واشنطن: تستطيع الدول الناشئة انتهاز فرصة اختيار رئيس جديد للبنك الدولي للمطالبة بمزيد من النفوذ في المؤسسات الدولية إذا اتفقت على مرشح مشترك. وخلال البحث عن مدير جديد لصندوق النقد الدولي خلال 2011، كتبت دول ldquo;البريكسrdquo; (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) رسالة شديدة اللهجة احتجت فيها على الهيمنة الأوروبية.

لكنها في نهاية المطاف لم تقدم مرشحا ينافس مرشحة الأوروبيين كريستين لاجارد التي كانت الاوفر حظا وأعد وصولها بعناية في الكواليس. لكن هذه المرة، ذريعة النقص في الاستعداد غير واردة. فقد غادر دومينيك ستروس كان صندوق النقد الدولي بسرعة بينما يفترض أن يتم الأميركي روبرت زوليك ولايته. ومن المتوقع ألا تسعى الولايات المتحدة التي تحكمها رئاسة ديموقراطية، لتمديد ولاية جمهوري في هذا المنصب. لكن القادم أصعب وهو الاتفاق على مرشح واحد قادر على اختراق الكتلة التي تشكلها أوروبا والولايات المتحدة اللتان تتقاسما إدارة الهيئات المنبثقة عن اتفاقيات بريتن وودز.

وقالت كاترين مارشال، أستاذة العلوم السياسية في واشنطن والتي عملت في البنك الدولي في الماضي، إنه لم تنجح أي دولة نامية في تقديم مرشح جدي للبنك الدولي. وأضافت أنه في آخر مرتين لاختيار رئيس المنصب خلال 2005 و2007 ldquo;جرت مناقشات كثيرة حول مرشحين آخرينrdquo; وفاز أميركي ldquo;لكن لم يكن الأمر منظماً فعلاًrdquo;. والبرازيل هي أول دولة طرحت السؤال الأسبوع الماضي. وقال وزير ماليتها غيدو مانتيجا إن ldquo;هدفنا هو أن تملك الدول الناشئة الإمكانيات نفسها للوصول إلى إدارة هذه الهيئات الدوليةrdquo;. وذكر مصدر قريب من البنك الدولي أنهم ldquo;لعبوا من قبل على هذا التوزيع عند اختيار رئيس خلفاً لدومينيك ستروس كانrdquo;. فيوم التصويت فضلت برازيليا لاجارد على خصمها المكسيكي أوجستان كارستنز الذي يعد قريباً جداً من الولايات المتحدة.

تساءلت نانسي بيرسديل، المديرة السابقة في البنك الدولي ldquo;هل سيقف الصينيون مع الهنود والبرازيليين واقتصادات ناشئة أخرى لدعم مرشح لهم خلافاً لما فعلوه في صندوق النقد الدولي؟rdquo;. وأضافت أن الجواب واضح إذ أن هذا المرشح سيواجه صعوبة في مواجهة مرشح واشنطن، إذ أن البيت الأبيض لا مصلحة له في أن يفلت المنصب من يده بعدما شغله أميركيون حصراً منذ 1946. والصين أقوى دول ldquo;البريكسrdquo; هي الوحيدة الممثلة في قمة هرم البنك الدولي بمنصب كبير الاقتصاديين والنائب الأول للرئيس الذي يشغله جاستن لين. وقد تحفظت بكين خلال السنوات الأخيرة على التشكيك في احتكار الغرب لإدارة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وقال ليو ويمين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أمس الأول إن ldquo;الصين تأمل في أن يختار البنك الدولي رئيسه المقبل علنا وبطريقة تنافسية وعلى أساس الكفاءةrdquo;.

والهند أهم زبون للبنك الدولي وغير ممثلة بشكل كاف في هذه الهيئات الدولية، ولديها الكثير لتكسبه. وصرحت بسمة مومني، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ووترلو (كندا)، ldquo;بالتأكيد هناك هنود يمكن أن يكونوا مرشحين جيدين وبما أن الهند هي أكبر مستخدم للبنك، فسيكون ذلك مشروعاًrdquo;.إلا أنها تتصور أن الولايات المتحدة لن تقبل بهذه الخسارة. وقالت إن ldquo;الدول الناشئة والدول النامية يمكنها معاً أن تعرقل انتخاب مرشح أميركيrdquo;.وأضافت ldquo;لكن نظراً لما حدث في صندوق النقد الدولي لا أرى أملاً كبيراًrdquo; للمرشحين المحتملين.