تُبدي الشركات المحلية السعودية شهية مفتوحة على النمو من خلال التنافس بقوة على تنفيذ مشاريع في المملكة، حيث قُدمت أكبر المناقصات الإنشائية هذا العام في اواخر آذار/مارس للفوز بعقود تصميم وبناء توسعة وتحديث لمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة.

إيلاف: بلغت المناقصة الدنيا على انجاز جناح مطار الملك عبد العزيز الجديد 11.3 مليار ريال سعودي (3.01 مليار دولار) والسعر الأدنى لانجاز البنية التحتية 13.9 مليار ريال، وتقل المناقصتان نحو 3 مليارات ريال عن اقرب العروض المنافسة، وسيكون هذا اختبارا للخيار الذي تفضله هيئة الطيران المدني في منح العقود الى شركتي مقاولات مختلفتين.

وحقيقة أن صاحبة المناقصة المتدنية على العقدين هي مجموعة بن لادن السعودية العملاقة تبين هيمنة هذه الشركة في سوق الانشاءات السعودية، وبحسب quot;ميد بروجيكتسquot; MEED Projects المتخصصة بمتابعة المشاريع التي تُنفذ في المنطقة فان قيمة الطلبيات المسجلة في دفاتر المجموعة تبلغ 15.4 مليار دولار ، او ما يقرب من ثلاثة امثال منافستها السعودية الوطنية أوغر Oger.

ويعني موقع الصدارة الذي تحتله مجموعة بن لادن السعودية وغيرها من المقاولين المحليين مثل اوغر في السوق ، ان من الصعب على الشركات الإنشائية الإقليمية والدولية ان تظفر بعقود عمل في المملكة. وبحسب ميد بروجيكتس فان الشركات المحلية تتولى 83 في المئة من عقود الانشاء والبنى التحتية التي تُنفذ حاليا.

ولكن هذا الوضع يمكن ان يتغير، وبخلاف الدول الخليجية الصغيرة مثل دولة الامارات العربية حيث انكمشت سوق الانشاءات بحدة بعد انهيار اسعار العقارات فان العربية السعودية ما زالت تقدم امكانات طويلة الأمد لأنها بحاجة الى بناء مساكن وبنى تحتية لسكانها البالغ عددهم نحو 28 مليون نسمة.

وإذا مضت المملكة قدما في تنفيذ مشاريع جديدة سيتعين على الشركات المحلية ان تنمو لتلبية طلب السوق، وإذا لم تتمكن من تحقيق هذا النمو فانها ستترك فرصا بمليارات الدولارات الى الشركات الأجنبية لاغتنامها، ولكن حتى الآن لا يبدو ان هذه هي الحال.

تشير مناقصات مجموعة بن لادن السعودية على مطار جدة الى ان الشركات المحلية ما زالت تتطلع الى النمو وانها مستعدة للتنافس بقوة من اجل تحقيق ذلك.