يعتزم الإتحاد الأوروبي إجلاء رعاياه من ليبيا بعد أعمال العنف الأخيرة.


لندن: يعتزم الاتحاد الاوروبي اجلاء رعاياه من ليبيا وخصوصا من مدينة بنغازي معقل المعارضين على بعد الف كلم شرقي طرابلس، كما اعلنت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الاثنين. وقالت الوزيرة الاسبانية على هامش اجتماع مع نظرائها الاوروبيين في بروكسل quot;اننا قلقون للغاية، وننسق عملية اجلاء محتملة لمواطني الاتحاد الاوروبي من ليبيا وخصوصا من بنغازيquot;.

واوقعت اعمال العنف اثناء التظاهرات التي تشهد ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافي 233 قتيلا على الاقل منذ بداية حركة الاحتجاج، بينهم ستون قتيلا سقطوا الاحد في بنغازي لوحدها، بحسب حصيلة جديدة نشرتها منظمة هيومن رايتس ووتس الاثنين.

واعلنت النمسا الاحد ارسال طائرة عسكرية الى مالطا لاجلاء محتمل لرعاياها والرعايا الاوروبيين من ليبيا او بلدان عربية اخرى تهب فيها رياح ثورية منذ عدة ايام. وعلى العكس من ذلك، اعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية لوران فوكييه الاثنين انه quot;لا توجد تهديدات مباشرة حتى الانquot; تستدعي اعادة 750 فرنسيا مقيمين في ليبيا الى ديارهم.

وقال فوكييه quot;ان مصدر قلقنا الحقيقي هو توفير امن الفرنسيين في ليبياquot;، موضحا ان هناك 750 فرنسيا quot;موزعينquot; حاليا على الاراضي الليبية.

ويعقد وزراء الشؤون الخارجية والاوروبية في دول الاتحاد الاوروبي طوال اليوم اجتماعا لبحث كيفية التعاطي مع الثورة التي تهز المغرب العربي والشرق الاوسط وايضا لبحث المساعدة التي يمكن ان يقدموها للانتقال الديموقراطي في هذه البلدان.

وقال وزير الشؤون الاوروبية الالماني فيرنر هوير الاثنين quot;لقد تبلغنا بفزع واستنكار اعمال العنف التي اقترفت في بعض الدول وخصوصا ليبيا امسquot;، داعيا الى quot;وضع حد للعنفquot; والى quot;احترام حرية التعبير والتظاهرquot;.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن quot;لا يمكن ان نقبل ان يطلق قناصة النار على الناسquot;، مشيدا بquot;شجاعةquot; الليبيين في مواجهة quot;النظام المعزولquot; للعقيد القذافي. وتمايز موقف وزير خارجية ايطاليا نسبيا عن نظرائه ودعا الى ضبط النفس في نداءاتهم من اجل الاصلاح الديموقراطي.

وقال quot;لا يجب ان نعطي انطباعا سيئا باننا نصدر الديموقراطية. علينا ان نساعد وندعم المصالحة السلميةquot;، مضيفا quot;لكن يجب ان لا تتدخل اوروباquot;. وتشعر ايطاليا بالقلق خصوصا ازاء احتمال تنامي موجات هجرة غير شرعية من البلدان الواقعة في جنوب المتوسط اثر الثورات التي تشهدها هذه الدول ضد الانظمة المستبدة الحاكمة فيها.

لا تزال حصيلة قمع التظاهرات في ليبيا تتفاقم وتجاوزت 230 قتيلا في اقل من اسبوع بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان، في حين حذر سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يطالب المتظاهرون برحيله، بان البلد بات على شفير حرب اهلية.