صلاح سليمان من ميونيخ: دول عربية عديدة شاركت في معرض ميونيخ للسياحة لعام 2010 الذي يتيح للمشاهدين والزوار من حول العالم مشاهدة كل جديد ومتنوع في عالم صناعة السياحة العالمية. أكثر من مئة وخمسين ألف زائر تمكنوا من مشاهدة أجنحة المعرض المختلفة.

إن التجول بين أقسام وأجنحة المعرض والممتدة علي مساحة ستين ألف متر مربع، يأخذك إلى عالم من المتعة والخيال، فالعالم كله من مشرقه إلى مغربه.. ومن شماله إلى جنوبه، تجمع في هذه البقعة الصغيرة، وأصبح في متناول يدك، ولايفصل الدول عن بعضها البعض سوى أمتار قليلة.

أناقة وروعة وجمال تلاحظها في كل أجنحة الدول بلا استثناء، فالحرص كبير على جذب الزوار من خلال تقديم بلادهم بأشكال مبتكرة ومغرية، كالرقصات الشعبية، وتنظيم المسابقات، وتوزيع الهدايا بغرض الفوز بأكبر نصيب من السياح، خاصة وأن هذا المعرض معروف عنه كثرة المبيعات. فأكثر من ستة وسبعين ألف زائر يتعاقدون على رحلاتهم المقبلة من خلاله، منهم عشرون في المائة يتعاقدون على رحلات الرفاهية، التي تترواح أثمانها مابين سبعة إلى ثلاثة عشر ألف يورو.

يهتم المعرض أيضاً بتنطيم رحلات أسرية لأفراد العائلة الواحدة، من خلال المخيمات وسيارات الكرافان المتحركة ورحلات الريف التي تعجب الصغار كثيراً، وهناك أكثر من 30 مليون رحلة عائلية تتم في ألمانيا في العام الواحد.

دول عربية عديدة تشارك في المعرض

العالم العربي كان حاضراً بقوة في معرض هذا العام، عبر بوابة تونس السياحية، فتونس هي ضيفة شرف المعرض لهذا العام 2010. كل شيء داخل المعرض يذكر بتونس.. اللافتات الضخمة التي تحمل صوراً لأشهر الأماكن السياحية فيها تنتشر في كل مكان. خيمة تونسية كبيرة أمام بوابة المعرض الرئيسة، تعرض فيها الكثير من الأعمال الحرفية واليدوية التي تشتهر بها تونس، هذا فضلاً عن ضخامة الجناح التونسي، وسط المعرض وتألقه، فقد كان لافتاً ومزدحماً بالزوار. آخذاً شكلاً دائرياً جلست فيه مجموعات تونسية تمثل أنشطة مختلفة تشتهر بها تونس في الفنون والأعمال الحرفية، حافظوا على ارتداء الأزياء الوطنية التونسية التي لفتت أنظار زوار المعرض من كل الجنسيات.

في لقاء مع quot;الناصري مانيquot; مدير المكتب السياحي التونسي في فرانكفورت، الذي يشرف على الجناح التونسي في المعرض تحدث لنا عن اختيار تونس من قبل هيئة المعارض في ميونيخ لتكون ضيفة الشرف الرئيسة لمعرض هذا العام بقوله quot;إن هذا يرجع إلى عوامل عدة، أهمها أن تونس منذ عام 1975، أي منذ نشأة المعرض السياحي، وهي تحافظ على المشاركة في كل عام بجناح خاص ومميز بها، ولم تتخلف مرة واحدة.

ويستطرد قائلاً إن تونس كبلد سياحي هو موجود بقوة على خريطة السائح الألماني، لاسيما في بافاريا، فالتقديرات تشير إلى أن 700 ألف سائح من إقليم بافاريا يتجهون إلى شواطئ المتوسط سنوياً، وتونس بالطبع من أهم المحطات التي يتوجهون إليها. ويضيف quot;يساعد في ذلك أن شواطئ تونس تمتد على ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى مسافة 1300 كيلومتر، كذلك فهي قريبة نسبياً من ألمانيا، ومدة السفر بالطائرة لاتزيد عن ساعتين ونصف الساعة.

وعن الإقبال الكبير الذي يشهده الجناح التونسي يوضح أنه quot;عندما تم اختيارنا من قبل هيئة المعارض كضيف شرف لهذا العام كان هذ بمثابة تحد كبير لنا، فنحن رواد في صناعة السياحة، إضافة إلى أننا أول دولة عربية تختار لهذا الشرف، لهذا كان واجب علينا التفرد والتميز كممثلين، ليس لتونس وحدها، إنما للعالم العربي والإسلامي كله.

واعتبر أن السياحة الألمانية إلى تونس هي بمثابة العمود الفقري للاقتصاد التونسي، وهي تختلف عن باقي الجنسيات الأخرى، ولها خصوصية يعرفها التونسيون. فمثلاً متوسط إقامة السائح الألماني في تونس يصل إلى 11 يوم، وهي أكثر من متوسط إقامة السياح الآخرين، فالهولنديون والانجليز على سبيل المثال لا تزيد مدة إقامتهم على 6 أيام، كذلك فإن السياح الألمان يجوبون كل أرجاء تونس، متميزين بذلك عن الجنسيات الأخرى، التي تفضل البقاء في أماكن معروفة ومحددة quot;كسوسةquot; أوquot;الحماماتquot; وغيرها، إضافة إلى أن السياح الألمان يزورون تونس على مدار السنة مقارنة بالجنسيات الأخرى، التي تفضل دائماً موسم السياحة في شهر يوليو/تموز وأغسطس/آب من كل عام.

وعن الجديد في صناعة السياحة التونسية يقول: ان تونس تنفرد بشئ جديد وهو المعالجة بمياه البحر واصبحت لدينا مراكز متخصصة في هذا المجال ويشير الي الدكتور quot;بهي بوكازquot; اخصائي هذه المعالجة والذي يقوم بالترويج لهذه المراكز العلاجية من داخل الجناح التونسي والذي يقول ان اول مركز انشئ للعلاج بماء البحر كان في عام 1995 واصبح لدينا الان 47 مركزا متخصصا تصل نسبة زوارهم من 150 الي 170 الف مريض سنويا ،منهم 80% من الذين يعانون من الاجهاد العصبي والنفسي و20% من مرضي العمود الفقري واغلبهم من الالمان.

غير بعيد عن الجناح التونسي كان الجناح المصري أيضاً لافتاً، تم تصميمه علي شكل قناع الملك الفرعوني توت عنخ أمون. وتقول quot;بيتال بيلquot; من الجناح المصري إن أكثر السياح الألمان الذين يهتمون بالذهاب إلى مصر هم بشكل عام من المهتمين بالثقافة. ويمكن القول إن 60% من السياحة الألمانية إلى مصر هي سياحة ثقافية. أما الجديد الذي نقدمه الآن للسياح الألمان فهو سياحة الواحات المصرية المنتشرة في الصحراء، فقد اكتشفنا أنها من أكثر الأماكن المحببة إليهم.

لا يقع الجناح الأردني بعيداً من الجناح المصري، وتوضح quot;سونيا ارنولدquot; من مكتب السياحة الأردني في ألمانيا أن هناك زيادة في أعداد السياح الألمان إلى الأردن، وهم معجبون بشكل خاص بمدينة quot;بيتراquot; الأثرية، وتضيف قائلة إن هناك إعجاباً لدى الألمان بالشعب الأردني الودود، كما إن هناك إعجاباً خاصاً لدى المرأة الألمانية بالمرأة الأردنية، التي تراها امرأة عصرية، وتقول quot;إن شهر مارس/آذار وإبريل/نيسان محجوزان بالكاملquot;.

بدوره، كان الجناح المغربي أيضاً مميزاً، كذلك جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، التي مثلته أبوظبي. ويشير quot;هيرمان نياهوزquot; ممثل جناح أبوظبي في المعرض إلى أن السياحة إلى الإمارات مستمرة، ولم تتأثر بالأوضاع الاقتصادية العالمية أو بما حدث من أزمة مالية في إمارة دبي، فسياحة الصحراء والمؤتمرات هي دائمة، لأن الإمارات فيها خدمات سياحية متقدمة جداً.