رغم سعي هيئة السياحة السعودية إلى تفعيل دور وتنمية السياحة الداخلية وتوطين الأموال المهاجرة التي تغادر خارج الحدود، إلا أن السعوديين لايزالوا يفضلون قضاء إجازاتهم خارجياً بكل أطيافهم عائلات وأفراد، وتشير الإحصائيات إلى تهجير أكثر من 45 مليار دولار مقارنة بـ 3.5 مليار دولار داخلياً.

الرياض: مع ازدياد لهيب الأجواء على السعودية، التي تجاوزت في بعض المناطق الخمسين درجة مئوية، بدأ البعض في المجتمع السعودي بالبحث عن أماكن للاستجمام، منهم من هرب من حرارة الصيف إلى المناطق الجبلية والساحلية في السعودية، ومنهم من فضل المغادرة للسياحة في الخارج هرباً من جحيم الصيف والأسعار التي يرون أنها دوافع للبحث عن الاستجمام والاستمتاع بعيداً من حدود وطنهم.

وعن المناطق والدول التي يفضلها السعوديون للاستجمام والسياحة قال خالد باوزير في مدير إحدى الوكالات السياحية في حديث لـquot;إيلافquot; إن من الدول التي عرفت إقبالاً كبيراً في الآونة الأخيرة من قبل العائلات السعودية هي ماليزيا، حيث تفضل العائلة السعودية تمضية عطلتها في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وتسلق الجبال لمحبي المغامرات، وتوفير أماكن الترفيه لهمquot;. وأضاف باوزير أن هناك توجهاً كبيراً للسياح الشباب عربياً بقضاء الإجازات في كل من المغرب ومصر. وأوضح خالد باوزير أن أسباب تفضيل الشباب لكل من المغرب ومصر هو لتوافر أنواع عديدة له من الترفيه من دور السينما والمقاهي والسهرات الليلية التي تستهوي عادة غالبية الشباب.

وأضاف باوزير أنه يوجد توافد على العواصم الخليجية، وخصوصاً دبي، التي شهدت عزوفاً هذا العام بسبب الأجواء الحارة، وأضاف أن لبنان من الوجهات المهمة لدى السائح السعودي، التي بدأ التوافد إليها أقل مما كانت عليه سابقاً، بسبب ارتفاع الأسعار في موسم الصيف، الذي يكون فيه لبنان عادة مركزاً لجذب السياح الخليجيين.

وعن السياحة الداخلية قال خالد باوزير quot;إن السياحة السعودية هي سياحة بكر، تتميز بالنقاء والأمان، ومازالت تسعى إلى التطورquot;. وأوضح أن البعض من العائلات والشباب الذين يتعذر سفرهم للخارج يقصدون المدن السعودية، حيث يتجهون إلى السياحة الداخل باتجاه البعض من المناطق الجبلية التي تتسم بالأجواء الباردة نسبياً عن المناطق الأخرى داخل السعودية.

وأضاف أن السياحة الخارجية هي الأكثر طلباً من السعوديين، وأيّد خالد باوزير الدراسات التي أجرتها هيئة السياحة والتي استنتجت زيادة الطلب على السياحة بالسعودية بشكل ملفت في السنوات الأخيرة. وبرر باوزير ذلك بأنه يعود للجهود التي تقوم بها هيئة السياحة من إعلانات وبرامج وأسعار مناسبة. وأكد أن للأزمة العالمية وارتفاع الأسعار دوراً مهماً في جعل السعوديين يفكرون في التوجه إلى الداخل.

وبدأ الموسم السياحي السعودي متأخراً مقارنة بالأعوام السابقة، الذي يرى العديد من المستثمرين في السياحة الداخلية السعودية أن قرب شهر رمضان، وهو الشهر الذي تشهد فيه المناطق الدينية في مكة والمدينة نشاطاً كثيفاً من الزوار والمعتمرين الذين يقصدون الزيارة في هذا الشهر من السنة فرصة لجذب الزوار نحو المناطق الداخلية القريبة من منطقتي مكة والمدينة.

وبرغم توقعات تفاؤلية للموسم السياحي وفق ماتراه هيئة السياحة فسيبلغ حجم الإنفاق على السياحة في الداخل (3.5) مليار دولار مقارنة بـ (3) ملياراً للعام الماضي. إلا أن حجم السياحة الخارجية وفقاً للسياح السعوديين ربما تفوق 45 مليار ريال قياساً على بعض الدراسات من قبل شركة laquo;يوروموني أنترناشونالraquo; المتخصصة في تحليل الأسواق الاستهلاكية، التي أوضحت أن السعوديين الأعلى في صدارة ترتيب الإنفاق السياحي في عدد من الدول السياحية، وتأتي ماليزيا ومصر الأكثر قصداً للسياحة بحجم إنفاق بلغت نسبته الكلية 21 % من إجمالي الإنفاق السياحي العربي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2010.

ورغم سعي هيئة السياحة والآثار السعودية إلى جذب استثمارات السياحة الداخلية، التي أعلنت فيها عن الحجم المتوقع للسياحة الداخلية، إلا أن العديد يرى أن مهرجانات الداخل تستهدف أصحاب الدخول المتوسطة والمحدودة بعكس أصحاب الدخول العالية الذين يتجهون نحو الخارج لقضاء صيفهم والإنفاق بصورة أكبر مما عليه السياحة الداخلية وفق الإحصائيات.