قد تشكّل توترات الشرق الأوسط مخرجاً للمستثمرين يخوّلهم جني أرباح فلكية من جراء المضاربات المقبلة التي ستعيشها البورصات.


طلال سلامة من برن: تعود المصارف السويسرية وغيرها إلى جني الأرباح، بفضل الأصول السامة، أي تلك الخطرة، المستخدمة في قطاع التمويل العقاري وغيره، والتي كانت تمثّل عبئاً خطراً على ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية حول العالم، والتي يقدر مجموعها الخبراء السويسريون بأكثر من 5 تريليون دولار أميركي إن أخذت في الاعتبار أيضاً قيمة هذه الأصول، التي لم يُعلن عنها بعد رسمياً.

إضافة إلى مراقبة ما يحصل مع المصارف الوطنية في سويسرا إزاء مدى التداول في هذه الأصول، يفيدنا الخبراء السويسريون أن البورصات ستستفيد بدورها من quot;اللعبquot; بالأصول السامة التي ماتت مؤقتاً، وسرعان ما عاد لمعانها إلى عهد مخالب مصرف quot;ليمان براذرزquot; الأميركي.

من جانبهم، يفيدنا خبراء بورصة زوريخ أن البورصة الأميركية نمت 7 % منذ مطلع العام الحالي. أي إنها عادت بالفعل إلى عهد مصرف ليمان براذرز. أما الأسواق الأوروبية، فإنها تقترب من عتبة النمو هذا، برغم خوضها مجموعة من التقلبات المخيفة أخيراً.

يكفي النظر، مثلاً، إلى مؤشر (FtsEurofirst 300)، الذي نمت قيمته، بفضل معاودة التداول بالأسهم السامة، بنسبة 87 % اليوم مقارنة بأدنى مستوى له في مارس (آذار) من عام 2009. ورغم أن هذا المؤشر انتعش بفضل سلة الحوافز المقدمة من بعض المصارف المركزية بيد أن الأصول السامة هي التي ردعت انهياره، سوية مع مؤشرات أخرى، من جراء ارتفاع معدل البطالة الأميركية والديون السيادية الأوروبية.

في سياق متصل، يشير البروفيسور إيرازمو بيللي من جامعة لوغانو السويسرية، لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن التوترات القوية، التي قد تشعل أكثر من حرب أهلية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، ستكون بكل quot;وقاحةquot; مخرجاً للمستثمرين ستخوّلهم جني أرباحاً فلكية من جراء المضاربات المقبلة التي ستعيشها الأسواق كافة في منطقة الشرق الأوسط.

هنا، يتوقف البروفيسور بيللي للإشارة إلى أن التجارة بالأسلحة والمخدرات ستقف كذلك وراء أصول سامة quot;خطرةquot;، لن تتأخر بعض المؤسسات المالية عن طرحها للبيع بوساطة برامج استثمارية مهندسة بأذكى الطرق. ما سيدرّ عليها وعلى المستثمرين في أسهمها ملايين، لا بل بلايين الدولارات.

علاوة على ذلك، ينوه البروفيسور بأن مراقبة أوضاع البطالة الأميركية أو مردود سندات الخزينة الأميركية أو الألمانية أو تلك quot;المحيطيةquot; الصادرة من الحكومات الأوروبية المتأزمة مالياً، لم تعد الشغل الشاغل لشرائح واسعة من المستثمرين. فالمراهنة على أسواق تلك الدول، الغارقة في أوضاع سوداوية، المتعلقة بالغذاء والمال والطاقة والأسلحة وغيرها، هي الهدف الرئيس لهؤلاء المستثمرين خلال العام الحالي.