البورصة المصرية تتكبد خسائر كبيرة

إستمراراً لمسلسل الخسائر التي تشهده سوق المال المصرية منذ فترة، ووصلت حدته إلى أقصى درجاته في الأيام الماضية، شهدت السوق خسائر جديدة إثر أحداث ماسبيرو والتي شهدت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن وأسفرت عن وفاة 24 من الجانبين وإصابة المئات.


القاهرة: كبّدت أحداث ماسبيرو سوق المال المصرية خسائر فادحة قدرت بـ5.3 مليارات جنيه على خلفية الاشتباكات التي وقعت ليلة أمس الاثنين بين متظاهرين أقباط و قوات الأمن والجيش المصري وقد عصفت تلك الأحداث بمؤشرات البورصة خلال تعاملات أمس الاثنين، وشهدت جميع المؤشرات تراجعًا حادًا خلال بداية التعاملات، وصلت قيمة الخسائر فيها لأكثر من 10 مليارات جنيه، ثم عادت البورصة لاحتواء الأزمة وتحسن أداء المؤشرات بفضل عمليات شراء من قبل المستثمرين المصريين، وتقلصت الخسائر إلى النصف تقريبًا في نهاية التعاملات لتصل إلى 5.3 مليارات جنيه وقد أعزى المحللون والخبراء هذه المؤشرات إلى الحالة غير المستقرة للبلاد من الناحية الأمنية والسياسية والتي تتخللها أحداث عظيمة بين الحين والآخر.

تعليقاً على الأحداث يرى ماجد شوقي - الرئيس السابق لمجلس إدارة البورصة المصرية - أن مؤشر البورصة وأسعار الأسهم أصبحت تتعلق في الآونة الأخيرة بالأحداث الجارية خاصة في ما يتعلق بالأمن والأحداث السياسية وقال شوقي لـquot;إيلافquot; إن حالة السوق المصرية كانت ترتبط أكثر بالقرارات الاقتصادية وحالة الشركات ولكن الآن بحكم الحالة التي وضعت فيها البلاد أصبحت أية أخبار أو أحداث تؤثر سلبا في أداء السوق ونحن في فترة مليئة بهذه الأحداث منذ اندلاع ثورة يناير وجاءت أحداث ماسبيرو لتضاعف خسائر سوق المال التي تعاني أصلا نزيف خسائر مستمرا منذ عدة أيام وأضاف شوقي أن هناك عددا كبيرا لا يأمن ما ستؤدي إليه الأحداث ما يدفعهم للهرولة في بيع الأسهم وهذا ما حدث في بداية جلسة التداول أمس حيث هرع الأجانب إلى عمليات بيع ضخمة أدت في النهاية إلى هبوط المؤشرات بشكل مخيف ووصلت معه الخسائر إلى 10 مليارات جنيه من القيمة السوقية للسوق.

وأشار شوقي إلى أن الأمس كان من المنتظر أن يكون بداية نهاية فترة الخسائر التي تمر بها البورصة إلا أن الأحداث الدامية ليلة أمس أدت إلى استمرار النزيف ولولا تدارك المستثمرين المصريين الذين قادوا عمليات شراء في منتصف الجلسة الختامية لتضاعفت الخسائر ولكنهم استدركوا جزءا كبيرا منها وصل إلى النصف تقريبا ، وأوضح شوقي أن المتابع لسوق المال أمس كان يلاحظ أن أول نصف ساعة من التداول شهدت ثباتا في قيمة الأسهم القيادية وصعود معظمهما ولو حيدت تلك الفترة لكانت مؤشرات السوق قد اكتست باللون الأخضر في آخر الجلسة.

وتوقع عوني عبد العزيز، رئيس شعبة الأوراق المالية في القاهرة، أن يعود الاستقرار للسوق بشكل سريع بعد هدوء الأمور والسيطرة على أزمة ماسبيرو وأن التراجع الكبير الذي شهدته السوق صباح الاثنين هو أمر طبيعي ومتوقع ولكنه لحظي لا يؤثر على المدى الطويل وأشار عوني إلى أن دور الإعلام مهم جدا في طمأنة المستثمرين بدلاً من إثارة البلبلة وتضخيم الأمور ودعا المستثمرين إلى التروي وعدم الانسياق وراء الأخبار والأحداث لأن هذه الأمور لا تلبث أن تنتهي ويعود الهدوء والاستقرار وأشار إلى قدرة البورصة المصرية على استيعاب الأحداث السيئة ولكن ذلك ينقصه الوعي التام من المستثمرين والسعي إلى دعم السوق التي تعاني نقصا في السيولة لم تشهد مثله من قبل.

وقد نادت بعض الآراء بإغلاق البورصة ووقف التداول على الأسهم إلا أن الدكتور أشرف الشرقاوي - رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية على سوق المال - أكد أنهلا نية لذلك طالما لن تستدعي الضرورة وأوضحأن هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى انهيار البورصة، لذا لم تتمالاستجابة للمطالبات التي انهالت من جانب العاملين والمتعاملين في سوق المال، لوقف الإجراءات الاحترازية في البورصة المصرية كي تقوم بدورها في حماية السوق من الانهيار.