سان بطرسبورغ: توقعت وكالة الطاقة الدولية الخميس ارتفاع الطلب العالمي على النفط بشكل مطرد حتى 2016 ما لم يتعثر الانتعاش الاقتصادي، ورغم تخطي سعر برميل النفط مئة دولار، متجاوزًا التوقعات.

ورأت الوكالة في تقريرها السنوي، الذي تعرض فيه توقعاتها على المدى المتوسط والصادر الخميس في سان بطرسبرغ (شمال) أنه في حال تسجيل نمو الاقتصاد العالمي نسبة 4.5% في السنة، فإن ذلك سيؤدي الى زيادة الاستهلاك بمعدل 1.2 مليون برميل يوميًا كل سنة وصولاً الى 95.3 مليون برميل في اليوم عام 2016، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 1.3% في السنة.

وبالتالي سيتخطى الطلب العالمي آخر التوقعات المتوسطة المدى بمعدل 0.7 مليون برميل في اليوم خلال فترة 2010-2015.
ورفعت الوكالة التي تمثل مصالح الدول الصناعية، بشكل طفيف توقعاتها للطلب العالمي على النفط عام 2011 بمقدار مئة الف برميل في اليوم.

وبذلك سيرتفع الاستهلاك من 88 مليون برميل يوميًا في 2010 (+3.3% عن العام السابق) الى 89.3 مليون برميل في اليوم هذه السنة (+1.4%).

وحذرت الوكالة في هذا الصدد من quot;وجود خطر كبيرquot; بحصول اختناق في السوق في حال عدم زيادة الانتاج النفطي quot;مع كل العواقب التي يمكن ان تترتب على الاقتصاد العالمي في حال ارتفاع الاسعارquot;.

ولفتت الوكالة الى ان اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط quot;اوبكquot; لم يقرروا زيادة انتاجهم خلال اجتماعهم في مطلع حزيران/يونيو، موضحة ان ذلك لا يعني ان سقف الانتاج سيبقى محددًا بمستوى 29.2 مليون برميل في اليوم، مشيرة الى مؤشرات مشجعة في هذا الصدد صادرة من السعودية ودول منتجة اخرى.

وقال المدير العام لوكالة الطاقة الدولية نابوو تاناكا الخميس خلال مؤتمر صحافي في سان بطرسبورغ ان السؤال المطروح الآن هو معرفة quot;بأي سرعة وبأي مقدارquot; يمكنهم المساهمة في رفع الإنتاج.

وذكرت وكالة الطاقة الدولية من جهة أخرى أن الإنتاج الليبي لن يعود إلى المستوى الذي كان عليه قبل الحرب إلا قرابة العام 2015. وجاء في التقرير أيضًا ان الطلب على النفط يتأثر كذلك بالظروف الاقتصادية الجديدة في العالم، موضحًا أن ارتفاعه quot;ناجم حصرًا من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةquot; نادي الدول الغنية التي تعتبر الوكالة ذراعه في مجال الطاقة. وتمثل الصين وحدها 41% من ارتفاع الطلب.

في المقابل، يتوقع ان يتراجع استهلاك الدول الصناعية اعضاء منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بنسبة 1.6%، اي بمعدل 260 الف برميل في اليوم كل سنة، ما يزيد عن التوقعات السابقة. واقرت منظمة الطاقة بأن هذا السيناريو ينطوي على مخاطر.

وحذر تاناكا من ان quot;الغموض يبقى سيد الموقف بالنسبة إلى الأسواق العالمية للنفط والغاز، من انعكاسات الربيع العربي الى عواقب الازمة في منطقة اليورو على الاقتصاد الكليquot;.

واذا كانت التوقعات تشير الى نمو عالمي لا يتعدى نسبة 3.3% في السنة، إلا أن الطلب على النفط للعام 2016 سيكون دون التوقعات بـ2.4 مليون برميل في اليوم.

وتتوقع الوكالة في تقريرها أن يقارب سعر برميل النفط معدل 103 دولارات خلال هذه الفترة، ما يزيد بـ15 إلى 20 دولارًا عن توقعاتها السابقة. وتخطى سعر برميل النفط الخفيف غرب تكساس الخميس 95 دولارًا وبرميل برنت بحر الشمال 114 دولارًا.

ورأت الوكالة ان quot;تزامن اسعار للنفط بثلاثة أرقام، ونمو اقتصادي عالمي بنسبة 4 الى 5% يبدو من باب المفارقة، غير انه يعكس الى حد ما التباين الزمني الذي يميز ديناميكيات السوق النفطيةquot;. واكدت انه quot;من الممكن ان تتزامن اسعار مرتفعة مع نمو اقتصادي مطردquot; ولكن quot;لمرحلة من الوقتquot; فقط.

من جهة اخرى، من المتوقع ان تزداد القدرة العالمية على انتاج النفط خلال السنوات الخمس المقبلة بمعدل 1.1 مليون برميل في اليوم سنويًا، لترتفع من 93.8 الى 100.6 مليون برميل في اليوم. ويمثل النفط الخام التقليدي اقل من 40% من الزيادة الاجمالية.

واخيرًا افادت وكالة الطاقة الدولية بأن الطلب العالمي على الغاز سجل quot;انتعاشًا استثنائيًاquot; بنسبة 7.4% عام 2010، وهي من اعلى نسب النمو المسجلة خلال السنوات الاربعين الاخيرة.