لم تكن زيارة ميشيلين كالمي راي الرئيسة السويسرية الى برلين وهياول زيارة لها منذ توليه منصبها، لم تكن من اجل مناقشة امور تقليدية مع المسؤولين الالمان، بل جاءت في وقت يعاني منه النقد الاوروبي الموحد اليورو من مشاكل جامة، فهي البلد الوحيد تقريبا في اوروبا التي مازالت خارج اطار اليورو وليست عضوة في الاتحاد الاوروبي، لكن تجمعها ببلدانه اتفاقيات كثيرة تسهل ايضا العمل لديها.


برلين: قالت كالمي صراحة ان المانيا اول محطة اوروبية لها والامر بتعلق بالدرجة الاولى بشراء جزء من ديون المانيا من اجل حماية مستقبل اليورو. والطرف الذي سوف يشتري الديون هو المصرف الوطني السويسري، لكن ذلك لا يعني مستقبلا اعتماد القانون المعمول به في الاتحاد الاوربي، ولا تبادل المعلومات حول الضرائب وحرية المصارف، فكل حل يطرح يجب ان يحترم سيادة البلد الاخر.

وحسب قولها حيال العلاقة الالمانية السويسرية لم نعد كما الازواج الذين مر على قرانهم سنوات طويلة، وليس لديهم ما يقولونه، بالطبع تجمعنا علاقات قديمة جدا، لكن امامنا الكثير للتحدث عنه ومناقشته ولدينا الكثير كي ننجزه، وقصدت بذلك ان بلاده سوف تساهم في دعم توجه المانيا كي تتمكن من تثبيت النقد الاوروبي، لكنها سوف تبقى خارج اطاره.

وحسب ما تم الاتفاق عليه بين الضيفة السويسرية والمستشارة الالمانية انجيلا ماركل سوف تشتري سويسرا اربعة في المائة من ديون الحكومة الالمانية( اجمالي الديون تصل الى 1809 مليار يورو) ولان ازمة اليورو والقلق على مصير اليورو كانا من المواضيع المهيمنة على المنافشات اكدت الرئيسة قلقها الكبير حيال ذلك لان تداعيات وضع النقد الاوروبي بدأت تلمس في بلادها ايضا. اذا ان اكثر من 8 في المائة من المنتجات السويسرية تصدر الى بلدان الاتحاد الاوروبي، عدا عن ذلك فان الصرف بدأ يتأثر بعض الشيء.

وبررت الرئيسة كالمي راي شراء بلادها لقسم من الديون الالمانية بالقول، يهمنا كثير استقرار النقد الاوروبي، والمصرف الوطني السويسري خصص بضعة مليارات من اجل استقرار السيادة النقدية الاوروبية.

وذكرت بان اساس الاقتصاد السويسري هو القاعدة الثابتة للفرنك السويسري، لذا فان احوال سويسرا جيدة كما هي احوال ميزانتها العامة، الا ان سلبيات تراجع الصادرات الصناعية السويسرية طال بالدرجة الاولى سوق العمل، وهذا ما يجعل سويسرا تعير اهتماما كبيرا لاستقرار سعر صرف اليورو، لذا فان شراء المصرف الوطني ديونا المانية ليس بالامر المثير للدهشة. وفيما يتعلق بالقواعد المصرفية تعلمت المستشارة ماركل بان سويسرا يمكنها ان تفعل اكثر مما تفرضه المعايير الدولية.

واعترفت الرئيسة كالمي راي بانها سمعت من المسؤولين الالمان السؤال الذي يتكرر دائما متى ستصبح بلادها عضوة في الاتحاد الاوربي لكن ردها الدائم هو ان سويسرا من اهم شركاء الاتحاد الاوروبي اقتصاديا وسياسيا وتجمعها مع بلدانه علاقات انسانية وطيدة وابرمت معه 120 معاهدة واتفاقية ثنائية، وبالنسبة لسويسرا فانه من المهم جد ان يكون لها علاقة جيدة مع جيرانها، لكن بالنسبة للسويسريين فان دخول الاتحاد الاوربي او عدم دخوله ليس من الامور ذات الاولية، بل الامر المهم هو كيف يمكنهم المحافظة على مصالح بلدهم بافضل الوسائل والطرق، وهنا اكد مجلس الولايات في سويسرا على ان افضل الوسائل هي التعاون الثنائي مع الجيران.