رغم كل الوسائل المتاحة للبحث عن بدائل للطاقة النظيفة في الدول المتقدمة إلا أن quot;الذهب الأسودquot; يبقى الوقود الأحفوري في مفهوم تلك الدول والذي لايمكن الإستغناء عنه. فكل دول العالم تتمنى أن تجده داخل أراضيها، نظراً لإرتفاع اسعاره ما جعل الدول غير النفطية تعيد حساباتها لإعادة تقويم خططها والعودة للبحث عن أيٍ من قطرات الذهب الأسود في أراضيها.


ميونيخ: تعتبرألمانيامن الدول المتفوقة اقتصادياً وتقنيًا والتيليست بعيدة عن هذا المخطط، فقد دخلت في صراع البحث عن البترول داخل أراضيها رغم أنها تفتقر الى هذا المورد المهم. لكن تفوقها التقني والعلمي وقوة شركاتها العاملة في هذا المجال قد يسمح لها بالبحث مجدداً، وفي أعماق بعيدة عن ذلك السائل السحري. وقد اختار الجيولوجيون الألمان ولاية بافاريا كمرحلة أولى للبحث عن البترول في كل ارجاء ألمانيا، وسوف تستمر تلك البحوث الجيولوجية الإستكشافية لمدة عامين، تأمل بعدها ألمانيا التمكّن من استخراج كميات من البترول قد تخفف من التكلفة العالية لاستيراده من الدول النفطية.

آبار بترولية في ولاية بافاريا الألمانية

من جهة اخرى، يلقى ذلك المشروع البحثي التأييد من قبل الجهات الرسمية في المانيا، ومن قبل العلماء كما شركات البترول العاملة، فليس هناك مفر من البحث في ظل هذا الإرتفاع الجنوني لأسعار البترول . في السابع من ابريل من العام الماضي قررت حكومة quot;ولاية بافارياquot; إسناد مهمة البحث عن الذهب الأسود في أرض الولاية الي شركة quot;الراينquot; الألمانية للبترول والتي أقرت مخططاً تبدأ بمقتضاه البدء عن أعمال إستكشافية عن طريق عمل مسح جيولوجي يستغرق قرابة العامين ، وقد حددت الشركة بالفعل المنطقة المتاخمة لبحيرةquot; امرزيهquot; والممتدة حتى حدود ولاية quot;بادن فيرتمبرج quot; لعمل مسح فوري يستند على تقارير جيولوجية صادرة حول هذا الشأن تشير الى أن هذه المنطقة التي تقدّر مساحتها بحوالى ألفي كيلو متر مربع تحتوي على كمية تتراوح ما بين اثني عشر إلى ثمانية عشر مليون طن من البترول داخل أراضيها.

من جهته يؤكد المهندس في شركة الراين للبترول quot;فرانس ليبدانquot; تلك التقارير ويقول: quot;بالفعل نحن نتوقع إستخراج كميات من النفط من هذه المنطقة، ومن ثم سنتمكن من انتاجه وبيعه ما يعود بالخير على الولاية.quot;

ردود أفعال متفاوتة

تبدو ردود فعل الأهالي في ولاية بافاريا متفاوتة حول هذا الموضوع ومنها ما أعلنته quot;ماريا شولتهquot; التي تعلن سعادتها الكبيرة لسماعها هذه الأخبار وتقول:quot; بالطبع انا سعيدة باستخراج البترول من هنا، كينتمكن من استخدامه في التدفئة، كما أن ذلك الأمر سيؤدي إلى انخفاض أسعار الوقود.quot;

بدوره يعتبر quot; يان بيشكهquot; إن فكرة البحث عن البترول لا تروق له كونها ليست صحية وستؤدي حتماً لتلوث الطبيعة الجميلة للمنطقة.

وكما هو معروف أنه يوجد في ولاية quot;بافارياquot; حقلان للبترول يعملان باقتدار منذ اكثر من ثلاثين عاماً، يقع احدهما بالقرب من مدينةquot; اوجسبورج quot; ويستخرج منه سنويا 40 الف طن من النفط ، أما الآخر فيقع قرب مدينة quot; داخاوquot; ويستخرج منه الفا طن سنوياً، بما معناه أن مجموع ما تنتجه الولاية جراء هذين البئرين اضافة لمجموعة من الآبار الصغيرة الأخرى يصل إلى حوالى مليون طن سنوياً، وهي نسبة تغطي 1,2 % من اجمالي3 % هو كل ما تنتجه المانيا من نفط مقابل ما تستورده.

وبعملية حسابية صغيرة نجد ان ولاية بافاريا تحتاج من البترول أكثر بأربعمئة مرة مما تنتجه، أي تحتاج الى خمسة عشر مليون طن سنوياً، الأمر الذي يعطي أهمية كبرى للبحث عن البترول في أرض الولاية .

إضافة إلى أن وجود التقنيات الحديثة قد يعزز مساعي المهندسين الطامحين بالوصول فعلاً الى أعماق بعيدة في باطن الأرض لاستخراج النفط .
حيث لم يتجاوز أقصى وصول داخل أعماق الخمسمئة مترٍ وكان ذلك عام 1959 عندما استطاعت شركة هولندية استخراج النفط من منطقةquot; تيجرن زيquot; في جنوب الولاية والذي سرعان ما نضب منها بغض النظر الى قلة المخزون منه.

والجدير ذكره أنه عُرف البترول لأول مرة في ولاية بافاريا عام 1441 عندما تم إكتشاف بقعة كبيرة من الزيت طافية على سطح بحيرة quot;تيجرن زي quot; وكان مصدرها جوف البحيرة ، الا ان الأعمال الفعلية للبحث عن البترول بدأت في العام 1904 ومازالت الأمال الكبيرة معقودة على إحداث مزيد من الاكتشافات.