تعتمد الجزائر اليوم على شريانين حيويين لصادراتها، موجودين تحت الأرض، وهما النفط والغاز الطبيعي. في الواقع، تستأثر هذه الموارد الطبيعية بأكثر من 95 في المئة من الصادرات الجزائرية.

برن (سويسرا): إن الاقتصاد الجزائري يفنى! علاوة على ذلك، تنظر سويسرا باهتمام فائق الى تعزيز حركتي الصادرات والواردات مع الجزائر التي تحتل المركز الرابع عالمياً، في صادرات الغاز، ونجدها ضمن المراكز العشرة الأولى، عالمياً، من حيث تصدير النفط. والى جانب الهيدروكربون، يتم استخراج الحديد والزنك على الأراضي الجزائرية.

في الوقت الحاضر، يشير الخبير غويدو دي فرانشيسكي، في غرفة التجارة السويسرية بمدينة لوغانو، لصحيفة ايلاف، الى أن سويسرا تحاول مساعدة الجزائر في تخفيض مستوى جدار البطالة هناك، الذي يرسو على 15 في المئة. للأسف، فان البطالة بالجزائر تستهدف الفئات العمرية الأكثر شباباً. في حين يوجد أكثر من 30 في المئة من العمال الذين يعتبرون موظفين تابعين للحكومة. الى ذلك، تخطط سويسرا لتوطيد شراكتها التجارية مع الجزائر لأجل توفير فرص عمل، متساوية وجديدة، للشباب والشابات هناك.

ولم يعد القطاع الزراعي قادر، كما في السابق، على تلبية الحاجات الاستهلاكية الداخلية. بيد أن صادرات البلح ما زالت تضمن قناة للصادرات. وبما أن زراعة العنب، لصناعة النبيذ، تم اهمالها بعد نهاية الاستعمار الفرنسي، فان الانفتاح نحو الصناعات التكنولوجية بات أمراً ضرورياً قد تراهن عليه الشركات السويسرية الراغبة في افتتاح فروع خارجية لها، بأفريقيا الشمالية.

وينوه الخبير دي فرانشيسكي بأن الشركات السويسرية، في كانتون تيشينو وخارجه، تدرس خوض مشاريع استثمارية ببلايين الفرنكات السويسرية داخل ثلاثة محاور جزائرية. يتمثل المحور الأول في شركة ميتال للصلب(الحجار)، التابعة لشركة أرسيلور ميتال الهندية وتعتبر أكبر شركة لانتاج الصلب بأفريقيا. أما المحور الثاني، القادر على استقطاب الاستثمارات السويسرية اليه، فهو شركة سيفيتال للصناعات الغذائية جزائرية(وهي مختصة في صناعة الزيوت والمواد الدسمة وتكرير السكر) التي تبحث عن مستثمرين أجانب لمساعدتها في بناء مجمع للطاقة الشمسية، تقدر تكلفته بنحو ثمانية مليارات دولار، لتصدير الكهرباء إلى أوروبا. على صعيد المحور الثالث، فانه يتمثل بشركة حمود بوعلام، المنتجة للمشروبات غير الكحولية الخاصة بالاستهلاك الداخلي.

ويتوقف الخبير دي فرانشيسكي للاشارة الى أن الشركات السويسرية خائفة من الاستثمار في مشاريع سياحية بالجزائر بسبب وجود بعض الخلايا الارهابية التي لطخت السمعة السياحية للجزائر. بالفعل، تحتل الجزائر المرتبة الأخيرة، بين دول أفريقيا الشمالية، ما لا يشجع أي مبادرة سويسرية أم أوروبية لانعاش القطاع السياحي المربح.