يتوقع خبراء أن يحتدم الصراع في الفترة المقبلة حول صندوق الثروة السيادية الخاص في ليبيا،إذ انه يضم مليارات الدولارات، إضافة إلى حصص تعود إلى شخصيات بارزة،مثل الأمير أندرو من بريطانيا،والمفوض التجاري الأوروبي السابق بيتر ماندلسون ونخبة من المستثمرين الإيطاليين والأميركيين.


في وقت يحتدم فيه الصراع في ليبيا يومًا بعد الآخر، بدأ للتو صراع من أجل السيطرة على صندوق الثروة السيادية الخاص بالبلاد، والمبلغ الذي يحتويه بقيمة 70 مليار دولار في صورة أصول، على حسب ما أفادت اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.

وبينما يشتمل هذا الصندوق على قدر كبير من السيولة الجاهزة ومجموعة من الحصص في عدد قليل من الشركات الأوروبية البارزة، بما في ذلك شركة quot;بيرسونquot; البريطانية للنشر ونادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم، قالت الصحيفة إن الصندوق يعمل بمثابة بطاقة الدعوة المؤكدة لمؤسسه، سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، والذي كان ينظر إليه على أنه الشخصية الإصلاحية داخل العائلة.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أن سيف الإسلام كان يستخدم ذلك الصندوق، الذي تم تأسيسه في عام 2006، لكي يؤكد جاهزية ليبيا في ما يتعلق بفتح أبوابها أمام الغرب. وقد نجح بالفعل في اجتذاب مجموعة من الأشخاص ذوي النفوذ، من بينهم عائلة روتشيلد، والأمير أندرو من بريطانيا، والمفوض التجاري الأوروبي السابق بيتر ماندلسون، ونخبة من مجتمع الشركات في إيطاليا، ومستثمري الأسهم الخاصة الأميركيين، ستيفن شوارزمان من بلاكستون وديفيد روبنشتاين من مجموعة كارلايل.

وقالت الولايات المتحدة إنها تعتزم تجميد أي أصول تمتلكها هيئة الاستثمار الليبية وتخضع لسيطرة المؤسسات الأميركية، رغم عدم تحديد أية بنوك أو أصول بصورة علنية. وفي بريطانيا، قال مسؤولون إن الصندوق سيُمنَع من بيع وإعادة أصوله، التي تشتمل، إضافة إلى حصته في شركة بيرسون، على مجموعة صغيرة من العقارات التجارية القابضة في لندن.

لكنه ما زال من غير الواضح إلى أي مدى سيكون مبلغ الـ 50 مليار دولار أو قرابة ذلك من الأموال النقدية والأوراق المالية السائلة في الصندوق، الذي يدار تحت التصرف المباشر لسيف الإسلام، من الممكن الحصول عليه من جانب نظام والده، معمر القذافي.

من جهتهم، قال أناس يعملون عن قرب من الصندوق إن أعماله الداخلية كانت تشكل لغزاً إلى حد كبير، في الوقت الذي كان يمنعه الجمود الديمقراطي ونقص الخبرة الاستثمارية من أن يكون أكثر نشاطاً. وقال أوليفر ميلز، السفير البريطاني السابق لدى ليبيا quot;لم يكن هناك دعم، أو توظيف، أو نظام ndash; وكان يريد الجميع الحصول على جزء من العمل. وسيكون من الخطأ القول إن الصندوق قد فشل، لكنه لم ينجح أيضاًquot;.

وتابع ميلز حديثه بالقول quot;إلى حد ما، تعكس الخبرة الخاصة بالصندوق تلك الخاصة بأجندة إصلاح سيف الإسلام ككل. فلم يكن لديه المعرفة المهنية والدعم اللذين يستطيع من خلالهما أن يفعل ما قال إنه سيفعله. وهناك تساؤل بشأن مدى التزامه بالإصلاحquot;.

وفي بريطانيا، تحولت الصداقة إلى حالة من النفور. حيث قال مارجوري سكاردينو، الرئيس التنفيذي لشركة بيرسون، التي تقوم بنشر مطبوعتي quot;فاينانشيال تايمزquot; وquot;الإيكونوميستquot;، إن الشركة متضايقة من حصة ليبيا التي تقدر بـ 3%. وأوضحت الصحيفة أن الشركة قامت بالفعل بتجميد الموقف وأنها لن تدفع أرباحاً إلى الصندوق.

وفي البرلمان البريطاني، دعا حزب العمال المعارض دافيد كاميرون، رئيس الوزراء، إلى عزل الأمير أندرو من منصبه كسفير مسؤول عن الترويج لشؤون ومصالح بلاده التجارية حول العالم، بسبب ما يتردد عن العلاقات التي تربطه بالقذافي.

وفي إيطاليا، حيث يستثمر الصندوق بشكل أكبر، كان رد الفعل أكثر انضباطاً. حيث قال اندريا انييلي، رئيس نادي يوفنتوس، إنه لا يشعر بالقلق بشأن حصة الـ 7 % الخاصة بالساعدي، شقيق سيف الإسلام، وهو لاعب كرة قدم سابق في ليبيا.