بشكل هستيري لا يلقي إلا بنار الأسعار، تتصاعد حمى الشراء في الجزائر قبيل أيام عن حلول شهر رمضان المعظم، حيث يبدي متابعون استغرابهم إزاء قوافل المتسوقين الذين راحوا يتنافسون على اقتناء الأواني والأجهزة الكهرومنزلية، وكأنهم بصدد تأثيث بيوتهم للمرة الأولى.
الجزائر: quot;أمر محيّر فعلاًquot; بهذه العبارة قابلنا أحد التجار بالسوق الشعبية لحي باب الوادي، الازدحام هناك في ساعات النهار لا يُطاق، والوجود النسوي كان بارزًا للعيان، وعلى الرغم من أنّ الوقت كان يمضي بسرعة نحو الغروب، إلاّ أنّ الرجال كما بنات حواء بقوا في مجيء ورواح غير مُنته.
ليس بعيدًا وفي سوق quot;الروتشارquot; المجاور، سأل أحد التجار إحدى زبوناته التي كانت منهمكة في اقتناء أصناف من الأواني:quot;سيدتي يبدو أنّ منزلك يفتقر لأغراض الطبخquot;، فأجابته المعنية: quot;إنها عادة تجديد كل ما هو في المطبخ، لأنّ رمضان نكهته مميّزةquot;، هذا التجديد تراه سمية، خديجة وفاطمة وغيرهنّ من ربات البيوت عاديًا ومحبّبًا تبعًا لما يقتضيه العرف المحلي من quot;تغيير يليق بمقام الضيف الكبيرquot;، حتى يدخل هذا الشهر الفضيل على السكان المحليين بالحلاوة والخير والبركة، مثلما تعلّق الحاجة زهية.
من جهتها، تشهد أسواق التوابل والفواكه، إقبالا ملحوظا على هذه المواد، على الرغم من الغلاء الفاحش لفاكهتي البرقوق والعنب المجفف، في وقت تهتم السيدات بشراء كميات من الرقائق وكذا بهارات قرفة العود والفلفل بنوعيه الأسود والأحمر والكمون والكروية التي يتم اقتنائها من طرف ربات البيوت في شكل حبات ليتم بعد ذلك تنقيتها وغسلها وشرحها لأشعة الشمس، ثمّ طحنها وذلك للمحافظة على عبقها ورائحتها الزكيةquot;.
هذا الواقع وجد فيه الكثير من التجار فرصة سانحة للربح بعد أن لجأ العديد منهم إلى تغيير أنشطتهم وجعلها تتماشى والمتطلبات الظرفية لمواطنيهم، ويُتوقع أن يستمر هذا النسق إلى غاية الساعات الأخيرة من شهر شعبان، ليتولى من يُعرفون محليًّا بـquot;التجار الموسميينquot; إلى ممارسة نشاط آخر، سيخص الأغراض المدرسية على أهبة افتتاح الموسم الدراسي المقبل، قبل أن يأتي الدور على الألبسة مع اقتراب حلول عيد الفطر.
التعليقات