ينفق سكان الإمارات حوالي 24 مليار درهم لقضاء عطلاتهم في الخارج 20 % يفوق عدد رحلاتهم الترفيهية 5 رحلات سنويا ، في وقت أبدى فيه كثير من السوريون المقيمون في الإمارات رغبتهم بقضاء إجازاتهم في غير بلدهم بسبب الاضطرابات الأمنية الأخيرة .


دبي: تشَكل دولة الإمارات سوقًا خصبًا للسفر في المنطقة للمواطنين والمقيمين على حد سواء لا سيما في فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز 45 درجة مئوية وقد كشفت دراسة أعدت مؤخرا أن سكان الإمارات يتفقون ما يقارب 24 مليار درهم سنويا اي حوالي 6 مليارات دولار لقضاء عطلاتهم وان غالبتهم يقومون برحلتين سنويا على الأقل فيما بلغت نسبة الذين يقومون بما لا يقل عن 5 رحلات سنويا منهم حوالي 20 % .في وقت تسعى دائرة السياحة والتسويق في كل من دبي وأبو ظبي إلى زيادة العروض الترويجية لجذب السياح عبر إطلاق برامج الجولات السياحية وبرامج العطلات واكتشاف وجهات السفر الداخلية والإقليمية والمنتجعات الترفيهية حيث بلغت إيرادات الفنادق المسجلة حوالي 6 مليار درهم العام الماضي . ومع تنامي الأحداث السياسية والاضطرابات الأمنية الأخيرة في العديد من الدول العربية ذات المناخ المعتدل اظهر كثيرون عزوفهم عن زيارة تلك البلدان وتغيير وجهات رحلاتهم إلى دول أكثر استقرارا وأمنا. كما تتفاوت وجهات السفر والعطلات حيث يبدي معظم المواطنون رغبتهم بزيارة الدول الأوروبية صيفًا وقضاء الإجازات الشتوية في دول الشرق الأقصى .


وأشارت روان جندلي من قسم التسويق السياحي إلى ارتفاع عدد الحجوزات مع بداية شهر يونيو, quot;أكثر وجهات الجذب السياحي هي أوروبا ومنها فيينا وهامبورغ ولندن وباريس علاوة على العواصم المتوسطية مثل أثينا وروماquot;. وأضافت: quot; وتعد تركيا لا سيما اسطنبول من أكثر الأماكن جذبا وذلك لأسباب كثيرة أهمها سهولة الحصول على تأشيرة والأسعار التنافسية والخدمات الهائلة التي تقدمها الفنادق بأسعار جيدة إضافة إلى المناخ الرائعquot;. الجندلي أشارت إلى بعد آخر وهو أن العادات quot;التركية قريبة إلى حد ما من العادات العربية مما يُشعر السائح العربي بالاطمئنان مع عائلته مشيرة إلى أن كثيرين يكررون التوجه إليها عاما بعد عامquot;.

وفي سياق متصل, أشار أسليم غودينها،الشركة العالمية للمعارض والمؤتمرات المنظمة لمهرجان quot;اكتشاف العالمquot; السياحي, إلى أن سكان الإمارات يذهبون في رحلات عطلات مرتين في العام على الأقل حيث ينعكس ذلك على نمو صناعة الرحلات الخارجية بشكل كبير،والعروض المقدمة لتوفير إمكانية الوصول المباشر إلى وجهات السفر الأكثر إثارة في جميع أنحاء العالم .quot; مشيرا في الوقت عينه إلى الدور الذي تلعبه الإمارات كنقطة جذب في فصل الشتاء للسياح الأوروبيين وغيرهم أيضا من دول مجلس التعاون .


إيلاف أيضا استطلعت أراء بعض المسافرين العرب في مكاتب الحجوزات, حيث أبدى محمد حسن الدقاق سوري رغبته في قضاء إجازته في رومانيا مشيرا إلى أن الاضطرابات الأخيرة في سوريا دفعت به وبعائلته إلى استبعاد خيار زيارة بلده خوفا من تداعيات الأحداث ملمحا إلى أن قبضة رجال الأمن لا ترحم وان بعض العائدين يتعرض للمسائلة الأمنية في المطار وقد يتعرض البعض للاعتقالات التعسفية .
الأمر عينه ألمح له غياث الخوري الذي قال أن عائلته أشارت عليه بعدم قضاء إجازته في سوريا وأنها ستلقاه في اسطنبول لا سيما وان السلطات الأمنية تتوجس من تنامي المعارضة السورية في الخارج وتشكك في وطنية العائدين ، مؤكدا انه quot;لا يتعاطى السياسية على الإطلاق .


من جانبها, أشارت ريم الاتاسي إلى أنها ستمضي صيفها في باريس على الرغم من أنها تفضل quot;حمصquot; عن quot;الشانزلزيهquot; مبدية قلقها من تنامي القبضة الأمنية الغير مبررة مشيرة إلى الاعتقالات التي طالت شريحة كبيرة من لأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا هناك أثناء الأحداث . اما الاماراتي حمد عبدالله السويدي فأشار الى انه يمتلك بيتا في منطقة الزبداني بسوريا حيث كان يمضي وعائلته جلّ الصيف هناك ولكنه لن يخاطر هذا العام بالسفر إلى سوريا خشية اية تداعيات هو بغنى عنها . مشيرا الى ان الدول العربية غير جاذبة للسياح وان الاستثمار فيها يعد غير آمن .