حالة من الذعر بدأت تفرض نفسها واقعا ً مهيمنا ً على الأسواق العالمية بسبب ما يدور في منطقة اليورو من مستجدات، تبعث على عدم الاستقرار، وتبرز اليوم تقارير صحافية بريطانية تلك التداعيات التي تنذر بمستقبل يكتنفه الغموض بالنسبة إلى دول القارة الأوروبية، في ظل الأزمة التي مازالت تضرب الكيانات الاقتصادية لبعض دول القارة العجوز.

أشرف أبوجلالة من القاهرة: تقول صحيفة التلغراف البريطانية إن ذعر المستثمرين تسبب في إلحاق الضرر بالأسواق في جميع أنحاء العالم، مع تنامي الخوف من أن تتسبب تدابير التقشف التي تواجه دول منطقة اليورو المضطربة في عرقلة الانتعاش وإثارة الاضطرابات الاجتماعية. وفي الوقت الذي أغلقت فيه البورصات الأوروبية يوم أمس على انخفاض كبير، هبط اليورو بمقدار 1.5 سنتا ً مقابل الدولار، ليسجل بذلك أكبر انخفاض له على مدار تسعة عشر شهرا ً ببلوغه 1.2358 دولار في المعاملات الأميركية.

وترى الصحيفة في هذا الإطار أن هذا الهبوط الحاد الذي طرأ على العملة الأوروبية الموحدة كان بمثابة الإشارة الواضحة على أن الثقة التي تمخضت عن حزمة إنقاذ منطقة اليورو وبلغت قيمتها تريليون دولار ( 685 مليار إسترليني )، قد اختفت، وسط قلق عميق إزاء الوضع في اليونان، والبرتغال، واسبانيا، واستقرار المنطقة بأسرها.

وكانت الأسواق قد شهدت حالة من التوتر يوم أمس، بيد أن عملية بيع سريعة الإيقاع قد بدأت في نهاية التداول، عقب التصريحات القوية التي أطلقها أكسيل ويبر، المسؤول رفيع المستوى في البنك المركزي الأوروبي ورئيس البنك المركزي الألماني، والتي قال فيها :quot; من الضروري ألا نقلل من الأخطار التي تحدق بالاستقرار المالي ولا تزال قائمة إلى الآن. فقد تغير تركيز الأسواق خلال الأشهر الأخيرة وتحول صوب مخاوف بشأن حالة المالية العامة في عدد من البلدان بجميع أنحاء العالمquot;.

وتشير الصحيفة كذلك إلى أن توالي الأحداث بهذا الشكل يؤكد هشاشة حزمة الإنقاذ التي وافق عليها وزراء المالية الأوروبيون في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، في محاولة من جانبهم للقضاء على مخاوف تفشي الأزمة التي نتجت عن أزمة ديون اليونان. ورغم مشاعر الارتياح التي استقبل من خلالها المستثمرون تلك الصفقة، إلا أنها سرعان ما توارت، نتيجة لتنامي الشكوك حول آلية عمل خطة الإنقاذ هذه على أرض الواقع.

وتلفت الصحيفة في ختام حديثها إلى حالة التوتر التي خيمت على المستثمرين، بعد أن أفادت تقارير صحافية بأن نيكولاس ساركوزي، الرئيس الفرنسي، هدد بالانسحاب من نظام العملة الموحدة ( اليورو )، إذا لم توافق باقي دول منطقة اليورو على صفقة تعني بإنقاذ اليونان خلال قمة عُقِدت في بروكسل الأسبوع الماضي. هذا وقد بدأت تلوح في الأفق أيضا ً مخاوف أخرى من أن تكون الصدامات وأعمال العنف التي تشهدها اليونان في تلك المرحلة، مجرد غيض من فيض، وأنها من الممكن أن تؤدي إلى انتشار مزيد من الفوضى الاجتماعية، تزامنا ً مع فرض تدابير صارمة.