الحقول الجديدة في جنوب غرب ليبيا قد تبدأ عمليات الضخ على وجه السرعة

أكدت اليوم تقارير صحافية أميركية أن إحتمالات تشكيل قادة ليبيا الجدد كيانًا ديمقراطيًا جديدًا أو الاضطرار لمحاربة أعمال التمرد العالقة من الممكن أن تعتمد بشكل كبير على الطريقة التي سيبدؤون من خلالها تشغيل القطاع النفطي، الذي يُشكِّل حوالي 95 % من عائدات ليبيا.


القاهرة: أوضحت مجلة التايم الأميركية أن هناك حالة من الغموض لا تزال تكتنف الآلية التي قد ينجح الثوار من خلالها في إنعاش قطاع النفط وإعادته مرة أخرى إلى سابق مستوياته.

ونوهت في هذا الصدد إلى تلك التصريحات التي أدلى بها في الأسبوع الماضي علي ترهوني، مسؤول النفط والمالية في المجلس الوطني الانتقالي، لشبكة سي إن إن الأميركية، وقال فيها إن فترة الحرب التي عاشتها ليبيا على مدار الأشهر الستة الماضية يبدو أنها قد أتلفت ما يقرب من 10 % فقط من البنية التحتية النفطية، وأنه دُهِش عندما اكتشف أن قوات القذافي لم تدمّر أو تحرق منشآت حيوية، مثل مصفاة النفط في مدينة الزاوية التي تقع على بعد 30 ميلاً غرب العاصمة، طرابلس، في الوقت الذي كانت تتعرّض فيه لهزيمة ساحقة على أيدي الثوار.

كما ِأشار ترهوني إلى أن خطوط أنابيب الغاز سيعاد افتتاحها عمّا قريب على الأرجح (وهو ما اعتبرته المجلة بمثابة الخبر الجيد بالنسبة إلى الإيطاليين الذين يتحصلون على 25 % من إمدادات الغاز الخاصة بهم من ليبيا)، في حين سيكون بمقدور ليبيا أن تضخّ حوالى 500 ألف برميل من النفط يومياً في خلال أربعة أشهر، والعودة كذلك إلى مستويات ما قبل الحرب في غضون عام واحد فقط من الآن.

لم تستغرب المجلة حالة التفاؤل التي تبدو واضحة في تقديرات قادة الثوار، لاسيما بعد نجاحهم في التخلص من ديكتاتورية القذافي التي استمرت على مدار 42 عاماً في غضون 6 أشهر فقط.

وقال محللون إن واقع انتاج النفط قد يكون أكثر هدوءً عما سبق وأشار إليه ترهوني. وأوضح روز كاسيدي، باحث في شؤون النفط في شمال إفريقيا لدى شركة استشارات الطاقة العالمية quot;وود ماكينزيquot; التي يوجد مقرها في ايدنبيرغ في اسكتلندا: quot;تحتاج ليبيا ثلاثة أعوام تقريباً كي تتمكن من العودة إلى سابق المستويات التي كانت تُنتِج فيها 1.6 مليون برميل يومياًquot;.

ولفتت المجلة من جهتها إلى أن الحقول الجديدة في الصحراء في المناطق البعيدة في جنوب غرب ليبيا قد تبدأ بالفعل عمليات الضخّ على وجه السرعة. لكنها أوضحت أن ثلثي انتاج البلاد تقريباً يأتي من الحقول العملاقة الموجودة حول حوض سرت، وهناك قد يواجه المهندسون تحديات كبرى، وفقاً لما ذكره كاسيدي.

وفي الوقت الذي تعمل فيه معظم هذه الحقول منذ ستينات القرن الماضي، فإن هناك حاجة لضخّ النفط باستمرار، من أجل تحاشي احتمالات تعرض خطوط الأنابيب لحالة من الانسداد.

ثم مضت المجلة تشيد بما تمتلكه ليبيا من قدرات، تتجاوز بكثير ما حققه القذافي حتى الآن، حيث تمتلك البلاد ما يقرب من 44 مليار برميل من الاحتياطات النفطية المؤكدة. ويكفي أنها كانت تنتج حوالى 3 مليون برميل يومياً في السبعينات قبل أن يبدأ القذافي ثورته، حيث انخفض هذا المعدل إلى النصف تقريباً، بفضل عوامل عدة.

وفي وقت ينشغل فيه الآن المجلس الوطني الانتقالي بتأمين البلاد، وإلحاق الهزيمة بآخر أتباع القذافي الذين لا يزالوا يواصلون المقاومة، وكذلك ملاحقة العقيد نفسه، قد يؤجّل فريق عمل ترهوني مساعي إعادة التفاوض بشأن عقود النفط على مدار سنوات.

حيث أكد مسؤولو المجلس أن صناعة النفط في ليبيا ستعمل بطريقة مختلفة للغاية بمجرد أن تتولى حكومة جديدة زمام الأمور، وأشاروا إلى أنهم قد يفتحوا حينها الباب أمام عروض أخرى من أطراف جديدة مثل الصين وماليزيا.

بالنظر إلى ذلك، رأت المجلة أن شركات النفط الغربية لن يكون بمقدورها بعد ذلك أن تتوقع الحصول على امتيازات خاصة، وذلك لأن بلدانهم قادت عملية حلف الناتو في ليبيا. ففي العراق، على سبيل المثال، وقعت شركات طاقة صينية على عقود ضخمة، رغم حقيقة اعتراض الصين على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين.

وإذا أوفى قادة ليبيا الجدد بوعدهم في ما يتعلق بإدارة قطاع النفط بصورة شفافة، فإن ليبيا ستكون واحدة من دول قليلة عدة غنية بالنفط تفعل ذلك. ونقلت التايم في الختام عن بريندون أودونيل، باحث في الشأن الليبي لدى مجموعة Global Witness المناهضة للفساد ومقرها لندن، قوله: quot;أحد دروس الربيع العربي هو إدراك الناس أن حكوماتهم كانت تسيء إدارة أموالهم. وهنا فرصة للقول إن هذا البلد الجديد قد يقود الطريق إلى حقبة جديدة من العدالة الاقتصاديةquot;.