برن: كلما غمرت الحروب العالم كلما زاد الأمل في جني الأرباح التي تغنينا عن العمل لدى الشركات للتمتع بالرفاهية والراحة إلى إشعار آخر.

صحيح أن الحروب تخلف وراءها كوارث مادية واقتصادية. بيد أن الخبراء السويسريين، نظراً إلى وجود سويسرا في قلب شتى أنواع الأعمال التجارية، الشرعية وغيرها، يعترفون بأن هذه الحروب تعمل على تحريك أنسجة اقتصادية استثنائية من شأنها ضمان الأرباح الطائلة لمن يتمكن من استغلالها طيلة العمر، هذه هي حال الدنيا منذ عام 1971. حتى اليوم، شهد العالم أكثر من 29 نزاعاً دولياً آل إلى تأجيج محركات الحروب حول العالم.

علاوة على ذلك، يفيدنا هؤلاء الخبراء أن احتمال تفاعل الأسواق المالية الدولية بصورة إيجابية ازاء كل حرب تندلع في منطقة ما حول العالم يطغى على الاحتمال الآخر، أي التفاعل بصورة سلبية مع التوترات والحروب الدولية. وتعتبر الأسواق المالية الأميركية أكثر المستفيدات من هذه الحروب لكونها قادرة على تأمين أرباح استثنائية لمشتري الأسهم تصل حتى 12 %.

ويعزو الخبراء هذا المردود العالي الى مرور الأسواق المالية خلال اندلاع الحروب داخل نفق آمن يبعدها كل البعد عن الخوف وغيوم عدم الاستقرار في الأداء المالي. على سبيل المثال، كان تفاعل الأسواق المالية الدولية إيجابيًا بامتياز لدى اندلاع الحرب الكورية والفيتنامية، وحتى حرب الخليج الأولى، أي الحرب العراقية الإيرانية.

في ما يتعلق بأسواق المواد الأولية، فإن أوضاعها تختلف بين سوق وأخرى، وفق رأي الخبير كريستوف غوبسر. إذ يشير هذا لصحيفة quot;إيلافquot; إلى أن حوالي 70 % من هذه الأسواق تتفاعل ايجابياً مع اندلاع الحروب. أما 30 % منها فإن أداءه سلبي. على صعيد عقود النفط الآجلة فإن حوالي 46 % منها يتفاعل سلبياً، وحوالي 27 % منها يتفاعل إيجاباً في ضوء أحداث الشرق الأوسط التي تؤثر مباشرة على الأسواق النفطية العالمية الحساسة.

في مطلق الأحوال، ينوه الخبير غوبسر بأن الطلبات المكثفة على شراء النفط أثناء اندلاع أي حرب عربية كما ليبيا حالياً، تتراجع وليد الضغوط الناتجة من المضاربات. كما إن أسعار عقود النفط الآجلة تنخفض. بالنسبة إلى أسعار صرف الدولار حيال العملات الصعبة الأخرى، كما اليورو والفرنك السويسري، فإنها تتراجع بدورها بصورة طبيعية نظراً إلى الإقبال على خزن بلايين الدولارات في خزائن الحكومات. إن عملية الخزن هذه، وفق رأي هذا الخبير، رد فعل عادي إزاء تعاظم الغيوم حول مصير مجهول للشرق الأوسط.