لا يستبعد الخبراء أن تضحي الشوكولاته، قريباً، مادة أولية فاخرة تتنافس مع الذهب الأسود.
برن: لا بد من كل مستهلك، حول العالم، أن يلجأ الى quot;حقنةquot; من الشوكولاته، يومياً، كي يتمكن من تحمل أعباء الكساد الاقتصادي الذي يتجدد مع كل أزمة تعصف بالدول.
في الوقت الحاضر، يتم تصنيف الشوكولاته بمنتج ينتمي الى مجموعة السلع المعروفة باسم (soft commodities). ولا يستبعد الخبراء أن تضحي الشوكولاته، قريباً، مادة أولية فاخرة تتنافس مع الذهب الأسود، أي النفط! فالطلب المتنامي عليها، من جانب الشركات المنتجة، تخطى 2.8 مليون طن، سنوياً. كما أن 1.2 مليون طن، من هذا المجموع، تمتصه سويسرا وباقي الدول الأوروبية.
في الأسبوع الماضي، وصل سعر الكاكاو الى 2230 جنيه استرليني، في الطن. ويعزي الخبراء هذا الارتفاع الى تغييرات مناخية طرأت على عدة مناطق، حول العالم. ما جعل زراعة شجر الكاكاو صعبة في أفريقيا الجنوبية، خصوصاً. بالنسبة لساحل العاج، فان حكومته، اعتماداً على خلفيات سياسية، قررت وقف صادرات الكاكاو، مؤقتاً، مع أن الأخير يمثل 40 في المئة من صادرات هذه الدولة الأفريقية.
في سياق متصل، يشير المحلل جان باتيستا ماتاريزي لصحيفة ايلاف الى أن التقلبات في الطقس التي تضيف الصعوبات الى زراعة شجر الكاكاو، التي تتطلب عناية فائقة كي تبدأ الانتاج بعد 3 الى 5 سنوات، تثير بعض القلق في أوساط منتجي الشوكولاته المحليين. على صعيد سويسرا وحدها، فان الحجم الانتاجي قفز 25 في المئة، في السنوات الخمس الأخيرة. من حيث أسعار البيع، يشير هذا المحلل الى أنها زادت حوالي 33 في المئة.
علاوة على ذلك، ينوه المحلل ماتاريزي بأن بذور الكاكاو سقطت، في الأعوام الأخيرة، ضحية مضاربات ضخمة في الأسواق المالية. كما عملت هذه المضاربات على تجميد ملايين الأطنان من احتياطات الكاكاو، في برادات خاصة، لاعادة بيعها لاحقاً، في الوقت المواتي بأسعار خيالية. في ما يتعلق بالسيناريوهات المستقبلية، يتوقع هذا الخبير أن يتم استهلاك الشوكولاته، عالمياً، اعتماداً على النوعية. وبالنسبة لسويسرا، فانها تشتري أفضل الأنواع من الاكوادور وتانزانيا والبيرو ومدغشقر. لذلك، فان قرارات ساحل العاج لن تطال مباشرة المنتجين السويسريين.
التعليقات