يستغل سكان قطاع غزة فترة الهدوء النسبي في التنزه والاستمتاع بالأجواء الصيفية، وإحداث حراك على صعيد السياحة الداخلية بعد عامين من الحرب وأكثر من 4 أعوام من الحصار والانقسام السياسي، وتهرب كثير من الأسر الغزية من انقطاع الكهرباء وواقع الفقر والبطالة واللا أفق السياسي وخارطة الطريق مبهمة الملامح، إلى الأماكن السياحية التي أقيم معظمها على شاطئ بحر غزة.

ميرفت ابو جامع من غزة: ويعد شاطئ بحر غزة وجهة الغزيين الوحيدة لغسل روحهم المنهكة من تعقيدات الواقع السياسي الذي انعكس على حياتهم وصبغها بألوان قاتمة، في ظل إغلاق المعابر وقطع الطريق على السياح الأجانب في الدخول إلى قطاع غزة وكذلك سكان غزة من السياحة في الضفة الغربية والقدس والى بلدان العالم.

وبحسب مسؤول في وزارة السياحة والآثار في غزة فإن أكثر من 25 منشأة سياحية أقيمت بعد الحرب على قطاع غزة ما بين منتجع سياحي quot; 10 منتجعات quot;ومدن ملاه ومطاعم وشاليهات تمت إعادة تشغيلها بعد تعطلها . عدا المواقع الأثرية التي جرى ترميمها وافتتح بعضها، ومنها قصر الباشا وغيرها.

ويقول مدير دائرة السياحة في حكومة غزة رزق الحلو تقوم وزارته بتشجيع هذا الحراك وتسهل عمل المستثمرين من اجل تفعيل السياحة الداخلية، خاصة في ظل اغلاق المعابر امام السياح الأجانب للدخول إلى قطاع غزة ، لافتا انه منذ عام 2000 لم يدخل أي وفد سياحي إلى القطاع بسبب أحداث الانتفاضة والأحداث السياسية المتلاحقة .

واشار مدير دائرة السياحة في الوزارة إلى أن الغزيين استغلوا فترة الهدوء والاستقرار الأمني، ولجأوا إلى الاهتمام بالسياحة الداخلية،التي لا تحتاج إلى معابر أو حدود ، مشيرا الى افتتاح العديد من المشاريع السياحية الاستثمارية ،منها ما أقيم على شاطئ بحر غزة وهو وجهة السكان من اجل التمتع بالصيف مرجعا ذلك إلى أن غزة متعطشة للاصطياف والتنزه وللتفريغ الداخلي بعد أعوام من الحصار والحرب والاعتداءات المستمرة بحقهم .

وتعرض قطاع السياحة في الحرب الأخيرة في يناير الماضي 2008 إلى التدمير والهدم ويشير الحلو إلى أن 80 منشاة سياحية تعرضت للهدم والتدمير الجزئي والكلي خلال فترة الحرب.

ويؤكد الحلو أن الحصار اكبر معوق للسياحة في قطاع غزة ويضيف :quot; لو رفع الحصار سيتغير الوضع ونشهد حراكا على الصعيد الداخلي والخارجي، لافتا إلى أن غزة بلد سياحي جذاب وفيها مميزات تؤهلها لذلك يبرز منها quot; المناخ المعتدل والبعد الديني والثقافي للمدينة التي تحوي كنزا من التراث والتاريخ .

ويبحث سكان غزة عن الترفيه والتنزه للملاهي والمنتزهات أكثر من الأماكن الأثرية إذ تحظى باهتمام اقل منهم كما أن بعضها بحاجة الى تأهيل و ترميم و اهتمام اكبر من قبل وزارة السياحة والآثار بعد اهمال لحقها سنوات ، فضلا عن غياب التوعية بأهمية السياحة لتلك الأماكن الأثرية.ويشير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن 47.9%، من الأسر في قطاع غزة نفذت رحلة محلية بهدف الاستجمام والترفيه خلال العام 2009 ، في حين بلغت الأسر التي نفذت رحلة خارجية 0.7%.

وافتتحت في القطاع عدة مشاريع استثمارية واقتصادية تدعمها حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ حزيران 2007 وحضر افتتاح معظمها قيادات من الحركة ، وافتتحت في مايو الماضي مدينة بيسان السياحية التابعة لوزارة داخلية حكومة حماس والتي أقامتها على مساحة 270 دونما،وكذلك منتج كريزي ووتر السياحي ومطعم سماء غزة .ومؤخرا مول غزة التجاري وهو الأول في قطاع غزة ،وعدة منتجعات تتبع لرجال أعمال غزيين ولمؤسسات محسوبة على الحركة .

ويعد منتج كريزي ووتر بلاك احد المنتجعات السياحية التي انشأت في غزة قبل عدة أشهر لخمسة رجال أعمال غزيين، وهو يضاهي بحسب القائمين عليه منتجعات سياحية دولية .

ويضم المنتجع الذي يقوم على مساحة 15 دونما زراعيا في منطقة الشيخ عجلين بالقرب من شاطئ بحر غزة بحسب المدير العام للمنتجع وأحد المستثمرين في المشروع سمير السعد 4 مسابح ونافورة quot;خيمة مائيةquot; وغرف فلاتر ومجرى مائي وابرز ما يميزه ابراج التزلج التي تقع على ارتفاعات، ومطعم يقدم الوجبات لمرتادي المنتجع وبيت شعر من الفن الشعبي الفلسطيني يحتوي على خيام مفروشة ببسط ووسائد تراثية ويضم الأدوات التراثية التي استخدمها الفلسطيني القديم في حياته السابقة ، ويقوم بالإشراف عليه الفنان الشعبي صاحب الربابة زياد ابو عوض ويضيف السعد :quot; ارتأينا في تصميم المنتجع الذي يضاهي منتجعات دولية أن يجمع الماضي بالحاضر عبر تخصيص زاوية للتراث الفلسطيني وأجواء البادية القديمة بحلوها وربابتها..
و تبلغ قيمة تذكرة الدخول للمنتجع quot; 10 شواقلquot;ما يعادل 2دولار ونصفquot; للكبار ومجانا للأطفال ٌاقل من 6 سنوات .ويقول السعد إن أعلى معدل دخول يومي للمنتجع وصل إلى 1000زائر .

ويشير المواطنون إلى أن أسعار دخول المنتجع غالية أسوة بالحياة التي يعيشها سكان قطاع غزة ما تجعل فئة محدودة من ذوي الدخل المرتفع يمكنهم التنزه فيه، إلا أن السعد يرى أن أسعارهم متواضعة و تناسب كافة فئات المجتمع، مقابل الخدمات الجيدة التي يوفرها المنتجع للمرتادين.

ويقول رامي عيد ويعمل موظفا في السلطة أي مشروع ترفيهي ينجح في غزة ، لقلة هذه الاماكن وحاجة الناس لها ويضيف عيد الذي يتنزه في منتجع كريزي ووتر بصحبة اسرته الصغيرة quot; المكان جميل هنا ، ولكن أسعاره غالية لن استطيع ان اتردد باستمرار هنا ولكن يوم واحد للتنزه في العام يكفيquot; .

والى جانب كريزي ووتر افتتحت عدة منتجعات سياحية ومدن للملاهي في مختلف محافظات قطاع غزة من أقصى شماله حتى جنوبه ، لرجال أعمال فلسطينيون استطاعت أن تفعل الحياة بغزة رغم الحصار المستمر على القطاع حيث لازالت اسرائيل تمنع دخول مواد اليناء الاساسية اليه وهو ما يثير حنقة السكان الذين ينتظرون بفارغ الصبر في اعادة بناء ما دمرته الحرب الاسرائيلية والذين يبلغ عددهم نحو 6000 أسرة.