأوروبية المتلاحقة والفطنة في دراسة الأسواق تقود الجميع إلى البحث عن ملاذ آمن حقيقي لا يتمثل في قيمة العملات لفقدان الثقة بكل أنواعها، وبالطبع لن ولم يكون هناك ملاذ آمن سوى المعدن الأصفر الذى وجد ضالته في تصارع المستثمرين عليه في نهاية التداول، ليقفل الأسبوع على سعر 1051 دولار فى بورصة كيومكس، بل إن التدولات بعد الإقفال دفعت الذهب إلى 1065 دولار حتى الآن ،وهذا مؤشر جيد لإعادة الاستقرار إلى الأسواق مرة أخرى، ومعطيات جيدة لسيناريو أحداث الأسبوع المقبل.

وهذه الاحداث لم تقتصر على الذهب فقط، بل شملت الفضة التي استقرت فوق 15.50 دولار للأونصة، بعدما هبطت إلى 14.64 دولار، واقتربت أسعار النفط من 73 دولار، بعدما هبطت دون الـ 70 دولار، كما استعاد مؤشر دو جونز خسائره التي بلغت 180 نقطة يوم الجمعة، و قفز إلى اللون الأخضر مقلداً اليورو في صراعه مع الدولار.

عن الأسواق المحلية، أشار حامد إلى أن انخفاض أسعار الذهب كانت حافزاً مهماً في زيادة حركة المبيعات وإعادة بريق أسواق المشغولات الذهبية، ويبدو أن انخفاض أسعار الذهب الأسبوع الماضى جاءت في الشهر المناسب مع احتفالات فبراير بالعيد الوطني وأعياد التحرير وأعياد الحب، على الرغم من أن المشتري المحلي لن يربح فروق أسعار الذهب كاملة، لأن هبوط أسعار الذهب قابله ارتفاع في قيمة الدولار أمام العملة المحلية، وبالتالي وجدت قيمة الدولار تربو على 288 فلس، بعدما كانت دون الـ 286 فلس في الأسابيع الماضية.