رهان على الموسم السياحي في المغرب هذا العام

يعيش مهنيو قطاع السياحة في المغرب حالة من القلق، بعد تسجيل إنخفاض في عدد الحجوزات في الفنادق، التي قدمت عروض إستثنائية هذا الموسم.


الدار البيضاء: تمر السياحة في المغرب بفترة مهمة، إذ يراهن هذا القطاع على تحقيق أرقام إستثنائية، رغم التوترات في دول العالم العربي، إلى جانب تعرض مدينة مراكش إلى إعتداء إرهابي، خلف مقتل 17 شخصاً، معظمهم من السياح الأجانب، وجرح 21.

فقبل أسابيع من دخول فصل الصيف، بدأت الفنادق تقدم عروض مغرية، إذ إن التخفيضات وصلت إلى أقل من 50 %.

واستأثرت هذه العروض بإهتمام المغاربة، قبل السياح الأجانب، إذ يستعد عدد من الأسر إلى حجز غرف في الفنادق لقضاء عطلتهم الصيفية.

يقول جلال، مسؤول في فندق مدينة طنحة، quot;نتوقع أن يعود النصيب الأكبر من الحجوزات إلى المغاربة العائدين إلى أرض الوطن لقضاء العطلة الصيفية، وفي إطار السياحة الداخلية، التي يراهن عليها المهنيون لرفع الدخلquot;.

وأكد جلال، لـ quot;إيلافquot;، أن quot;الإقبال من طرف السياح الأجانب متذبذبquot;، مشيراً إلى أن quot;الأعداد منخفضة مقارنة مع السنة الماضيةquot;.

من جهته، قال سعيد الطاهري، مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، إن quot;هناك مشكلة بالنسبة إلى الحجوزات التي ما زالت قليلة، مقارنة مع السنة الماضيةquot;، مشيراً إلى أن quot;هناك نقصًا في الشهور الأخيرةquot;.

وأوضح سعيد الطاهري، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أنه quot;خلال الشهور الثلاثة الأخيرة إتخذنا مجموعة من الإجراءات، منها القيام برحلات إلى أوروبا، حتى نكون أقرب إلى الزبائن، ونظهر لهم المغرب وخصائصهquot;.

وذكر مدير عام الفدرالية الوطنية للسياحة في المغرب أنه، في بداية السنة الجارية، سجل القطاع نسبة 15+ %، كما إنه في نيسان (أبريل) الماضي وصلنا إلى نسبة 4+ %، في حين أن شهر أيار (مايو) كان صعباً.

وتوقع سعيد الطاهري أن يتأثر القطاع، في شهرتموز (يوليو) وآب (أغسطس)، بسبب تزامنهما مع شهر رمضان، مشيراً إلى أنه سيجري تقديم عروض، في إطار السياحة الداخلية، حتى يتمكن المواطنون من ممارسة شعائرهم الدينية، وهم يقضون عطلتهم الصيفية.

وبلغ عدد السياح الوافدين إلى المغرب 1.5 مليون سائحًا، في شهري يناير/كانون الثانيوفبراير/شباط من السنة الجارية، مسجلاً بذلك إرتفاعاً بلغت نسبته 10 %، مقارنة مع الفترة عينها من سنة 2010.

وتباطأ النشاط السياحي في أكادير، خلال أيار (مايو) الماضي، بعد أداء جيد على مستوى الوافدين، وليالي المبيت المسجلة، منذ بداية السنة الجارية.

وحسب المجلس الجهوي للسياحة، فإن المحطة الشاطئية الوطنية الأولى إستقبلت، في الأشهر الخمسة الأولى 314 ألف و49 زائرًا، مقابل 279 ألف و539 زائرًا، في الفترة نفسها من السنة الماضية، مسجلة زيادة بـ 12.35 %.

ويبقى السياح الفرنسيون الأكثر إقبالاً على المغرب، يليهم الإسبان، والبريطانيون، كما دخل الروسيون إلى قائمة الوافدين إلى المغرب.

وإستقبل المغرب 9.4 ملايين سائحًا سنة 2010، مسجلاً زيادة قدرها 6 %، مقارنة مع 2009، لكنها أقل عددًا بما يقدر بـ 600 ألف سائحًا، قياسًا بالتوقعات التي رسمتها خطة quot;رؤية 2010quot;، بسبب تداعيات الأزمة العالمية، التي خفضت النشاط السياحي، على المستوى العالمي، إلى أقل من 2%.

يشار إلى أنه، انطلاقًا من سنة 2012، سيشرع في تنفيذ أولى مشاريع المخطط السياحي الجديد quot;رؤية 2020quot;، التي تؤطر المسار المقبل للقطاع السياحي المغربي، تأسيسًا على quot;رؤية 2010quot;، المشرفة على نهايتها.