عاشت الأسواق المالية العالمية حالة من الغيبوبة السريرية المؤقتة، في الأسبوع الماضي، لم تكن لها تداعيات كارثية، لحسن الحظ، باستثناء أوروبا الضعيفة التي تأثرت بورصاتها، على عكس وول ستريت، مباشرة بتباطوء الانتعاش الاقتصادي، في ألمانيا.

برن (سويسرا):بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، رصد الخبراء اقبال المستثمرين على مراقبة ما يجري بأميركا، عن كثب، لا سيما خطوات المصرف الاحتياطي الفيدرالي الجاهز لحقن الأسواق بجرعات جديدة من السيولة المالية. بدوره، يتابع الاحتياطي الأميركي تذبذبات سعر الين الياباني واليوان الصيني في أسواق التداولات بالعملة. بمناسبة التغييرات التي طرأت على اتفاقية بازل 3، التي تعطي المصارف فترة زمنية مداها ثمانية أعوام للتقيد بمتطلبات الثروات المصرفية التي هندسها حكام المصارف المركزية، زادت قيمة المؤشر quot;ستوكسquot; (Stoxx) حوالي 1.7 في المئة. يذكر أن مؤشر ستوكس يوروب (Stoxx Europe) الذي يحتضن 600 سهماً يتبع كل واحد منها شركة مساهمة مختلفة، قفزت قيمته 4 في المئة منذ مطلع العام. وبفضل نمو الانتاج الصناعي بنسبة 14 في المئة وارتفاع مبيعات التجزئة بنسبة 18 في المئة نجحت الصين في تبديد الشكوك الدولية بشأن تآكل قوتها الاقتصادية.

في سياق متصل، تشير الخبيرة مارسيا ريديلي، في بورصة زوريخ، الى أن عوارض التباطوء استهدفت الأسواق المالية الأوروبية من جراء التدهور، غير المتوقع، في مؤشر (Zew) الألماني. ما جلب معه غيوماً سوداء حول مستقبل الاقتصاد الالماني. علاوة على ذلك، تشير الخبيرة رديلي الى أن الانتاج الصناعي لمنطقة اليورو غرق مؤخراً بسبب الأوضاع السلبية للسلع الدائمة. وبالنسبة لمبيعات التجزئة، ببريطانيا، فان أوضاعها ليس أفضل من تآكل المؤشر الألماني!

وفي مطلق الأحوال، نجحت البورصات الأوروبية في الامساك بالدفة بمساعدة نتائج شركتي أوراكل وريم المنتجة لهواتف بلاكبيري. بيد أن الأخبار المأساوية المتأتية من ايرلندا، شبه المفلسة، ساهمت، وفق رأي هذه الخبيرة، في حذف جزء كبير من الأرباح التي حققتها البورصات. كما أن تدخل المصرف المركزي الياباني، لاسكات زيادة قيمة الين الياباني(أمام الدولار الأميركي) الضارة للشركات المصدرة، ساعد في حفز مردود سندات الخزينة الأميركية، على المدى القصير.