نهى أحمد من سان خوسيه: في الأرجنتين توقف المنتجون الزراعيون منذ اليوم عن التجارة بالحبوب وبيعه الى الاسواق الداخلية وتصديره الى الخارج، وذلك لمدة اسبوع كامل من اجل التعبير عن رفضهم للقوانين التي وضعتها الحكومة على تصدير القمح وحبوب الصويا والذرة.

جاء هذا الامتناع تلبية لنداء رابطة المزارعين في الارجنتين ذات النفوذ القوي، التي تمثل المزارعين الكبار في بلد من اكبر الدول تصديرا للحبوب وخصوصًا القمح.

وكانت حكومة الرئيسة كريستينا فرناندويس قد ابلغت رابطة المزارعين عن طريق سكريتارية مراقبة التجارة والتصدير الى الخارج اجراءها الذي ينص على وقف تصدير الحبوب بعدما تجاوزت الكميات التي صدرت العام الماضي الحد الاقصى المحدد له. والهدف من ذلك احداث استقرار للاسعار في الاسواق الداخلية وحماية المزارعين والمنتجين الصغار الذين يشكلون النسبة الاعلى، وينتجون ما يعادل الـ50 % من الحبوب، حسب قول وزير الزارعة خوليان دومينغس. كما ان الوزيرلا يعرف سبب الاضراب بعد الاتفاق الذي ابرم قبل عامين.

من جهته اكد رئيس رابطة المزارعين هوغا بيولكادي ان هذا الاضراب ووقف بيع الحبوب لن يؤثر على احتياجات المواطنين، ولن يسبب شح كميات الحبوب، وخاصة القمح لتوفير من يكفي من الخبز. كما اتهم الحكومة بانها تتدخل كثيرا في الاقتصاد الذي يعتبر قطاعا حرا، وتقضي بذلك على امكانيات المنافسة لدى المزارعين.

وكما هو معروف فان رابطة المزارعين الكبار في الارجنتين تتعامل مع شركات دولية كبيرة منها شركة كارغيل الاميركية وتصدر لها الحبوب بكميات كبيرة، ما جعل السوق الداخلية في السنوات الاخيرة تشهد ارتفاعا في اسعار كل المواد التي تعتمد على الحبوب.

يذكر أن هذا هو ثاني اكبر اضراب للمزارعين الكبار تواجهه الارجنتين، وكان الاول عام 2008 ضد حكومة الرئيس الراحل وزوج الرئيسة الحالية نوستر فرنانديس، حيث فرض اجراءات صارمة لتنظيم تصدير حبوب الصويا وغيرها، منها فرض ضرائب تصدير عالية عليها، ما ادى الى ارتفاع اسعارها في الاسواق العالمية.

وتحاول الحكومة الارجنتينية عبر هذا الاجراء الذي وضعته ايضا مراقبة سعر الحبوب في الاسواق الداخلية الذي يتحكم به المزارعون الكبار، ما سبب في ارتفاع مواد غذائية اساسية منها الخبز، وهذا انعكس على وضع المزارع الصغير الذي لا يستطيع منافسة انتاج المزارعين الكبار.