صورة توضيحية لبكتيريا quot;اي اتش اي سيquot;

سبب إنتشار بكتيريا quot;اي اتش اي سيquot; التي تؤدي إلى التهابات معوية للانسان عند تناول الخضروات من دون طبخ، إلى خسائر لا تحصى للقطاع الزراعي في ألمانيا، حيث إن أطنانًا من الخضروات تتلف يومياً بسبب تكدّسها وعدم القدرة على تصريفها.


برلين: على الرغم من مرور عشرة أيام على انتشار بكتيريا quot;اي اتش اي سيquot; التي تسبب التهابات معوية للانسان عند تناول الخضروات من دون طبخ، وأودت حتى الآن بحياة عشرة اشخاص، لم يعرف بعد مصدرها او هل مصدرها المانيا؟

وكان الاعتقاد السائد في البداية أن هذا الوباء سوف يحصر بسرعة بعد اكتشاف اول اصابة في شمال المانيا، لكن بعد تزايد عدد الاصابات وحدوث وفيات اصبح الحديث اليوم عن وباء خطر تحمله بعض أنواع الخضار منها الخيار والخس على أنواعه، ويجب غسلها جيدا قبل تناولها ومن الأفضل عدم تناولها نيئة.

إلا أن أخبار هذه البكتيريا الخطرة وعدم تمكن السلطات الالمانية من تحديد مصدرها، وقيل في البداية إن المصدر شمال المانيا ويتردد الان انههولندا واسبانيا، جعلت الناس يمتنعون عن شراء هذه الانواع من الخضروات التي اضيف اليها الفلفل والبندورة، والحديث اليوم عن احتمال نقل اللحوم هذا الوباء الى الانسان اذا ما تم تناولها بشكل نيء.

وسبب التخوف من هذه اللحوم تواجد بكتيريا اي اتش اي سي في امعاء البقر والماعز والاغنام وبعض انواع الحيوانات البرية كالخنزير البري وهي ضارة اذا ما دخلت جسم الانسان. وزاد إحجام الناس عن تناول الخضار واللحوم ان اغلب الضحايا من النساء والاطفال، وعدد الاصابات التي سجلت حتى الان تتجاوز ال 1200 و11حالة وفاة في كل المانيا.

ولقد أدى هذا التطور الخطر الى اصابة قطاع المنتجات الزراعية بخسائر لا يمكنه حصرها الان لكن تعد بالملايين ما جعل المزارعين يخشون اصابة الموسم بالدمار، وبالاخص الخضروات الموسمية التي يكثر بيعها اليوم مثل الخيار والخس والبندوره، والمشكلة الاخرى التي تواجههم ايضا اذا لم يتم بيعها او تصريفها فكيف بالامكان إتلافها.

ولا يبدي غيرد زونليتر مسؤول في المكتبالاتحادي لرابطة المزارعين الالمان تفاؤلا ويقول يهدد القطاع الزراعي الالماني كارثة حقيقية، فبكتيريا اي اتش اي سي لم يعرف حتى الان مصدرها ما يجعل المستهلك يمتنع عن شراء اي منتج تدور الشكوك بانه يحمل هذه البكتيريا ايا كان مصدره خوفا على حياته.

واول تقدير للخسائر التي مني بها هذا القطاع تتعدى المليون يوميا. وزاد الخوف بعد اكتشاف العلماء هذه البكتيريا على اوراق الخس المستورد من اسبانيا، لكن الاسبان ينفون وجود مثل هذا الوباء لديهم ويريدون رفع دعوى ضد المانيا لدى الاتحاد الأوروبي.

كما انتقد بعض وسائل الاعلام لأنها تنشر أخبارًا مبالغًا فيها، ما جعلت المستهلك يضع كل انواع الخضروات واللحوم على قائمة المواد المحظور تناولها، وهذا لم ينقذ مزروعات البيو التي منيت ايضا بخسائر بالملايين.

وحسب قول يوخين فينهوف مدير ادارة مجموعة مزارع الخضروات في فرانكفورت فإن اسواق الخضروات بالجملة ( الحسبة) التي يتم فيها فجرا بيع المنتجات الزراعية، هادئة لان كل انواع الخضروات اصبحت محط شكوك بانها تحمل هذا الوباء، لذا على المزارعين اتلاف منتجاتهم لعدم وجود طلب عليها. وذكر بان احد مزارعي الخس وهو من أكبر المصدرين اضطر امس الى اتلاف 70 الف خسة، بعدم امتناع الفنادق والمطاعم عن شرائها، ويتم حاليا إتلاف الأطنان او عدم قطفها.

ولا يرى فينهوف في الافق نهاية لهذه الكارثة طالما انه لم يحدد مصدر البكتيريا، ما يجعل موسم الخضار لشهري ايار ( مايو) وحزيران( يونيو) مهددًاتماما بالدمار، فهما اهم اشهر السنة التي يتم فيهما بيع الخضروات بشكل عام، وهذا يهدد كيان المزارعين الصغار والكبار على حد سواء.

وسجلت الرابطة الاتحادية للمزارعين الالمان حتى الان تراجعا في مبيعات الخيار والبندورة تجاوز الاربعين في المائة والخس حتى ال90 في المائة للاعتقاد السائد ان بكتيريا اي اتش اي سي تتجمع على اوراقه اكثر من خضروات اخرى، ما دفع المزارعين الى اتلافها بدفنها في الارض، فيما حاول تجار اخرون استيراد هذه الانواع من دول مثل تركيا وبلدان في البلقان، ما سيجعل السوق الالمانية ولفترة غير محددة مرهونة بها.

ويحاول اصحاب المحلات التجارية إدخال الطمأنينة الى قلوب الزبائن بوضع اسم البلد المصدر للخيار او غيره، وبانه ليس المانيا المنشأ او من اسبانيا او هولندا، وهذا يعطي فرصة كبيرة للمصدرين من خارج اوروبا لرفع حجم استيرادهم ورفع الاسعار ايضا.

ولكي يزداد الوضع سوءا أعلن بعض المستوردين للخضار من المانيا إلغاء الصفقات التي أبرموها من بينهم مستوردون من روسيا، بعد حظر الحكومة الروسية استيراد اي نوع من الخضار من المانيا.

والمشكلة الاكبر ان مصانع تعليب الخضروات في المانيا مثل تعليب البندورة والخيار، قررت إلغاء الصفقات التي أبرمتها مع المزارعين، وفي هذا الصدد قال احد المزارعين في فالبيك شمال المانيا، نتوقع هذه الخطوة من مصانع التعليب لان الزبائن سوف يمتنعون فيما بعد عن شراء هذه المعلبات.

وما يخشاه المزارعون الالمان حاليا ان يتم سد احتياجات المستهلكين لهذه الانواع من الخضروات باستيراد كميات كبيرة منها من الخارج، لذا طالبوا الحكومة الاتحادية باتخاذ الاجراءات الاحترازية والكشف بسرعة عن مصدر البكتيريا والمواطنين بالتضامن معهم وشراء ما هو متوفر في السوق وطبخه لان البكتيريا المذكورة يقضى عليها عند الطبخ.