حذّر خبير الاقتصاد العالمي خافير أورلاندو من قرار حكومة بلاده عدم دفع الديون الخارجية المترتبة عليها.

نهى أحمد من سان خوسيه: في تقرير نشر في معهد الدراسات الاقتصادية والمالية في العاصمة الأكوادورية، حذّر خبير الاقتصاد العالمي خافير أورلاندو من قرار حكومة بلاده عدم دفع الديون الخارجية المترتبة عليها. فحسب القرار الذي أصدره رئيس جمهورية الأكوادور رفائييل كوريّا قبل أيام قليلة، لن تدفع بلاده قيمة الفوائد المترتبة على القروض حتى عام 2012، والتي حصلت عليها من المؤسسة المالية الدولية غلوبل بوندز، وتصل قيمة هذه الفوائد وحدها إلى حوالي 32 مليون دولار سنوياً.

وبرأي هذا الخبير، فإن مثل هذه الخطوة قد تصعب حصول الأكوادور في السنوات المقبلة على قروض جديدة، وهذا غير مستبعد بسبب الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، وطالتها بالتأكيد، ما يجعلها تلجأ إلى مؤسسات مالية أخرى، تحت ضغط الحاجة، وسوف تواجه شروط اقتراض أصعب وبفوائد أعلى من التي يتوجب عليها دفعها حالياً.

وكان الرئيس كوريّا ذو الميول اليسارية قد لبّى مرة أخرى نصيحة اللجنة الوطنية لديه، التي قوّمت في نهاية العام الماضي، القروض الخارجية للأكوادور، من دون الاكتراث بالخلاف الذي تفجّر مع هذه المؤسسة المالية الدولية، خاصة بعد قوله إن الجزء الأكبر من الديون ما بين عامي 1976 و2006 ليس قانونياً وغير أخلاقي، وفي ما يتعلق بباقي الديون فسوف يقدم للمؤسسة مشروع لكيفية تسديدها.

وهنا يحذّر الاقتصادي أورلاندو كذلك من انعكاس ذلك قانونياً، لأنه بإمكان غلوبل بوندز رفع دعوى قضائية ضد الأكوادور، ما يفتح المجال لفرض عقوبات مالية عليها، وقد تتكاتف مؤسسات مالية أخرى معها.

ووصل حجم القروض التي منحتها هذه المؤسسة المالية للأكوادور حتى عام 2008 إلى 3.75 مليار دولار، وإجمالي القروض المترتب دفعها على هذا البلد الصغير حوالي 8 مليارات دولار، أي ما يعادل 19 % من الإنتاج الوطني الإجمالي. يضاف إلى ذلك الديون الداخلية، أي ديون الدولة من البنوك الداخلية، وتصل إلى قرابة الثلاثة مليار دولار، قسم كبير منها نتج من إعادة تمويل الديون الخارجية.

ولا يعطي الرئيس الأكوادوري أي اهتمام لرد الفعل القوي للأسواق المالية منذ إعلان قرار رفضه الدفع، وقال quot;نحن نعرف أننا نتعامل مع وحش حقيقي، يحاول دهس بلادنا، وعلينا أن ندخل في الحسبان فرض عقوبات ورفع دعاوى في حقناquot;. إضافة إلى الخبير أولارندو، أظهر محللون آخرون قلقهم من رفض الرئيس كوريّا دفع القروض. فرأى سيبستيان كول المحلل المالي في رويال بنك أوف سكوتلنديارد في نيويورك أن quot;الثقة بالأكوادور تحطمت، وإذا ما واصلت الرفض، فإن انعكاس ذلك سيكون وخيماًquot;.

والمشكلة التي تعانيها الأكوادور، إلى جانب الأزمة المالية العالمية، هي انعكاسات تراجع سعر النفط، إذ إن الجزء الأكبر من نقدها الصعب يأتي عبر مبيعاتها للنفط. وهي بعكس البلدان النفطية في جنوب أميركا، لا تملك أي ثروة طبيعية أخرى تعتمد عليها.