حالة من الركود شهدتها محال المصوغات والهدايا في عيد الأم، يعكسها مدى تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي في مصر، وتأثّره بالأزمات الاقتصادية. فمن خلال جولة لـquot;إيلافquot; على مجموعة محال في وسط العاصمة المصرية، لاحظنا أن الإقبال على شراء هدايا عيد الأم ضعيف للغاية هذا العام.
القاهرة: أكد أصحاب المحال والبائعون أن حالة الركود التي تشهدها محال المصوغات والهدايا في عيد الأم سببه للانخفاض الحاد في الدخل وغلاء الأسعار. البداية كانت في محال بيع المصوغات والذهب، التي كانت شبه خالية من الزبائن. وقد أكد محمود زكي ndash; صاحب محل مصوغات ndash; أن حركة البيع هذا العام ضعيفة جداً مقارنة بالأعوام السابقة، بالرغم من انخفاض سعر الذهب. وعلّق ساخراً quot;يبدو أن الناس أكتفت بتقديم بطاقات المعايدة والكلمة الطيبة للأمهات، نظراً إلى الظروف الاقتصادية القاسيةquot;. وأضاف زكي أنه لم يبع سوى 5 خواتم، و3 حلقان، خلال الأسبوع السابق لعيد الأم، وهو رقم ضعيف جداً حتى بالنسبة إلى الأيام العادية.
وبعد ساعات من التجول على محال الذهب، وجدت إيلاف شاباً في العقد الثالث من العمر، يبحث عن هدية ذهبية، ولدى سؤاله، أكد لـquot;إيلافquot; أنه يعتزم شراء خاتم لأم عروسه، ولولا العادات والتقاليد المتوارثة ما كان ليشتري هذه الهدية باهظة الثمن ndash; على حد تعبيره. وأضاف الشاب أن والدته طلبت منه ألا يشتري لها هدية في عيد الأم، فهي تقدّر الظروف المادية الصعبة التي يمر بها خاصة أنه يحضر لإتمام الزواج.
أما بالنسبة إلى محال الإكسسوارات والهدايا، فكان الأمر أفضل حالاً نسبياً، مع وجود عدد ليس بالقليل لشراء هدية الأم. وتباينت أسعار الهدايا بين متوسط الثمن والغالي. فبدأت أسعار الطرح من 30 إلى 100 جنيهاً. أما البرفانات فنالت نصيب الأسد من البيع، وتراوحت أسعارها بين 100 و500 جنيهاً، والمصنوعات الجلدية كانت الأغلى من بين المعروضات، ووصلت إلى حد آلاف الجنيهات للحقائب والمعاطف.
واعتبر محمد أبو عرب ndash; صاحب محل هدايا- أن السبب وراء حالة الركود التي تشهدها سوق الهدايا في موسم عيد الأم، هو الحالة المادية للشعب المصري، التي تأثّرت كثيراً في الفترة الماضية. وعلى الرغم من الرواج النسبي في هذه الفترة، إلا أنه يعد ركوداً مقارنة بالأعوام السابقة.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور حمدي عبد العظيم أن الشعب المصري وصل لمرحلة من العناء الاقتصادي، قد تنسيه مزاولة عادات اجتماعية مهمة، كتبادل الهدايا في الأعياد والمناسبات. وتساءل الخبير الاقتصادي quot;كيف لشعب يكابد لتوفير سبل العيش الأساسية كالمأكل والمأوى أن يتبادل الهدايا الذهبية التي هي رمز للرفاهية والرخاء؟quot;.
وأضاف عبد العظيم أن الأمهات نفسها تعرف ما يعانيه أبناؤها لتوفير سبل الحياة، ويكفي الأم الكلمة الطيبة، وأن ترى أبناءها في صحة وسعادة، مشيراً إلى أن العام الماضي شهد إنفاق أكثر من 3 مليارات جنيهاً في شراء هدايا عيد الأم، وتوقع أن يقل هذا الرقم أكثر من 50% عن العام السابق.
التعليقات