يتهم العديد من نواب المعارضة في الارجنتين الرئيسة الارجينيتية كريستين فرننديس دي كيرشنر بانها اقرت اجرائين مفاجئين بداية هذا العام من اجل تسديد ديون بلادها لصندوق النقد الدولي، لكنها تجاهلت تماما المودعين من الارجنتين وخارجها الذين استثمروا في سندات الحكومة وخسروا اموالهم نتيجة عمليات مضاربة وسرقات منذ عهد الرئيس الاسبق كارلوس منعم في ثمانينات القرن الماضي الذي ورثها من الانظمة الدكتاتورية في نهاية السبيعنيات واهملتها الحكومات المتتابعة.


سان خوسيه: كانت الرئيسةالأرجنتينيةقد اخذت 6،6 مليار دولار من الاحتياط النقدي في المصرف المركزي الارجنتين من اجل ايفاء قروض بلادها لصندوق النقد الدولي، وتباهت يومها بانها تمكنت حتى قبل حلول موعد الاستحقاق نهاية هذا العام من دفع كامل القروض مع الفوائد المترتبة عليها، لكنها لم تات على ذكر قضية المودعين وتصل قيمة استثماراتهم الى اكثر من 15 مليار دولار.

وفي العام الماضي تمكن احد الصحفيين الارجنتيين وهو ايضا واحد من المودعين من الحصول على معلومات بناءا على بحوث اجراها تؤكد على ان المتورطين في فضيحة المستثمرين في السندات الحكومية هم الحكومة الارجنتنية نفسها وعدد من المؤسسات المالية الارجنتينية الكبيرة وصندوق النقد الدولي نفسه ومصارف في اميركا الشمالية ومصرف الاحتياط الاميريكي، لكن ذلك لم يمنع المحكمة الاتحادية الارجنتينية من ان تعلن عام 2000 بان الديون باطلة ، وطالبت مجلس الشيوخ الاعتماد على قرارها ومعالجة القضية، ثم اعلنت الحكومة عام 2001 انها غير قادرة على الدفع، ما دفع مستثمرين اشتروا سندات الدولة ايضا من المانيا وايطاليا واليابان الى رفع دعاوى لمصادرة املاك الدولة الارجنيتين المتواجدة في الخارج.

واعترفت مصادر رسمية الان بان الرئيسة كريستينا تعرضت لمواقف غير مستحبة عندما كانت تزور معرض الكتاب في فرانكفورت الشهر الماضي وكانت بلادها ضيف المعرض. فبناء على دعوى من محاميي المودعين الالمان الذين يطالبون باموالهم التي استثمروها في سندات الحكومة الارجنتينية، دخل موظفو محكمة الحجز الى الاجنحة الارجنتينة، لكن اتضح لهم ان المعروضات ليست ملكا للحكومة الارجنتينة بل ملكا لاشخاص. وتأكد المعارضة الارجنتينية ان ملاحقة ممتلكات كبار المسؤولين الارجنتين ناشطة في كل انحاء العالم، ويتم البحث عما اذا كانت هناك حسابات مصرفية لهم وبالاخص لرئيسة الجمهورية، او ممتلكات غير منقولة مثل المباني.

ويحاول المودعون الان التركيز على الممتلكات المتحركة للدولة مثل الطائرات، حيث خشي الرئيس الاسبق كرشينر عام 2003 من مصادرة طائرته التي كان يريد السفر فيها الى هامبورغ من اجل حضور مؤتمر الدول الايبرية الاميركية، فحضر بطائرة عادية، وحدث نفس الشيء قبل ثلاثة اعوام عندما استقل الفريق الوطني الارجنتيني طائرة للمشاركة في المونديال، وحاول قاضي الحجز في المانيا مصادرة الطائرة لكن اتضح بانها ليست ملكا للحكومة.

وكان المودعون المطالبون باموال قد نظموا عام 2003تجمعا في الولايات المتحدة الاميركية بدأوا عبره بالتحرك في كل انحاء العالم من اجل العثور على املاك للحكومة الارجنتينية بهدف حجزها، ما جعل الحكومة تتحرك وتعرض عليهم تعويضات تصل الى 75 في المئة من اموالهم، فكان الرد على ذلك بسيل من الدعاوى ضدها، بحجة ان الارجنيتين تشهد انتعاشا اقتصاديا وهي في وضعية تسمح لها بتسديد ديونها. لكن المشكلة الكبيرة ايضا هي مع النادي الباريسي، الذي اقترضت منه الارجنتين ستة مليارات دولار، وتحاول الرئيسة كريستين مع كل مسؤول اوروبي تلتقيه طلب المساعدة لاعادة جدولة هذا الديون.